3 تحولات غيرت مسار حياة العين العزة
07-08-2016 10:10 AM
* قانون الانتخاب الجديد غير قادر على افراز نوعية مختلفة من النواب
عمون - سعد الحمد - اجتهاده كان سلاحه للوصول إلى ما يطمح له من درجات علمية وانجازات عملية منذ أن كان طالبا صغيرا في المدرسة متأثرا بالتربية العسكرية التي اسسها والده في بيتهم، رافضا مبدأ الشفقة عليه.
لم يمنعه فقدانه لنعمة البصر من المثابرة والنجاح وتخطي كل التحديات التي تواجه أي شخص فقد بصره بإرادة ربانية، إلا أن العين الدكتور مهند العزة توكل على الله وواجه وسعى لإيجاد الحلول ووصل إلى ما وصل اليه..
الدكتور العزة الذي كان أول ضرير يدخل تشكلية مجلس الأعيان في المجلس السادس والعشرين اثبت وجوده كعين رغم حداثة عهده بالعمل السياسي وصغر سنه مقارنة مع ما هو متعارف عليه في هذا المجلس.
العزة الذي حاورته "عمون" مرت حياته بثلاثة تحولات نتيجة أحداث حصلت معه، ادت إلى انتقاله من مرحلة إلى أخرى.
يقول :"والدي كان ضابطا في الدفاع المدني فانعكست حياته العسكرية على تربيتنا فطغى عليها الضبط والربط، وعندما انجبتني والدتي كان واضحا أنني اعاني من مشكلة صحية في شبكية عينيَّ الاثنتين".
ويضيف أن والده حاول كل جهد أن يعالجه من خلال عرضه على أطباء أردنيين وعرض تقاريره على أطباء في الخارج لكن دون فائدة.
ويشير إلى أن فطنة أبيه جعلته يقرر نقله من مدرسة للمبصرين التي كان ملتحقا بها في شارع الرينبو إلى معهد للمكفوفين في منطقة الاشرفية حتى يتكيف مبكرا مع الإعاقة، لأن بصره بدأ يختفي شيئا فشيئاً إلى أن فقده تماما في سن الثانية عشرة من عمره.
ويقول العزة:"المعهد كانت امكانياته متواضعة وعشت فيه حتى الصف التاسع بعيدا عن اهلي بحكم عمل ابي وتنقله من مكان إلى آخر إلى أن حان وقت تركي للمعهد والالتحاق بأهلي مرة أخرى".
التحول الأول
ويستذكر أول حادثة في حياته أدت إلى احداث تحول جذري فيها قائلا :"هذه الحادثة لا تنسى عندما كنت في الصف الأول اعدادي أو ما يسمى الصف السابع تعرض اثنان من زملائي في الصف لعملية اعتداء جنسي من قبل أحد المعلمين في المعهد، مما دفعني إلى تقديم شكوى بحق المعلم لدى المركز الأمني حينها، إلا أن المدرسة رفضت لك وعاقبتني انا وزملائي المعتدى عليهم".
ويضيف أن المعهد عاد وفصل المعلم، إلا أنه بسبب هذه الحادثة قرر دراسة المحاماة للدفاع عن المظلومين.
ويشير إلى انه ثابر واجتهد إلى أن وصل إلى الثانوية العامة التي اجتازها بالرغم من تعرضه لوعكة صحية شديدة المت به، إلى أن وصل إلى الجامعة في الاسكندرية في مصر ودرس المحاماه وحصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف، وكانت رسالة الدكتوراه التي قدمها تتعلق بـ"الحماية الجنائية للجسم البشري في ظل الاتجاهات الطبية الحديثة".
التحول الثاني
ويقول العزة :" التحول الثاني في حياتي عندما عدت إلى الأردن بعد رحلة الدراسة توقعت الحصول على العمل مباشرة، إلا أنني صدمت برفضي بسبب فقداني للبصر، بالرغم من ان هذه الجهات توافق مبدئيا على تعييني بناء على شهاداتي العاليا".
ويشير إلى انه قرر منذ ذلك اليوم في عام 2005 البحث عن عمل والتوجه إلى المنظمات الدولية للعمل معها حول الاساءة والتمييز على اساس الجندر أو الإعاقة، حيث بدأ مساعد بحث إلى أن اصبح خبيرا في التحليل القانوني معتمد لدى العديد من الجهات من بينها مجلس التعاون الخليجي، جامعة الدول العربية ومنظمات دولية أخرى.
ويضيف أنه ترأس اللجنة المخصصة لتعديل قانون حقوق الاشخاص المعوقين، اضافة إلى حصوله على دعم الأميرين رعد بن زيد ومرعد بن رعد.
ويؤكد أن قانون الاشخاص المعوقين هو القانون الأول من نوعه، لأنه جاء بمشاركة العديد من الاطراف المعنية بمن فيهم الاطفال لينتج قانونا قائما على منهجية مكافحة التمييز.
مرحلة التحول الثالث
يشير العزة إلى أن نقطة التحول الثالثة في حياته عندما صدرت الإرادة الملكية السامية وجاء اسمه ضمن تشكيلة مجلس الأعيان السادس والعشرين.
ويقول :"عندما سمعت بخبر تعييني في مجلس الأعيان انتابني شعور مختلط بين السعادة والقلق سعيد لأنني كرمت من جلالة الملك عبد الله الثاني وقلق من كونها التجربة الأولى في مجال العمل السياسي".
