جماعة عمان لحوارات المستقبل .. حاضنة فكر وصائغة خطط
04-07-2016 01:08 AM
أنس صويلح - جماعة عملية اتخذت «التفكير والتفكر» طريقا لها فحققت نجاحها بشكل لافت واثبتت ان الاردني قادر على التغيير ومحاربة كل الظواهر السلبية في مجتمعنا ما دام العمل جديا واضعا الوطن ورفعته هدفا لا يمكن التراجع عنه.
لقد أصبحت جماعة عمان لحوارات المستقبل وبفضل عملها الدؤوب محط انظار كافة الفعاليات المحلية وغدت في طليعة منظمات المجتمع المدني -ان صح التعبير- فهي منظمة تضم في عضويتها خبراء في شتى قطاعات المعرفة سياسية او اقتصادية او اجتماعية اضافة لعملها في الجانب الديني لاهمية هذا في ظروفنا الآنية حيث غدا التطرف والغلو والتكفير بضاعة رائجة تجلب للاسلام تهما هو منها براء.
الجماعة التي يرأسها الكاتب والصحفي المخضرم بلال حسن التل استطاعت ان تنتقل من «الورقية» والتنظير الى العمل على ارض الواقع وتقديم مقترحات عملية لاصحاب القرار والمسؤولين في الدولة الاردنية تمكنهم من تحسين كفاءة اداء الجهد الوطني في مختلف المجالات استند إلى تنفيذ مسح متجدد لاهم قضايا ومشاكل الوطن ودراستها على نحو نقدي علمي موضوعي شامل مع الاستئناس بالتجارب التاريخية والمعاصرة لتقديم تصور ايجابي وحلول ايجابية لهذه القضايا مع الدأب المتواصل لتحقيق الاهداف.
اصبحت الجماعة بفضل قيادتها المهنية واعضائها من اصحاب الخبرات المتنوعة حاضنة فكرية تقدم للمسؤولين واصحاب القرار اوراقا وخطط عمل قابلة للتنفيذ ومستندة الى دراسات وحوارات فكرية معمقة إذ تواصل عملها في مختلف الصعد التي تهم الوطن لخدمته واصلاح الاخطاء الموجودة في منظوماته.
وقد نجحت الجماعة في اطلاق العديد من المبادرات كان ابرزها مبادرة «امة واحدة في مواجهة فتنة التكفير» ووثيقة «التماسك الاجتماعي» إذ حققتا نجاحا باهرا في نشر الوعي وتثقيف شريحة مهمة من المجتمع الاردني من الأئمة اولا الذين يقع على عاتقهم تثقيف الناس بمفاهيم الاسلام الصحيحة الذي يعتمد على الوسطية ويرفض التكفير والغلو في الاحكام. كما تسعى ثانيا الى تصحيح بعض الجوانب الاجتماعية التي اصابتها اختلالات تضعف تماسكنا الاجتماعي فكانت حائط صد لاستمرار هذا الخلل وناصحا يقدم الحلول لوقفها.
وفيما يخص المبادرة الاولى «امة واحدة في مواجهة فتنة التكفير» فقد دأبت الجماعة على اجراء ورش عمل وندوات توعوية في مختلف مناطق المملكة تحاور الناس باسلوب حضاري مستنير مع اصحاب الخبرة من مسؤولين ومختصين حيث جالت الجماعة العديد من محافظات المملكة ولا تزال لتلتقي مع الائمة والوعاظ والمرشدين على وجه الخصوص ليكونوا واعين قادرين على مواجهة الخطر الوجودي المتمثل بالتكفير ليحصنوا منابرهم اولا من مد هذه الفتنة ويحاربوه ثانيا ويرشدوا الناس الى الطريق الصواب الذي يرفض التكفير رفضا قاطعا.
اما المبادرة الثانية والتي ليست الاخيرة لدى جماعة عمان فقد كانت وثيقة التماسك الاجتماعي التي تسعى لعلاج مظاهر الاختلالات التي طرأت على العادات والتقاليد الاجتماعية من خلال حمل هموم المجتمع والسعي لمعالجتها خاصةً ما كان منها ذا صلة بالقيم والمفاهيم ومن ثم بالسلوك باعتبار الجماعة حركة تغيير مجتمعي تسعى لفحص منظومة القيم والمفاهيم التي تحكمنا فتعمل على تعظيم الإيجابي منها، ومعالجة السلبي، من خلال السعي لإعادة بناء الوعي المجتمعي.
مجمل القول اننا امام جماعة وطنية كبيرة تحمل معاني الولاء والانتماء للوطن وتحمل همومه على محمل الجد لحلها بصورة جماعية شاملة ومتكاملة بروح الفريق وتجسير العلاقة بين مختلف القطاعات الرسمية والاهلية والخاصة بصورة دائمة ومنظمة وتطوير الادارة في كل المجالات والعمل على بناء نظام تربوي تعليمي وطني متطور ومتوازن وتسريع وتأثر التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع التركيز على محاربة كل انواع ومظاهر التعصب والغلو.