عمون - برعاية وزير الثقافة الدكتور صلاح جرار أقام منتدى الرواد الكبار ندوة متخصصة في إطار برنامجه الدوري "ذاكرة مكان"، وبالتعاون مع مديرية ثقافة إربد خصصت لمدينة إربد، السبت، رعاها مندوبا عنه الدكتور باسم الزعبي، قدم فيها د.يوسف غوانمة، ورقة مطولة عن تاريخ مدينة اربد، كما استعرض د.محمد مقدادي الحياة الثقافية في اربد، إضافة لكلمة موسعة قدمها رئيس بلدية إربد غازي الكوفحي، وكلمة علي عودة مدير ثقافة إربد، إضافة لمشاركة الباحث محمد أبو شوحة، وكانت الندوة التي أدارها عبد الله رضوان المدير التنفيذي للمنتدى أستهلت بكلمة ترحيبية لرئيسة منتدى الرواد الكبار هيفاء البشير، تبعها مداخلات الحضور ألأتي ناقشت وطرحت الأسئلة.
كلمة رئيسة المنتدى هيفاء البشير
أصحاب السعادة والعطوفة، أهالي وأبناء إربد الكرام،
صباح الحياةِ والفرح، صباح عروس الشمال الوافر بالمحبةِ والدفء الإنساني .صباح إربد الجميل، إربد عاصمة الشمال وحارسة سهل حوران المعطاء .
سعداء أن نلتقي هذا اليوم ضمن برنامجنا الذي نعتز به وهو برنامج (ذاكرة مكان) لنحتفي بإحدى مدننا الغالية التي يمثل نبضها ونبض أبنائها نبض الأردن وطناً وإنساناً، هذه المدينة التي تمثل إحدى مراكز الفعل والخصوصية والحضارة الأردنية راهناً وتاريخاً، والتي نمت وتطورت حديثاً مع نمو وتطور الدولة الأردنية الحديثة، وإذا كانت إربد تقع في وسط زراعي يمثل شريان الحياة الأردنية، فقد استطاع أبناؤها وعبر إصرارهم على التعلم المبكر، أن يفرزوا قيادات أردنية في حقول السياسة والثقافة والتربية والفكر والقانون والقيادات العسكرية، بحيث شكلوا نخبة أردنية رائدة ومتميزة أعطت وتعطي الكثير لهذا الوطن الغالي .لن أدخل في التفاصيل فأنتم المختصون ولكنني سأشير إلى علمين رائدين كبيرين كنماذج إربدية معروفة محلياً وعربياً :
النموذج الأول هو شاعرنا ومبدعنا الكبير مصطفى وهبي التل (عرار) الذي أوجد ثورة حقيقة في حركة الشعر العربي مبنىً ومعنى .
النموذج الثاني السياسي والأديب محمد صبحي أبو غنيمة الذي أسس أول معارضة سياسية أردنية مدينية، ونشر أول مجموعة قصصية أردنية .
وفي الختام، أقدم لكم عميق الترحيب وصدق المحبة متمنيةً للقائنا هذا حول إربد (ذاكرة مكان) التوفيق . راجين أن تسمحوا أن أحيل إدارة الجلسة إلى المدير التنفيذي للمنتدى عبدالله رضوان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذاكرة مكان(من تاريخ مدينة اربد)/// أ.د.يوسف غوانمة
اربد بالفتح ثم السكون والباء الموحدة مدينة بالأردن، قرب طبرية، عن يمين المتجه منها إلى الغرب. عُرفت منذ العصور الإغريقية والرومانية والبيزنطية، وهي أحدى مدن الديكابوليس العشرة وسميت(أرابيلا). وقد لعبت هذه المدينة دوراً له أهميتة في هذه الفترة، وخصوصاً وأنها تقع في وسط تلك المدن، التي شكلت حلفاً تجارياً هاماً. فقد كانت الطرق التجارية تمر من خلال تلك المدن،نذكر منها( بيت راس)،و(قويلبة،آبل الزيت) وجدارا(أم قيس). وكانت إحدى هذه الطرق تربط بلاد الرافدين بالساحل الفلسطيني ومصر،مارة عبر بادية الشام إلى المفرق وأم الجمال، ثم إلى اربد وبيت راس، ومن ثم إلى جدارا،منحدرة إلى غور الأردن، ومتجهة إلى طبرية ثم الساحل الفلسطيني. أو تسير بمحاذاة نهر الأردن لتعبر النهر إلى بيسان، ومن ثم إلى (جنين) وصولاً إلى ساحل البحر المتوسط. أو تتجه نحو الجنوب، لتصل إلى (جسر دامية الحالي)، ومنه إلى نابلس، أو تستمر إلى(أريحا)، ومن ثم إلى (القدس) (إيليا). أما الطريق القادم من دمشق، فيمر من حوران إلى الرمثا، ومن ثم إلى بلدة (بشرى) أو بلدة(حّوارة) (حّواري)، لتصل إلى اربد، ومنها إلى غور الأردن، فبيسان والساحل الفلسطيني، وظلت هذه الطرق تخدم الحركة التجارية والاقتصادية، بالإضافة إلى المواصلات والاتصالات، والحركة السكانية النشطة، مما كان له مردود اقتصادي وثقافي وعلمي على مدينة اربد، وكان سبباً له أهميته في ازدهارها وبقائها عبر تلك العصور التاريخية، حتى الوقت الحاضر، بالإضافة إلى تمتعها بسهول زراعية خصبة ومصادر للمياه كافيه...
