facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحن وإيران


سميح المعايطة
18-01-2014 03:30 AM

الأردن وإيران علاقة لها تاريخ، وما هو في الذاكرة أن علاقة الأردن بإيران في زمن الشاه كانت قوية، وعندما جاءت ثورة الخميني عام 1979 تعامل معها الجميع بحذر لأنها ثورة عقائدية وترافق معها فكر تصدير الثورة، ومباشرة دخلت إيران في حربها مع العراق، هذه الحرب التي وقف فيها الأردن بلا أي تمويه مع العراق، وربما يعتبرها الكثيرون حرباً لوقف مد ثورة ناشئة متحمسة تسعى لنفوذ إقليمي عبر بوابة الشعوب، لكن الحرب التي انتهت لم تمنع إيران من تبني سياسة مقلقة من خلال تدخلها في الشأن الداخلي لدول عديدة، واستطاعت إيران أن تستعمل القضية الفلسطينية لبناء ولاءات لها من تنظيمات وشخصيات وحتى حضوراً شعبياً، فشعوبنا بحكم عدائها للاحتلال الصهيوني تنحاز إلى كل من يناهض إسرائيل حتى لو كان الأمر سياسياً وإعلامياً ولغاية في نفسه.
لكن إيران ومن خلال أجهزة أمنية وعسكرية عملت على بناء نفوذ لها في الحالة العربية بأشكال مختلفة، ودخلت في المعادلات الداخلية للدول، فأصبحت جزءاً رئيساً في المعادلة الفلسطينية، واللبنانية والعراقية والسورية والبحرينية فضلاً عن نشاطها الكبير في مناطق أخرى من آسيا، وعملت على تحريك الرمال الراكدة في مصر والسعودية.
الأردن لم يكن له مشكلة مباشرة وصريحة مع إيران، لكن هذا لا يعني أن العلاقة دافئة، وعملت القيادة الأردنية على تعميق العلاقة في مراحل الاعتدال الإيراني وتحديداً فترة حكم الرئيس خاتمي، وكان هناك آفاقاً لتطوير العلاقة، لكن إيران كانت محترفة في صناعة الشك والقلق بسياساتها، بل إن نفوذها المتزايد في دول الإقليم جعلها أقل حذراً في إعلان نواياها في توسيع النفوذ.
العراق كان ملفاً هاماً لإيران، وتحالفت إيران مع الشيطان الأكبر أمريكا من خلال الموالين لها في عملية احتلال العراق عام 2003 ، وحتى اليوم فإن إيران نجحت في أن تجعل من العراق منطقة نفوذ لها رغم مقاومة فئات سياسية سنية وشيعية لهذا، وساعدها ارتفاع نجم حزب الله خلال العقدين الأخيرين في توسيع تأثيرها في لبنان وسوريا و دول عديدة، واستعملت إيران حكاية الضربة العسكرية المتوقعة لها من أمريكا لتبقى في معسكر العداء لأمريكا وإسرائيل، لكن إيران لم تتعرض لأي ضربة في مرحلة احتلت فيها أمريكا العراق وهو لا يملك مشروعاً نووياً، ودخلت أفغانستان.
مسار العقدين الأخيرين يقول أن إيران حاولت مراراً وتكراراً وضع قدم لها في الساحة الأردنية تحت عناوين سياسية أو بناء ولاءات لتنظيمات وأشخاص، أو عنوان القدس والقضية الفلسطينية، وكان الإصرار دائماً على فتح الأرض الأردنية للسياحة الدينية لمقامات الصحابة الكرام من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن سياسة إيران في المنطقة لا تجعل أي دولة تتعامل معها بحسن نوايا، فالمشكلة في إيران التي استعملت جيداً ولاء فئات سياسية من الشيعة العرب لتعزيز نفوذها السياسي في المنطقة، ولم تستطع أن تقدم نفسها حالة إسلامية جامعة، فبقيت دولة طائفة، بل إن من يقترب من السياسة الإيرانية يراها مشروعاً فارسياً يستخدم بذكاء القضية المذهبية الطائفية لإيجاد نفوذ لها في المجتمعات العربية.
الأزمة السورية الأخيرة والانحياز الكامل للنظام السوري جعل إيران وحزب الله يخسران حلفاء في الشارع العربي في مقدمتهم حماس والإخوان المسلمين وقوى أخرى، فضلاً عن الناس المعادين للنظام السوري، لكن خارطة النفوذ الإيراني ما زالت تشمل لبنان وسوريا والعراق وبقايا نفوذ في غزة وجزء من حماس هناك، كما أنها ما زالت تحاول تحريك موالين لها في ساحات أخرى وتحديداً في الخليج.
إيران اليوم تواجه وعياً ورفضاً قوياً من دول هامة في المنطقة منها السعودية ومصر، وهناك دول أخرى تحاول إبقاء العلاقة من باب (اتقاء الشر)، وحتى ما سمي اتفاقاً مع الغرب حول الملف النووي لم يستطيع كسر الجليد مع الدول الهامة في المنطقة.
أما الأردن فلديه حرص على علاقات ايجابية مع إيران، لكن حرصه أكبر على مصالحه وأمنه واستقراره، وهو حرص مبني على وعي ومعلومات وتجارب، كما أن الأردن جزء من سياق عربي يتضرر من بعض السياسات الإيرانية الأمنية والسياسة، وفي ذات الوقت فالأردن يدرك مكانة إيران الإقليمية، وداخل هذا الخليط من المعطيات يريد الأردن علاقته مع إيران التي لم تترك مجالاً واسعاً لكثير من الدول لإدارة العلاقة معها دون شك أو ريبة وقلق.
سؤال العلاقة الاردنية الإيرانية لدى طهران فالأردن يريد علاقة سياسية واقتصادية، لكنه يدرك كل مكامن الخطر، ويعلم جيداً منهجية التفكير الأمني والسياسي وحريص على مصالح وأمن الحالة العربية ، فهل تريد إيران علاقة ايجابية ونظيفة مع الأردن؟! الجواب هناك.
Samih.m@alrai.com
الراي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :