* المهندس: فهيد طعيمة
المقصود بالأتمتة هو التحول بالعمل اليدوي الى العمل الآلي والاتمتة دخلت في مجالات عديدة اهمها الصناعية، ومن ضمن المجالات التي دخلت الاتمتة اليها مجال الارصاد الجوية لغرض قياس العناصر الجوية بشكل آلي. ومنذ نحو عقدين من الزمن بدأت هذه التقنية بالتوسع والانتشار لأسباب اهمها رصد عناصر الطقس في الاماكن النائية التي يصعب العيش بها، وتجميع أكبر قدر من المعلومات المناخية لقدرة المحطات الأتوماتيكية على ذلك، وضعف الاقبال على هذه المهنة وتناقص اعداد العاملين بها.
التساؤل ههنا هل الانتقال الى العمل الالي تمت دراسته من كافة الجوانب دراسة وافية، وهل تم دراسة الجدوي الاقتصادية لهذا التحول.
ان مكونات المحطات الأتوماتيكية هي مجسات مختلفة التصميم لقياس مختلف عناصر الجو من حرارة، وضغط جوي ورطوبة وامطار ورياح ...الخ وتلك المجسات بحاجة الى المعايرة والصيانة الدورية لاستدامة عملها بشكل جيد، وهذا يتطلب توفر مختبر واجهزة معايرة اضافة الى توفر الفريق الفني للقيام بذلك.
لقد اشارت منظمة الارصاد الجوية في ورقة عمل تحت رقم Doc. 6.2a (02.IV.2009) الى المحاذير من استخدام المحطات الالية لقياس عناصر الطقس، كما ان ورقة عمل بعنوان
Use And Implementation of the Automatic Weather Observing Systems (AWOS) in all Climate Weather and conditions
قد اسهبت في منافع ومضار استخدام المحطات الالية لقياس عناصر الطقس، وبالرجوع الى توصيات العديد من التقارير التي توصي بانه لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري في اصدار بعض النشرات، وحتى أحدث واكثر المحطات الاوتوماتيكية تقدما تقف عاجزة عن قياس بعض العناصر الجوية الواجب شمولها في النشرة الجوية المتعارف عليها دوليا.
وحسب تعليمات منظمة الارصاد الجوية المطبقة في جميع دول العالم فان محطات الرصد ملزمة بارسال تقارير رصد عناصر الطقس مرة كل ثلاث ساعات ( تسمى Synop) على مدار الاربع والعشرين ساعة في جميع الاحوال والظروف الجوية وتشمل هذه العناصر الغيوم ودرجة الحرارة والرياح والحالة الجوية ومدى الرؤية والضغط الجوي .....الخ ، وهذه العناصر تستخدم شيفرة عالمية خاصة مستخدمة في اقسام الرصد الجوي فقط ، العديد من هذه العناصر يمكن الحصول عليها من المحطات الاتوماتيكية ، لكن بعض العناصر التي يجب ان تكون مشمولة بالرصدة الجوية لا يمكن باي حال الحصول عليها من المحطات الالية مثل اصناف الغيوم، مدى الرؤية، البرد ....الخ.
ايضا مصالح الارصاد الجوية ملزمة باصدار نشرات خاصة للملاحة الجوية عالية الدقة تسمى (Metar) كل ساعة على مدار اليوم، وفي ظروف معينة يتطلب اصدار نشرات كل نصف ساعة او اقل، وهذه النشرات تتطلب وجود عناصر لا يمكن الحصول عليها باي حال من الاحوال من المحطات الالية.
يتوجب عند ان ادخال المحطات الالية في مصالح الارصاد الجوية الاخذ بعين الاعتبار النقاط التالية: -
1-محدودية تمثيلها للمنطقة الموجودة فيها، فلا يتجاوز تمثيل مجسات العناصر عن 3-5 كم
2-عدم قدرة المحطات الالية قياس جميع عناصر الطقس اتوماتيكيا
3-الصيانة الدورية للمجسات، وهذا يتطلب الكادر المؤهل لاجراء الصيانة اللازمة
4-المعايرة الدورية للمجسات، وهذا يتطلب وجود مختبر معايرة للمجسات
5-توفر الموارد المالية (بعض المحطات الالية المتقدمة يتعدى سعرها 60 ألف يورو) ومع ذلك تحتاج الى العنصر البشري
6-توفر شبكة اتصالات تربط المحطات الالية المختلفة عالية الكفاءة لتصل الى مركز التنبؤات والرصد المحلي والدولي في وقتها
7-توفر الاجهزة والبرامج للتعامل مع المعلومات الكبيرة المستلمة من المحطات الالية وتحويل المعلومات المستلمة الى الشكل الذي يطابق الشيفرة المتداولة دوليا لارسالها في وقتها المحدد
ان المتفحص لحال المحطات الأتوماتيكية الموزعة في عدة مناطق من المملكة والتي تدار من قبل الارصاد الجوية سوف يصاب بالذهول من حال تلك المحطات حيث القراءات الشاذة والغير صحيحة ومن التوقف الكامل لبعض المحطات عن العمل نهائيا نتيجة ضعف الصيانة الدورية لتلك المحطات، وللتدليل على صدق ما اقول يمكن الدخول الى موقع الدائرة على شبكة الانترنت تحت بند الطقس/الرصدات الجوية ليري بام عينه حال تلك المحطات. هذا يقودنا الى القرض الياباني المقدم للحكومة بقيمة 1.75 مليون دينار لشراء اجهزة مختلفة لدائرة الارصاد الجوية جلها اجهزة أتوماتيكية لقياس عناصر الطقس ان كان للرصد الجوي او الزراعي او غيره
فاذا أصبح حال تلك الاجهزة مستقبلا كحال الاجهزة الحالية فعليه العوض ومنه العوض. ومن هذا المنطلق اناشد كل غيور في هذا البلد حفاظا على مقدراتنا ان يتم التدقيق في مشاريعنا وخططنا، وان يتم دراسة واقع الحال دراسة وافية شافية. والله من وراء القصد.
حمى الله الاردن من كل عابث تحت رعاية جلالة مليكنا المفدي حفظه الله ورعاه