ويؤكد ان تجربة العينية في مجلس الأعيان تجربة غنية واثراء لخبراته في حقل جديد لم يدخله من قبل وكان هدفه :"ارضاء ضميره وأن يكون متصالحا مع نفسه".
مارس اداء النائب في مجلس الأعيان
وردا على سؤال لـ"عمون" عن خروجه قليلا عن الصورة النمطية في الأداء لمجلس الأعيان واقترابه من الدور النيابي يقول العزة :"اقسمنا نفس القسم الذي يقسم عليه النواب، والاخلاص والمحافظة معايير شخصية كل يراها من زاويته والحفاظ على الدستور يكون من خلال استخدام العين أو النائب لصلاحياته المنصوص عليها بالدستور".
ويؤكد أن المتابع للامور من خارج مجلس الأعيان او النواب أو حتى الحكومة لا يرى نفس الجوانب التي يراها وهو خارج هذه المناصب، مما يدفعه إلى اطلاق احكام مختلفة، ولا علاقة للموضوع بتغيير المبادئ بقدر ما يتعلق باتضاح الصورة أمام الشخص قبل المنصب وبعده.
وحول مواقفه من بعض التشريعات ومنها رفضه للتعديلات الدستورية يقول :"لم يراجعني أحد في موقف اتخذته تحت القبة نهائيا".
ويضيف حول تجربته في الأعيان أنه كان قانونيا صرفا لكن بعد هذه التجربة السياسية رأى الأمور بشمولية أكبر ومنظور سياسي، نتيجة الخبرة التي اكتسبها من خبرات الأعيان زملائه في المجلس.
ويشير إلى أن اغلب تركيبة مجالس الاعيان هي تركيبة محافظة، قائلا :"تركيبة مجالس الاعيان المحافظة هي ليست اساءة لها لكن مطلوب أن يفتح المجال مستقبلا لباقي التيارات".
مقاله ضد حماس ونصيحة الروابدة
يقول :"كتبت مقالا انتقد فيه حماس عام 2014 وثار هجوم علي ونقد لاذع حتى من اشخاص لم يقرأوا نص المقال".
وعلى اثر المقال ناداه رئيس مجلس الأعيان السابق عبد الرؤوف الروابده وقال له :"لا عليك من الهجمة على اثر المقال ومن يعمل في العمل العام عليه تحمل ناقديه، وموقف المجلس يعبر عنه رئيس المجلس ونحن كمجلس لن نتدخل فيما تكتبه".
رأيه بمجلس النواب السابق وتوقعه للقادم
يصف العزة اداء مجلس النواب بانه اداء غير منظم ولا يوجد اتجاه فكري يجمعه نهائيا وخطاباته في مناقشة الموازنات على سبيل المثال إما لأسباب جهوية أو مصلحية أو مناكفة للحكومات".
ويضيف قائلا :"في مناقشة أول موازنة في عهد مجلس النواب السابع عشر حضرت جلسات النواب جميعها على مدار 3 ايام ولم ارصد سوى نصف صفحة تتعلق بالموازنة".
ولا يعتقد العزة أن قانون الانتخاب الجديد قادر على افراز نوعية مختلفة من النواب عما كان عليه سابقا.
لهذا السبب لن يترشح لمجلس النواب
يؤكد العزة أنه لن يترشح لمجلس النواب لا الحالي ولا المقبل بسبب أنه لا يملك المال لخوض هذه التجربة.
اولويته الكتابة ضد التطرف والارهاب
يقول العزة:"أولويتي الكتابة في حقل الاصلاح الديني، وذلك نتيجة لما يحصل في العالم من ارهاب وتطرف.
وبستهجن أن يقوم الشباب بقتل ذويهم أو اقاربهم او تخريب اوطانهم بحجة الدين والتوحش المخيف.
ويضيف ان ما تقوم به الحركات الارهابية نتيجة ادّعائها أنها تستند إلى ما فهمته من الاحداث التاريخية الدينية.
ويشير إلى أن ابن تيمية اورد في كتاب واحد له الفين و469 كلمة قتل، و498 مرة يقتل و181 مرة كلمة قتال، اي بمعدل 8-9 مرات القتل يتكرر في كل صفحة.
ويعتقد أن الحل الامني متقدم في الأردن ولا يقلل من اهميته، لكن الأردن بحاجة إلى محاربة الفكر المتطرف بالفكر اولا لأنه يوجد تأخر في محاربة التطرف فكريا.
وينوه إلى أنه تعرض لكثير من الانتقادات من الجماعات المتشددة لكنه يرد عليهم من كتب شيوخهم.
زواجه وابناؤه
يقول العزة:"احببت زوجتي وهي تعاني من ضعف شديد في النظر ورفضت أن ابتعد عنها وعدم الارتباط بها بسبب حالتها حتى لا اكون مزدوج المعايير، مرة ضد التمييز ضد الاعاقة ومرة مع التمييز، وبالرغم من اصرار اهلها واهلي على عدم اتمام الزواج في البدايات إلا أننا تزوجنا واقتنع اهلنا بما نريد".
ويضيف إن الله رزقه ابنته ماريا سبع سنوات وأمير 5 سنوات، ليستثمر فيهما كل طاقته ومنحهم كل شيء لم يستطيع تحقيقه.
ويشير إلى أن طفليه تكيفا بالفطرة مع ظروفهما كونه شخصا ضريرا وزوجته ضعيفة النظر.