سعد الحمد - بدأت الخميس فعاليات المؤتمر الأردني الأوروبي في السكري ومضاعفاته.. من الوقاية الى العلاج والذي يعقده المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة والجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي على مدى ثلاثة ايام في قاعات زارا في فندق جراند حياة عمان.

وقال مندوب رئيس الوزراء وزير الصحة الدكتور محمود الشياب ان الدراسات العلمية المنشورة بينت ارتفاع نسبة الإصابة بالسكري بين الأردنيين، حيث بلغت 25% من السكان في الفئة العمرية 25 سنة وما فوق.

واضاف ان نسب الإصابة بالسكري والتوتر الشرياني واختلاط الدهون وزيادة الوزن تزداد باضطراد، مما دفع الحكومة الأردنية لتبنّي استراتيجية وطنية بمشاركة كافة الجهات والأطراف للحد من انتشار السكري والتوتر الشرياني واختلاط الدهون حيث طلبت الحكومة من كافة الوزارات والمؤسسات العمل على إنجاح هذه الاستراتيجية.

واشار د.الشياب ومنذ ذلك الوقت وجهود لجنة الاستراتيجية متواصلة للحد من هذه الجائحة من خلال تغيير نمط الحياة للمواطنين والتركيز على زيادة الجهد البدني وانضباط الوزن للوقاية من هذه الأمراض.

وبين ان أول الدراسات المسحية للمرض كانت في العام 1995، وان المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة بمشاركة وزارة الصحة والجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية سيُجري دراسة شاملة لجميع مناطق المملكة تبدأ الشهر المقبل لتقييم الوضع وبناءً على هذه النتائج سيقرر الاستمرار بالاستراتيجية أو تعديلها.

وأكد د.الشياب أن الحكومة ستبذل كل جهد ممكن لدعم وتنفيذ التوصيات الناتجة عن هذه الدراسة. وقال اننا سعداء أن يجتمع شمل الاطباء العرب والاجانب في الأردن بلد الأمن والأمان في محيط كله مشغول بالقتال والاقتتال تسوده فوضى الإرهاب وما هذا الأمن والأمان إلاّ بجهد أبنائه والأجهزة الأمنية وقيادته الحكيمة الشامخة ممثلة بصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وأدام ملكه.

وقال رئيس المؤتمر البروفيسور كامل العجلوني رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة ان مايميز المؤتمر انه جاء بناءً على طلب الجمعية الاوروبية التي تمثل كافة دول أوروبا التي تعنى بالسكري والدراسات والبحوث العلمية المتعلقة به، والتي منذ تأسيسها عام 1965م وهي تنمو ليس بأعداد المنتسبين لها ولكن بإنجازاتها العلمية في هذه الحقول المهمة. واضاف، ان الإنجاز الكبير في هذا المؤتمر هو اجتماع ما يقارب 34 خبيراً من خبراء العالم في السكري ليقدموا خلاصة علمهم وبحثهم وتجاربهم في هذا البلد الصغير حجماً والكبير بعطائه.

واوضح ان السكري أصبح جائحة ووباءً يعم العالم، لا يفرق بين متقدم أو نامي، فقير أو غني، وإن كانت الدول النامية والفقيرة تقع تحت وطأته أكثر من الغنية والمتقدمة مما يزيد من أعبائها في العناية الصحية وكلفته الاقتصادية التي أصبحت لا تطاق. واشار ان الأردن ينفق على اربعة امراض بينها السكري 22% من مجموع إيرادات الموازنة.
وبين انه يشارك في المؤتمر مختلف القطاعات الطبية في المملكة، وانه تمت دعوة كبار المحاضرين والمشاركين من الدول العربية مثل مصر والسعودية ولبنان والكويت واليمن والعراق والامارات.

ومن ناحيته قال نقيب الاطباء الدكتور علي العبوس ان مرض السكري بات من أكثر الأمراض المثيرة للرعب في مجتمعاتنا ومن أصعب التحديات التي يواجهها الأطباء الباحثون.

واضاف ان التطور العلمي المتسارع يحتم علينا التواصل وتبادل الأفكار والأبحاث بهدف الوصول الى مكامن هذا المرض القاتل والاحاطة به للنيل منه والمساهمة في التثقيف المستمر الذي نشدد على تطبيقه من خلال تنظيم المؤتمرات وحضورها والمشاركة بها. واشار د.العبوس ان وتائر التقدم العلمي المتسارعة في المجال الطبي وفي كافة التخصصات تفرض علينا كأطباء عاملين في هذا الحقل الحيوي بذل أقصى الجهود وحشد المزيد من الطاقات لمواكبة كل ما هو جديد ومفيد في هذا الميدان.

