التطلعات الصفوية وأثر الإعلام الخارجي السعودي
د. حسن عنانزة
15-06-2016 03:40 AM
لقد اثار مفهوم الامن بمعناه الواسع والشامل العديد من الاشكاليات البحثية لدى الباحثين والمختصين بعلم الاجتماع الانساني والقانون المدني منذ بدئ الامبراطوريات وتطورها وتعددها ويمكن القول بان هنالك تعاريف للامن يمكن ايجازها بما ياتي وذلك لانها جميعا تصب في بوتقة واحدة وذلك لان مصطلح الامن قد اخذ بالبروز والتبلور فيما بعد الحرب العالمية الثانية الا انه يمكن القول أن الأمن بمعناه الواسع والشامل من وجهة نضر السياسيين وصانعي القرار بأنه :
( حماية الامة من خطر القهر على يد قوة اجنبية ) وهذا من وجهة نظر دائرة المعارف البريطانية والتي باتت والى عهد قريب ممنوعة من النشر للعوام.
( تصرفات يسعى المجتمع من خلالها والامة بدورها الى البقاء والاستمرار ) وهذ من وجهة نضر هنري كسنجر الذي رسم السياسة الخارجية والداخلية للولايات المتحدة حتى عام 2005م
ان المتتبع للاحداث الجارية على الساحتين العالمية والاقليمية ليشهد بان هنالك العديد من التحولات والمهددات التي باتت تمثل خطرا حقيقيا داهما على الفرد والمواطن العربي عموما والسعودي خصوصا مما يستدعي بدوره وعلى وجه السرعة المقرونة بالحرص والاحتياط لكل ما هو مستجد تفعيل ما يسمى بالامن القومي العربي اليات ومؤسسسات قدرات ومقدرات في سبيل تجاوز المحن والتناقض في الاتجاهات والتوجهات التي تشهدها الامة العربية والتي باتت مطمعا لبعض الدول بحيث بدانا نشهد بان التاريخ اخذ يعيد نفسه من حيث الصراع على العالم العربي من قبل قوى اقليمية واخرى دولية نصبت نفسها في لحضة الكبوة وصية على العالم العربي وعلى صانع قراره السياسي والعسكري الى ان جاءت القشة التي قصمت ضهر البعير ممثلة بعاصفة الحزم المباركة.
وقبل الخوض في مثل هذه التفاصيل لابد لنا من التعرف على الامن القومي ماهية واهم المضلات التي وقفت عائقا واهم الدوافع الملجئة لتفعيله وتعظيم دوره وخاصة في ضل صراع الحضارات وتنامي ضاهرة العولمة بآلياتها ومؤسساتها وما افرزته هذه الظاهرة من ايجابيات على العالم الغربي وويلات على العالم العربي تمثل بسيادة القوة وتفشيي الظلم المجتمعي والقطري وحتا الاقليمي علاوة على تنامي الفكر المتطرف بكافة الوانه واشكاله وما افرزه من امراض اجتماعية واخرى اقتصادية
*ان مفهوم الامن القومي العربي قد اخذ جدلا واسعا بين الباحثين والاكادييمين المختصيين بالادبيات والاستراتيجيات السياسية والعسكرية وان كانت هذه الاوصاف مختلفة في اللفظ الا انها مجتمعة في المضمون من خلال تركيزها على عناصر وحدة الدولة وبالتالي وحدة الامة العربية بكافة دولها ومكوناتها التي تكاد تكون الاكثر تجانسا على وجه الارض بحكم عامل اللغة والدين والثقافة والقيم المشتركة الا ان اهم العاناصر الجامعة في سبيل تعظيم دور الامن القومي العربي المشترك هو المصير المشترك للمكون العربي وخاصة في ضل تنامي المد الصفوي الفارسي والذي لم يخجل من الاعلان عن اطماعه واهدافه التوسعية والتشييعية الهدامة استجابة لحقد دفين وتغذية لمطامع فارسية وقومية واخرى توسعية استعمارية مدعوما من اقوى دول العالم التي يختفي بستار محاربتها كاسرائيل وامريكا التي لا زالت تفاوضه منذ عقدين على مشروعه النووي
وبعد هذا العرض الوجيز يمكن تعريف الامن القومي العربي بانه مجموعة الاجراءات التي يمكن ان تتخذ للمحافضة على اهداف وكيان وامان المنطقة العربية في الحاضر والمستقبل مع مراعاة الامكانات المتاحة وتطويرها من خلال استثمار الامكانات والثروات المتاحة بحسن توجيهها لصالح الفرد والمجتمع على حد سواء بحيث تكون الاساس في بناء القدرة الذاتية وتطويرها مع وجوب ادراك المتغيرات المحيطة .
