أيام وأشهر تمضي وثلاثة أعوام بأكملها تمضي على رحيل سنديانة الكرك والوطن الغالي والتي فرعها البر والتواصل والوفاء وأصلها تجذر بأرض مباركة وترتوي بنهر الصفاء والنقاء وتجلد بعزيمة الصبر والوفاء لفقيدنا المرحوم بإذن الله العم الغالي الباشا خالد عبد الكريم سلمان الطراونه " أبو الواليد " ، والذي ولد بالمزار الجنوبي وأنهى دراسته الثانوية بالكرك ، وتخرج من أكاديمية ساند هيرست في بريطانيا وتقلد العديد من المناصب قائداً لسلاح الهندسة عام 1958 وبعدها ضابطاً فذاً بالأمن العام تم مديراً بارزاً للدفاع المدني منذ عام 1976 لغاية عام 1989 ورئيساً للمجلس التنفيذي لمنظمة الحماية الدولية ـ جنيف وعضواً بمجلس الأعيان عام 1989 وعضواً بمجلس النواب عام 1997 عندما أجمعت عليه عشائر الطراونه كباراً وصغاراً وفاءً لهذا الرجل الكبير بمقامه والذي تقلد العديد من الأوسمة أبرزها وسام الاستقلال من الدرجة الأولى ووسام الكوكب من الدرجة الأولى ووسام النهضة من الدرجة الثانية ... فتميز فقيدنا أبا الوليد بالصفات الطيبة والنبيلة التي زرعت بها نواة خير ومصدر عطاء بالشخصية المرموقة والمحبوبة النابعة عن دينه وتراثه ، فما لبث أن سخرها بأعمال الخير والبركات ... فرحيلك يافقيدنا بيوم التاسع عشر من رمضان والموافق 28 / 7 / 2013 ألم المزار الجنوبي والكرك خاصة والوطن بأكمله والذين تحسروا عليك داعين لك بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ... وعندما يفيض شوقي وحنيني إليك أذهب لزيارة مثواك الأخير بمقبرة المزار الجنوبي حيث دفنوا والدي وأشقائي وأقاربي وأحبابي ... فرحلت وبقيت لنا ذكراك وهي ليست أي ذكرى تختزل المواقف والعبر سيرة عطرة نهتدي بها ودروس لاتنتهي نظل نستمد منها العبر ونكتسبها أكثر وأكثر مع مرور الزمن ... فيا عمنا وحبيبنا الغالي كل ما في المزار والكرك وعمان والوطن بأكمله بإشتياقك حتى بيتك الشامخ بعمان وشوارعها ومسقط الرأس بالمزار تعشقك لبصماتك النيرة بها ... اللهم شفع فيه نبينا ومصطفاك ، واحشره تحت لوائه وأسقه من يده الشريفة شربةً هنية لا يضمأ بعدها أبدا ، واللهم أرزقه بكل حرف من القران حلاوة ، وبكل كلمة كرامة ، وبكل آية سعادة ، وبكل سورة سلامة وبكل جزء جزاء ، واللهم ارحمه فإنه كان مسلماً ، وأغفر له فإنه كان مؤمناً وإدخله الجنة فإنه كان بنبيك مصدقاً وسامحه فإنه كان لكتابك مرتلا ، واللهم أنزل على أهله الصبر والسلوان وأرضهم بقضائك . والفاتحة على روح الفقيد وعلى أرواح أموات المسلمين جميعاً

أنا لله وإنا إليه راجعون

محمد سالم الطراونه ـ أبوثابت