واكد ان المؤتمر أنموذج ساطع على قدرة الطبيب الأردني وتصميمه القوي على مواجهة التحديات للوصول الى مصادر المعرفة والحصول عليها واستيعابها وتوظيفها عملياً وبكفاءة وفعالية عالية لصالح الانسان. وقال مدير الخدمات الطبية الملكية اللواء د.معين الحباشنة ان السمنة تعد أهم وأكبر المسببات لمرض السكري، وان الدراسات العديدة في الاردن توافقت على ارتفاع شيوع السكري في الاردن، حتى بات وباء العصر من مجموع كل الامراض المزمنة المعاصرة. ودعا د.الحباشنة للتنسيق بين مستويات الرعايه الصحية المختلفة في القطاع الطبي العام والخاص وتظافر الجهود لمكافحة مرض السكري . وبين ان مشاركة الخدمات الطبية الملكية في المؤتمر تأتي كونها عضوا في لجان الاستراتيجية الوطنية للوقاية من مرض السكري وشريكاً في تنفيذها.

وأشار ان الخدمات الطبية الملكية ستعقد مؤتمرها الدولي الثامن في شهر تشرين ثاني لهذا العام وبمشاركة اكثر من 5000 مشارك من 30 دولة ومن كافة التخصصات حيث يحتل السكري ومضاعفاته وطرق المعالجة والعلاج حيزاً كبيراً في المؤتمر. ومن جانبه اعرب ممثل الجمعية الأوروبية لدراسة السكري ليزيك كازبرنياك عن سعادة الجمعية الاوربية بالشراكة مع المركز الوطني للسكري والتي تعد الاولى من نوعها في عقد المؤتمر. وقال انه فخور بالمشاركة الكبيرة في المؤتمر والتي وصلت الى 600 طبيب وطبيبة، وان ذلك لم يكن ليتحقق لولا الامن والامان الذي يتمتع به الاردن، بالاضافة الى المستوى الطبي المتقدم للمملكة. وتحدث عن الدراسات والانشطة التي تقوم بها الجمعية على مستوى مرض السكري. ومن جانبه قال رئيس الجمعيه الأردنيه لإختصاصي غدد الصم و السكري في نقابة الاطباء الدكتور رشاد نصر أن المؤتمر يحتوي برنامجا علميا مدروسا يتيح الفرصه للإطباء لمواكبة و متابعة اخر التطورات العلميه و أحدث ما توصل اليه العلم في مجال السكري. واشار ان الجمعية ستعقد بالتعاون مع الجمعيه الأمريكيه للسكري مؤتمرها في شهر مايو من العام 2017، داعيا الحضور الى المشاركة في ذلك المؤتمر. وقال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر د.محمد الزاهري المؤتمر هو أول مؤتمر مشترك بين الجمعية الأوروبية لدراسة السكري وهيئة طبية أردنية، وهذا إن دلّ على شيء، فأنما يدل على المستوى الرفيع الذي وصلت اليه مهنة الطب في هذا البلد والسمعة الطيبة التي يتمتع بها أطباؤنا على مستوى العالم. واضاف انه سوف يشارك في المؤتمر نحو 33 محاضرا، منهم 14 محاضرا من دول أوروبية متعددة يمثلون الجمعية الأوروبية لدراسة السكري، وعشرة محاضرين من الدول العربية الشقيقة تشمل لبنان والكويت والسعودية والإمارات العربية المتحدة واليمن ومصر ، بالإضافة الى كوكبة من المحاضرين الأردنيين من مختلف الهيئات الطبية. وبين ان نشاطات المؤتمر تتوزع على مدى الثلاثة أيام القادمة، تلقى فيها 24 محاضرة ويلحق بها تسعة ورش عمل. وتتناول موضوعات المؤتمر مختلف جوانب السكري: في حالات الحرب والسلم، ومن مختبرات الأبحاث إلى التطبيق العملي في العيادة والمستشفى، ومن الوقاية للعلاج. واوضح انه يشارك في المؤتمر قرابة خمسمائة من الأطباء والمهن الطبية المساندة ذات العلاقة بالعناية بالسكري من الأردن ومن الدول الشقيقة بينهم عدد كبير من الأطباء الفلسطينيين.

يذكر ان المؤتمر اعتمد من قبل المجلس الطبي بواقع 14 ساعة تعليم طبي مستمر وساعة عن كل مشاركة في اي من ورش العمل. وافتتح مندوب رئيس الوزراء معرضا طبيا يقام على هامش المؤتمر والذي يعقد المؤتمر بالتعاون مع الجمعية الأردنية لاختصاصيي الغدد الصم والسكري وامراض الاستقلاب في نقابة الأطباء والجمعية الأردنية للعناية بالسكري والجمعية الأمريكية لاختصاصيي الغدد الصم – فرع الأردن.