من الواضح ان تفكير عصابة داعش في المرحله الحاليّة يتأثر بشكل كبير بالضغط الكبير الذي تتعرض له العصابة في سوريا والعراق وايضاً عمليات التضييق الأمني الذي تواجهه في العديد من الدول وعلى رأسها الاْردن بحيث يتم افشال محاولات العصابة في القيام بعمليات كبيرة.
وهذا الواقع الذي تعيشه داعش في المنطقة جعلها تذهب باتجاه تحقيق هدف صناعة الفوضى في اكبر عدد ممكن من الساحات والدول وبأكبر عدد من الضحايا والخسارة البشرية في كل عملية، والغايه إقناع الرأي العام ان داعش قوية وحاضرة وانها لم تخسر بل هي قادرة على إلحاق الضرر بخصومها من الدول والشعوب.
صناعة الفوضى هي الهدف الذي سعت له داعش، اما الأدوات فهي العمليات البسيطة من حيث ما تحتاجه من استعداد وأفراد، وهي العمليات التي تقوم على فرد او اثنين او ثلاثة، ومثال هذا عمليه التفجير الانتحاري في المدينة المنورة الذي كانت قيمته ووزنه في المكان الذي تمت فيه، وهنا نلاحظ الميكافيلية لدى عصابة داعش فقد رضيت ان تستبيح مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مقابل ان تحصل على مكانه او اهتمام من الناس بالعملية.
وكذلك الامر ينطبق على عمليات لبنان في رمضان وايضاً السياره المفخخه على الحدود الاردنيه،وحتى ما جرى في مطار اسطنبول،كلها عمليات ليست معقده من حيث ما تحتاج من استعداد وأفراد، كما انها عمليات ليس من السهل منعها لان وجود حزام ناسف حول جسد شخص يسير في مسجد او مطار او سوق، او حمل شخص بمسدس ودخوله الى اي مكان أمر لا يمكن ضبطه بسهولة، وهذه الطريقة في التفكير جعلت داعش تنجح في بعض العمليات وبالتالي تحقق ماتريد من حضور وتحقيق الهدف الذي اشرت اليه وهو صناعة الفوضى في العديد من الدول وجعل كل العالم يعيش حاله قلق من اي عمليات.
وما شهدناه من عمليات ارهابية ليس الا جزءا مما خططت له عصابة داعش، لان ماتم ضبطه من عمليات ارهابية في الدول كان كبيرا. بعضه تم الإعلان عن إحباطه وهناك دول آثرت الصمت حتى لا تخدم أهداف العصابة في اشاعة الخوف والقلق وبخاصة في موسم رمضان والأعياد.
ولعل ما كانت تفكر به داعش هو رفع الروح المعنوية لعناصرها واتباعها بعد ما جرى لها من تراجعات في سوريا والعراق ودوّل اخرى، وايضاً ضرب الروح المعنويه للدول والشعوب وزعزته الثقه بأجهزتها الامنيه في نفوس المواطنين،وكما اشرت فان الطريق كانت العمليات شبه الفردية سواء كانت بإطلاق النار او الأحزمة الناسفة.