توجس في تل أبيب من مُوافقة الأمم المُتحدّة على المشروع الأردنيّ الفلسطينيّ
11-07-2016 01:17 PM
من المقرر أنْ تصوت لجنة التراث العالمي الثقافي التابعة للأمم المتحدة على مسودة مشروع قرار مثيرة للجدل لا تتطرق إلى الرابط اليهودي بالبلدة القديمة في مدينة القدس والحرم القدسي وتدعو إلى العودة إلى الوضع الراهن التاريخي في الموقع المقدس.
وبحسب موقع (تايمز أوف إزرائيل)، فقد تمّ تبنّي قرار مماثل من قبل المجلس التنفيذي للمنظمة في شهر نيسان (أبريل) الماضي، ممّا أثار غضب إسرائيل.
وتمّ تقديم مسودة معدلة لمشروع القرار الفلسطيني-الأردني حول البلدة القديمة في القدس وأسوارها إلى اللجنة التي تضم 21 عضوًا والتي ستُعقد في اجتماع السنوي في مدينة إسطنبول التركية.
ويدعو النص إلى إعادة الحرم القدسي والمسجد الأقصى إلى الوضع الراهن التاريخي، وهو وضع الذي كان قائمًا قبل حرب 1967. ويعتبر اليهود الموقع، الذي يُعتقد بأنه كان الموقع السابق للهيكلين اليهوديين بأنه الموقع الأقدس في اليهودية، في حين يُعتبر المجمع، الذي يضم اليوم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، في الإسلام ثالث أقدس المواقع. في حين يُسمح للزوار اليهود دخول الموقع، تُحظر الصلاة اليهودية فيه بموجب ترتيبات وضعتها إسرائيل عندما استولت على المنطقة من الأردن في حرب عام 1967.
وشكّل الموقع بؤرة للتوتر والعنف الذي يجتاح إسرائيل والأراضي الفلسطينيّة، بما في ذلك عشرات هجمات الطعن الفلسطينية،على مدى الأشهر الأخيرة الماضية، وسط مزاعم لقادة فلسطينيين بأنّ إسرائيل تخطط لتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، وهي، أيْ إسرائيل، تنفي من جهتها هذه المزاعم بشدة.
في مسودة القرار، يُشار لإسرائيل مرارًا وتكرارًا على أنها قوة محتلة وتُتهم بإلحاق أضرار في الموقع وتنفيذ عمليات حفر غير قانونية ومنع الوقف الأردني، المسؤول عن إدارة الموقع، من إجراء إصلاحات وترميمات فيه. على نحو مماثل للقرار الذي اعتمده المجلس التنفيذي التابع لليونسكو في شهر أبريل، تشير الوثيقة الأردنية-الفلسطينية إلى الحرم القدسي باسمه الإسلامي فقط، وتصف إسرائيل بأنها قوة محتلة في الموقع. النص يشير أيضًا إلى باحة الحائط الغربي بين مزدوجين، بعد استخدام الاسم العربي للموقع، حائط البراق.
ويتهم الأردنيون والفلسطينيون إسرائيل بإنشاءات متطفلة وحفر أنفاق وحفريات تحت الأرض واعتداءات على الأماكن المقدسة وأماكن الصلاة. ومن المتوقع أن تكون النسخة المعدلة مشابهة بدرجة كبيرة في طبيعتها ولغتها إلى القرار من شهر أبريل والذي وجه انتقادًا لإسرائيل بسبب حفريات وأعمال في القدس الشرقية، وحضها على وقف الاعتداءات والإجراءات غير القانونية ضد حرية العبادة ودخول المسلمين إلى الموقع المقدس.
القرار يتهم إسرائيل أيضا بزرع قبور يهودية وهمية في مقابر المسلمين والاستمرار في تحويل الكثير من الآثار الإسلامية والبيزنطية إلى ما يُسمى بالحمامات اليهودية الطقوسية أوْ إلى أماكن صلاة يهودية. وتمت المصادقة على القرار في أبريل بتصويت 33 بلدا من أصل الأعضاء ال58 في الهيئة، من بينهم روسيا وإسبانيا والسويد وفرنسا والبرازيل – الأخيرتان تراجعتا منذ ذلك الحين، ووصفتا تصويتهما بالخطأ.
وامتنعت 17 دولة عن التصويت في حين صوتت 6 بلدان ضد القرار، من بينها الولايات المتحدة واستونيا وألمانيا وليتوانيا وهولندا وبريطانيا.
وأضاف الموقع أنّ لجنة التراث العالمي ستصدر أيضًا قرارًا حول ما إذا كانت ستواصل وضع البلدة القديمة على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر، وهي موضوعة على القائمة منذ عام 1982. الأعضاء ال21 في اللجنة هم أنغولا وأذربيجان وبوركينا فاسو وكرواتيا وكوبا وفنلندا وإندونيسيا وجامايكا وكازخستان والكويت ولبنان والبيرو والفلبين وبولندا والبرتغال وجمهورية كوريا وتونس وتركيا وتنزانيا وفيتنام وزيمبابوي.
وقال السفير الإسرائيلي لدى اليونسكو، كرمل شاما هكوهين، ردًّا على المبادرة الفلسطينية-الأردنية إنّ كل من يعتقد بأنه بعد الانتقادات التي عبّر عنها الشعب اليهودي في إسرائيل والعالم ضد القرار وتراجع رؤساء الدول ووزراء الخارجية حول العالم في أعقاب القرار الأخير بأن يعود الفلسطينيون إلى رشدهم بحاجة للعودة إلى رشده واستيعاب هذا الواقع المعقد، على حدّ تعبيره.
وأضاف بذلنا جهودًا دبلوماسية متضافرة ولكن سيتم إجراء التصويت من خلال اقتراع سريّ وقواعد اللعبة معروفة جيدًا: للفلسطينيين دائمًا هناك أغلبية تقريبًا. فيما قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّ تل أبيب تقوم بحملةٍ دبلوماسيّةٍ مُكثفةٍ لإقناع الدول الأعضاء بالتصويت ضدّ القرار، لكنّ التقديرات في تل أبيب تُسير إلى أنّ القرار سيُصادق عليه وسيُلحق أضرارًا فادحة لإسرائيل، على حدّ تعبير المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.
وانتقدت وزارة الخارجية الإسرائيلية النص واصفه إياه بأنه محاولة خبيثة ومضللة أخرى للمس بعلاقة إسرائيل بعاصمتها. يُشار إلى أنّه في أعقاب القرار في شهر أبريل، علق رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو بغضب على القرار متهمًا اليونسكو بإعادة كتابة التاريخ. وأضاف: هذا قرار عبثي آخر للأمم المتحدة”، لافتًا إلى أنّ الينوسكو تتجاهل الرابط التاريخي الفريد لليهودية بجبل الهيكل، حيث وقف الهيكلان لألف عام وباتجاهه صلى كل يهودي في العالم لآلاف السنين. الأمم المتحدة تعيد كتابة جزء أساسي من التاريخ الإنسانيّ، على حدّ قوله. راي اليوم