كان الأردن منذ القرن السادس قبل الميلاد يُحْكم من قبل عدة دول، بعضها عربي كالأنباط في جنوب الأردن، والغساسنة في شمال الأردن وحوران، وأخرى غير عربية، تمثلت بقوتين عظميين هما: الدولة الفارسية، والدولة البيزنطية. وقد نشب صراع بين هاتين القوتين امتد لعدة سنوات، وكان هذا الصراع وتلك الحروب بينهما لأسباب دينية وسياسية وتجارية، يهدف إلى السيطرة على طرق التجارة الدولية، والمناطق الإستراتيجية الهامة في بلاد الشام وجنوب الجزيرة العربية...
وما كادت الدولتان تلتقطان أنفاسهما، فإذا بهما تواجهان نهضة عربية ممثلة بالإسلام، على يد احد أبناء مكة ومن أشرافها(محمد بن عبد الله) صلى الله عليه وسلم). وبعد أن وضع الاسسس الأولى(لدولة المدينة)، وثبّت أركان الإسلام في الجزيرة العربية، كان لابُدّ أن يخرج بهذه الدعوة خارج نطاق الجزيرة العربية، وكان المجال الحيوي لهذه الدولة الناشئة نحو الشمال إلى العراق وبلاد الشام. وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم11هـ/632م بويع أبو بكر الصديق بالخلافة، فأرسل شرحبيل بن حسنة( شرحبيل بن عبد الله المطاع الكندي) سنة 633م إلى جند الأردن. وقد استطاع شرحبيل فتح جميع مدن الأردن وحصونه بغير قتال ثم صالحهم ففتح طبرية وبيسان،وسوسية،وجرش،وبيت راس،وقَدَس، والجولان، واربد، وعكا،وصور،وصفورية،وقويلبة، فدخلت هذه المدن في فلك الدولة العربية الإسلامية، ودخل الإسلام إليها سنة 12هـ/633م..
وهكذا فان مدينة اربد كانت في عصر الخلفاء الراشدين والدولة الأموية، من ضمن جند الأردن ومركزه مدينة طبرية. وقد أولى الأمويون منطقة الأردن من اربد شمالاً إلى معان جنوباً مروراً بالبلقاء جُلَّ اهتمامهم.