ان المتتبع للاحداث الاقليمية العربية يرى بان دول الخليج العربي عامة والمملكة العربية السعودية خاصة هي الاكثرعرضة لتهديد أمنها القومي العربي وذلك نضرا لما تمتاز به هذه الدول من طفرة نفطية وبالتالي امتلاكها لفوائض مالية هائلة جعل منها محط اطماع القاصي والداني من الدول حيث ارى وفي ضل ما يشهده العالم من تحولات على الساحتين الاقليمية والدولية وخاصة في ضل العولمة كنضام عالمي عابر للقاراءات شاءت دولنا ام ابت اعادة النظر ببعظ المفاهيم والتي كانت والى عهد قريب مسلمات نظرا للواقع المعاش انذاك دوليا واقليميا وداخليا مجتمعيا وعلى راس هذه المفاهيم المتعلقة بالامن القومي العربي عموما والخليجي خصوصا مفهوم سيادة الدولة او ما يسمى بالسيادة الوطنية التي باتت تهددها العديد من المؤسسات الدولية وخاصة في ضل تنامي ضاهرة الاتصال والتواصل وتنامي دور الثورة المعلوماتية والتقنية ومن الملاحظ جليا أنه وفي ظل الثورة المعلوماتية المتسارعة أصبحت قدرات الدول على ممارسة سيادتها تتراجع وذلك إزاء ضبط عمليات تدفق الأفكار والمعلومات والسلع والأموال عبر الحدود وكمثال على ذلك فإن الثورة المعلوماتية والاتصالاتية قد أضعفت وبشكل ملحوظ من قيمة الحواجز والحدود الجغرافية والسياسية وقللت من أهميتها وإذا كان بمقدور بعض الدول أن تحد في الوقت الراهن وبصورة جزئية من التواصل بين مواطنيها والعالم الخارجي وأن تحد من التدفق الإعلامي والمعلوماتي فإن استمرار هذه القدرة قد أصبح موضع تساؤل وتشكك وخاصة في ظل الثورة التكنولوجية والذي مثل مجالا رحبا للطامعين والراغبين في السيطرة على منابع الطاقة في العالم من توضيف ازلامهم بيسر وسهولة وعلى راسهم الدولة الفارسية من خلال تغذية المنظمات المتطرفة وتمويل مشاريع التشيع في المنطقة علاوة على استثمارها للعرب من ذوي الاصول الايرانية والذين هم بالاساس لجأوا الى أوطانهم الأم فرارا من التمايز القومي الفارسي كل ذلك بغية احياء امجاد الدولة الفارسية وطغيان الدولة الصفوية .الأمر الذي حتم على رجالات الاعلام الخارجي السعودي من شد الازار لمواجهة هذه الاطماع بنشر برامج توعوية دينية هادفة فاضحة لتطلعات مجوس القرن الحادي والعشرين من خلال انشاء محطات متخصصة يتولاها ذوي الخبرة والاختصاص من رجالات الاعلام السعودي بكافة اطيافه ومكوناته السنة منهم والشيعة العربمنهم والعجم للحد من استثمار الدولة الصفوية للتسارع التقني والمعلوماتي وقدرته على الاختراق للولوج الى فكر ومشاعر المواطن السعودي الأصيل
*ومن اهم المفاهيم الواجب اعادة النضر فيها وتوجيهها وفقا لمتطلبات العصر وواقع المجتمعات العربية مفهوم قوة الدولة فتقليدياً تقوم قوة الدولة على مجموعة من العناصر المادية والمعنوية مثل العوامل الجغرافية والديمغرافية والموارد الطبيعية وعدد أفراد الجيش بينما يلاحظ في ظل التطورات الراهنة والمستقبلية المحتملة وخصوصا التطور الامني اليمني والمتمثل بعاصفة الحزم والتي هي فعليا كبح لجماح التمادي الايراني الصفوي لما يمثله من تهديد مباشر ومعلن لبلاد الحرمين خصوصا وللمشرق العربي عموما فان امتلاك المملكة السعودية للمعلومات وقدرتها على الوصول إليها واستخدامها بكفاءة وفاعلية في نفس الوقت قد مثل عنصرا هاما من عناصر قوتها إذ أن الكثير من العناصر التقليدية لقوة الدولة أصبحت تتراجع أهميتها ما لم يتم ربطها وتوظيفها بقواعد ونظم معلوماتية حديثة كما هو مشهود في عاصفة الحزم المباركة من توضيف لارقى ما توصل اليه العلم التقني والمعلوماتي والذي لعب دورا بارزا في حسم المعركة في الدقائق العشر الاولى من العملية بالتوازي مع جهود رجالات الاعلام الخارجي المرابطين على الحدود مع اليمن مكونيين بذلك كل متكامل بين من يجاهد بسلاحه ومن يجاهد بنشر الواقع بكل مصداقية فيد على الزناد وعين على الحدث.
وكذلك فإن امتلاك المعلومات يعتبر عنصراً أساسياً في دعم قدرة الدولة على التعامل مع الأزمات الداخلية بكفاءة وفاعلية وذلك من خلال الاستعداد المسبق والمخطط له بالتصدي للخلايا والجماعات النائمة الموجهة من قبل اعداء الوطن والامة والذي تكفلت بهذا الواجب وزارة الداخلية السعودية وعلى راسها سمو ولي العهد الامير محمد بن نايف وذلك ايمانا من صانع القرار السياسي والعسكري والامني بأن استحواذ الدولة بمؤسساتها والياتها وما تمتلكه من معلومات وتكنولوجيا متقدمة يمكنها من تشكيل حلقات وصل بين مختلف عناصر قوة الدولة وهو ما يسمح لهذه العناصر بأن تعمل بصورة متناغمة ومتكاملة مما يعزز أثرها التراكمي والذي انعكس ايجابا على الامن الداخلي وبشكل ملحوض .
* ان من ابرز المفاهيم الواجب التنبه اليها هو مفهوم الامن اذ انه والى امد قريب كان يرتكز هذا المفهوم على حماية الدولة من الاخطار والمظلات الداخلية والحرص على امن الحدود مع الدول المجاورة علاوة على حماية الحدود البحرية وكان ينظر لمفهوم الأمن على أنه مرادف للأمن العسكري ويقع على عاتق الجيش ممثلا بالقوات المسلحة إضافة إلى قوات الأمن إلا أن هذا المفهوم في ظل ما استجد على المنطقة من احداث وخاصة بعد حرب الخليج الثانية وما تلاها في عام 2003 من احتلال العراق وتمكن الدولة الفارسية من تحقيق ما عجزت عنه خلال حرب السنوات الثمان من جعل العراق حديقة خلفية ينفذ منها الايرانيون بتهديداتهم وطموحاتهم الى المشرق العربي بهدف تحقيق اجندة واهداف قومية عنصرية على راسها العمل على زعزعة امن بلاد الحرمين لما تمثله من ثقل ديني واخر اقتصادي علاوة على ما تمثله المملكة من كونها منبعا للقرار السياسي والديني لاكثر من مليار ونصف المليار مسلم فان مفهوم الامن أصبح يشير إلى ظاهرة مجتمعية متعددة الأبعاد والجوانب حيث أصبح الأمن مسؤولية مشتركة تقوم بها مختلف الأجهزة الامنية منها والغير امنية وعلى رأسها الأجهزة الإعلامية الداخلية منها والخارجية لقد أصبح مفهوم الأمن كذلك وثيق الصلة بما يحدث على مستوى العالم من تفاعلات بين ما هو داخلي وما هو خارجي فمصادر تهديد الأمن لم تعد محصورة على داخل الدول أو الحيز الجغرافي لها وإنما أصبحت كذلك تأتي من المضلات العالمية والمراد بذلك التطرف باشكاله الديني والمجتمعي وتهريب الاسلحة والمخدرات وما تؤدي اليه من امراض اجتماعية واخرى اقتصادية وهذا ما قامت به الدولة الصفوية النجوسية من تكوين وانشاء تنظيمات انسانية هدامة تتمتع برأس مال نقدي ضخم الى جانب رأس مالها البشري المتطرف وعلى رأس هذه التنظيمات فيلق بدر وحزب الله وعصائب اهل الحق علاوة على التنظيمات المفضوحة التي تبنت المذهب السني وأهل السنة منهم براء وعلى رأسهم تنظيم الدولة الاسلامية وتنظيم خراسان والذي يشير الواقع الى أنه اشد اجراما من داعش التي باتت تهدد أمن المنطقة عامة والمملكة العربية السعودية خاصة لولى ان تدارك رجالات الاعلام الأمني ذلك ممثلين بجهاز الاعلام الخارجي السعودي من التحذير من خطر مثل هذه المنظمات الاجرامية الهدامة الى جانب التنسيق الملحوض مع جهاز الاعلام الداخلي بكافة اشكاله والوانه المرئي منه والمسموع والمكتوب للحفاض على لحمة الجبهة الداخلية وهذا ما حصل ولله الحمد والمنة
*الطموحات الايرانية في ضل ثورات الربيع العربي
لقد شهد العالم العربي العديد من التحولات والتطورات الايجابية منها والسلبية على الصعيدين الداخلي منه والخارجي وخاصة في فترة ما بعد عام 2010م حيث تمكنت الشعوب العربية من اسقاط اربع نظم على راسها النظام التونسي والمصري والليبي الذي انهى حكم اكثر من اربعين عاما وفي ضل تنامي دور الثورة المعلوماتية والتقنية وما لعبته من دور بارز في تنظيم واشعال مثل هذه الحركات حيث كان الابرز انتشارا وشيوعا هو اثر مواقع التواصل الاجتماعي والمحطات الفضائية وغيرها من وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي الا ان الخليج العربي بدوله الست اضافة الى اليمن كان اكبر المؤثرين والمتاثرين من هذه الثورات وعلى راسها الثورة اليمنية الشعبية التي اطاحت بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح والذي يتسم بعنصريته الاقليمية والجهوية حيث احتكر مراكز القرار السياسي والعسكري بيد فئة من ابناء قبيلته ليتمكن له الاستمرار والدوام في حكم شعب مل من جبروته وفساده المالي والاداري الا ان الحدث الابرز لثعلب اليمن هو تحالفه مع عدوه التقليدي المتمثل بجماعة الحوثي المدعومة من ايران بشكل مباشر وذلك رغبة من الدولة الفارسية بمحاصرة الثقل الديني السني والمتمثل بالمملكة السعودية استجابة لغرورها بامتلاك قوة تضن بانها الاولى في المنطقة عسكريا علاوة على رغبة ايران في الخروج من عزلتها السياسية والاقتصادية الا ان الاهم من ذلك كله هو تصريحات المسؤوليين الايرانيين التي اثارت الخوف في صفوف دول الجوار العربي السنية وعلى راسها المملكة العربية السعودية التي طالما اتسمت بالاعتدال والتوازن في تعاطيها مع القضايا الدولية والاقليمية وادل دليل على ذلك تصريح اول رئيس ايراني بعد سقوط حكم الشاه وهوابو الحسن بني صدرعام 1981م حيث نص تصريحه على وجوب العمل على التوسع في المشرق العربي وبالتالي السيطرة على الخليج العربي لتمكين ايران من السيطرة على منابع النفط في العالم الاسلامي وتسهيل عملية نشر المذهب الشيعي وهذه التوجهات نجحت في بعض الدول العربية مثل لبنان وسوريا والعراق وخاصة في فترة ما بعد عام 2003م والتي شهدت تقاطع المصالح الامريكية مع المصالح الايرانية في المنطقة بحجة التصدي للارهاب وكأن الارهاب فقط ملتصق باتباع المذهب السني متناسي العالم الويلات التي عانتها الدول السنية عامة والمملكة العربية السعودية خاصة من مثل هذه الجماعات المتطرفة والتي اكتشف فيما بعد انها مدعومة من العدو الصفوي لاحداث فراغ امني وسياسي .
ان الهدف المعلن والواضح لعاصفة الحزم هو التصدي للمد الصفوي والاطماع الايرانية في المنطقة وانقاذ اليمن من الوقوع في براثن نظام الملالي وسلطة المرشد المطلقة في ايران لما تشكله من خطر ما بعده خطر على امن الخليخ خصوصا وباقي الدول العربية عموما وخاصة اذا علمنا بان التستر الايراني باسم الدين قد مكنهم من تحقيق العديد من ماربهم في المنطقة ولكن على حساب دم ابناءها فنظام بشار الاسد يقتل شعبه بدعم ايراني غير مسبوق وكذلك ما سبق في العراق من تمادي في القتل والارهاب على يد قوات المالكي والحال في لبنان لا يختلف عن باقي دول المنطقة والدليل على ذلك حزب الله وضاحيته الجنوبية التي تكاد تكون ضاحية من ضواحي ايران سواء في العادات او التقاليد او حتى الثقافة القيمية المجتمعية التي تم زرعها بجلب بذورها من قم .
ولما قد سلف ذكره من اطماع غير مشروعة للنظام الايراني في المنطقة العربية وحالة عدم الاستقرار التي شهدها العالم العربي وخاصة بعد االاحتلال الامريكي للعراق فقد استشعرت المملكة العربية السعودية الخطر الايراني الذي اخذ من العراق حديقة خلفية لطموحاته وتطلعاته التوسعية فقد كان لزاما على صانع القرار السياسي والامني في المملكة العربية السعودية عدم السكوت على هذا التمادي الصفوي النجوسي المقيت وخاصة بعد ان وصل الخطر الايراني الى الحدود السعودية مستثمرا المد الحوثي في اليمن وداعما اياه بالمال والسلاح والخبراء علاوة على التسهيلات التي لاقاها الحوثيين من ازلام النظام السابق والذي كان والى امد قريب يحظى بشيء من احترام المملكة السعودية نظاما وحكومة وشعبا لينقلب ضد المملكة وما وفرته له من عدم مسائلته بالعمل على حث الاطراف اليمينة على المصالحة مقابل تخليه عن السلطة وهذا ما حدث الا ان هذا الرجل استثمر هذا الدعم وهذا التقدير بتوجيه بطاريات من الصواريخ الايرانية للمملكة العربية السعودية لتشكل ايران بذلك خطرا داهما على الحدود السعودية خصوصا والخليج العربي عموما مما الجأ صانع القرار السياسي والعسكري في المملكة الى اتخاذ قرار شجاع بالتحالف مع الاشقاء العرب بالتصدي للمد الصفوي الساساني بالبدئ بعملية الحزم وهي اسم على مسمى حيث تم وضع حد للطموحات الايرانية التوسعية اذ اتضح ذلك من خلال ما تلى العملية بساعات من ارتباك واضح في تصريحات المسؤولين الايرانيين من وجوب العودة للحوار في الوقت الذي كانت فيه المملكة اكبر داعم للحوار في اليمن
ومما سبق فان الحرب التي شنها العرب بقيادة المملكة السعودية على الحوثيين لم تكن موجهة للحوثيين بقدر ما هي موجهة لنظام الملالي الايراني وولاية الفقيه المزعومة والتي اباحت دم السنة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين وما افرزته هذه الفتاوى من صراعات داخلية اثرت بدورها على دول الجوار العربي .
لقد كان لثورات الربيع العربي دورا ايجابيا في حياة المواطن العربي في بادئ الامر ولكن دخول ايران على الخط بدعم فريق ضد اخر والعمل على تغذية منظمات هي في الاصل ارهابية متطرفة قد اوصل دول الربيع العربي الى ما وصلت اليه من انعدام للنظام والامن المجتمعي وحالة من الفوظى غير مسبوقة بين افراد الشعب الواحد واتباع الدين الواحد لتتمكن ايران ومن خلال هذه الثورات من تنصيب نفسها وصية على بعض الدول العربية كالعراق وسوريا ولبنان خدمة لمشروعها التوسعي الصفوي مستترة بثوب الدين ومسوح المصلحين مستثمرة الراي القائل بان الثورات يخطط لها العقلاء وينفذها المجانين ويرثها الجبناء وهذا ما حدث فعلا في دول الربيع العربي
لقد كان للخطوة الجبارة التي خطاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيزباعطاء اشارة البدئ بعاصفة الحزم اثرها الواضح في الحد من التوسع الايراني واخماد كل من تسول له نفسه المساس بامن المملكة خصوصا والخليج عموما علاوة على اذلال النظام الايراني من خلال تكوين تحالف عربي اسلامي وكسب تعاطف دولي عارم غير مسبوق واعادة الهيبة للامة العربية ممثلة بنظمها وشعوبها
وبناءا على ما تقدم فانه يمكن ايجاز اهم الاهداف الايرانية في دول الخليج العربي فيما ياتي
*الاهداف الدينية والقومية
1- العمل على نشر المذهب الشيعي الاثني عشري
2- احياء امجاد الامبراطورية الفارسية وسلطة الدولة الصفوية
3- السيطرة على مرتكز الثقل الديني السني ممثلا بالحرمين الشريفين
*الاهداف الاقتصادية والعسكرية التوسعية
1-السيطرة على اهم مصادر الطاقة في العالم ممثلة بدول الخليج العربي عموما والمملكة العربية خصوصا المتمتعة بطفرة نفطية هائلة
2-السيطرة على الممرات والمعابر البحرية وعلى راسها مضيق هرمز في الخليج العربي لكون اهم منفذ بحري للصادرات النفطية العربية ومضيق باب المندب في اليمن والذي تمر من خلاله اكثر من 40% من سفن التجارة العالمية.
ومما سبق يتضح ان الإعلام الأمني الخارجي تنامى في المملكة العربية السعودية بفعل الأحداث الجارية في المنطقة وعلى رأسها المد الصفوي المجوسي المقرون بأطماع لا متناهية في بلاد الحرمين على رأسها الأطماع الدينية والإقتصادية السياسية بغية مصادرة الريادة التاريخية لبلاد الحرمين على المسلمين بكافة اطيافهم وطوائفهم الدينية والعرقية مما حدا بالإعلام الأمني ممثلا بالإعلام الخارجي من وجوب القيام بما هو واجب عليه تجاه الوطن والمواطن والأمة الإسلامية جمعاء من وجوب نشر الوعي الديني والفكري الحضاري الذي لا يتعارض مع مرتكزات ديننا الحنيف بإستثمار دور العلماء والوعاض وذوي الإختصاص بالشأن الفارسي وأطماعه التاريخية في دول المشرق العربي عموما وبلاد الحرمين خصوصا من سرد للأدلة والبراهين الدالة على عدم قيام الفرس المجوس بأي إنجاز مشرف للأمة الإسلامية عموما ولنفسها خصوصا سو انجازات اتسمت بالتقتيل والتهجير ونشر الفوضى والارهاب المجتمعي والعالمي منذ تسلم الخميني مقاليد السلطة في ايران ليشهد التاريخ على جرائم ايران الفارسية بحق البشرية عموما والعرب خصوصا .