فبنى الخلفاء الأمويون في الأردن القصور والخانات والحمامات والقلاع، التي ما زالت أثارها ماثلة للان نذكر منها: قصر المشتى، قصر الموقر،قُصَير عمرة، قصر الحرانة، قصر الطوبة، قصر القسطل،قصر الأزرق،وقصر خربة المفجر. ولم يكتفوا بذلك، بل إن بعضهم آثر الإقامة في الأردن، فالخليفة يزيد بن عبد الملك بن مروان، بنى قصراً في(الموقر) على أميال قليلة من مدينة(عمان)، والظاهر أن هذا القصر كان جميلاً حتى تمثله الشاعر الاحوص فقال:
طربتَ وأنت معنيّ كيئب وقد يشتاق ذو الحزن الغريب
وشاقك بالموقر أهل خـاخ فلا أهـل هنـاك ولا قريب
وذكرت المصادر العربية أن الخليفة يزيد كان مولعاً ومفتوناً بالجاريتين(حّبابة وسلاّمة) المغنيتان. وقيل أن قصراً كان له في بيت راس وقيل في اربد، وانه رمى جاريته حبابة بحبة عنب فدخلت حلقها فشرقت، ومرضت ثم ماتت. وقد حزن عليها كثيراً وظل حزيناً كئيباً حتى مات بعدها بأيام قليلة، ودفن إلى جانبها. يقول ياقوت الحموي إنه مات في إزْبد بالكسر ثم السكون وكسر الباء، ويؤكد هذا الخبر ابن الأثير ويذكر أن قصراً كان له في اربد وربما إزبد أو بيت راس. والمعروف أن بيت راس كانت مشهورة بكروم عنبها الكثيفة وقد صُنع النبيذ فيها في العصر البيزنطي وظل كذلك في العصرين الأموي والعباسي لان أمّا نواس مرّ ببيت راس وتناول بعضه وذكره في شعره، أبا الشاعر حسان بن ثابت فيقول في نبيذ بيت راس:
كأنَّ سبيئةً من بيت راس يكون مزاجها عسل وماء
فنشربُها فتتركنا ملوكاً وأُسْداً ما يُنهنها اللقاء
ظلت اربد مركزاً هاماً من مراكز المواصلات والاتصالات في العصر العباسي تربط بغداد العاصمة بكل من فلسطين ومصر والشمال الإفريقي، هذا إلى جانب شهرتها الزراعية وحدائقها الغناء. ثم تطورت أهمية هذا المكان في العصور التالية: الفاطمية،والأيوبية والمماليك. وقد تعرضت بلاد الشام في أواخر القرن الخامس الهجري(الحادي عشر الميلادي) إلى غزوة فرنجية أوروبية استعمارية استيطانية، أطلق عليها المستشرقون( الحروب الصليبية). وقد أحسن الصليبيون استغلال الفرصة المواتية لغزوتهم، في وقت تمزق فيه الصف العربي الإسلامي أشلاء، وأصاب الإعياء دولة الفواطم في مصر والشام. وأمكنهم أن يحتلوا سواحل الشام من أنطاكية إلى عسقلان في جنوب فلسطين، كما أمكنهم أن يحتلوا( القدس) يوم الجمعة 23 شعبان سنة492هـ الموافق15 تموز1099م، مؤسسين مملكة بيت المقدس اللاتينية. وكان أول توسع لهذه المملكة في جنوب الأردن، فاحتلوا الشوبك والعقبة ثم الكرك مؤسسين( بارونية الكرك والشوبك)، التي أصبحت أهم بارونية في مملكة بيت المقدس، بسبه غلاتها الزراعية وموقعا الاستراتيجي ولأنها كانت الطريق الطبيعي لسير القوافل القادمة من الجزيرة العربية إلى سواحل الشام محملة بأطايب الهند والصين واليمن والحبشة، والتي كانت تجد سوقاً رائجة لها في الغرب الأوربي.
أضف إلى ذلك أنها تحكم سيطرتها على طريق الحاج الشامي وتتحكم بالطريق الذي يربط دمشق بالقاهرة والشمال الإفريقي الذي يمرّ عبر هذه البارونية من الشمال ومن الجنوب عبر العقبة(أيلة)، على البحر الأحمر، ولاشك أن أهم هدف للفرنجة كان منع أي وحدة أو اتحاد بين القطرين الأهم آنذاك، الشام ومصر أو دمشق والقاهرة، زد على ذلك الأهمية الإستراتيجية لهذه المنطقة( جنوب الأردن)، لأنها كانت تعتبر خط الدفاع الأول لمملكة بيت المقدس اللاتينية. ولم يكتف الفرنجة في القدس بذلك بل حرصوا على مهادنة دمشق، فعقد بلدوين ملك مملكة بيت المقدس موادعة مع ظهير الدين طغتكين السلجوقي صاحب دمشق في سنة502هـ/1108م، ونصت هذه الموادعة أو المعاهدة على أن يكون السواد( الجولان وشمال الأردن وعجلون واربد وجرش)أثلاثاً: ثلث للأ تراك حكام دمشق، وثلث للإفرنج والثلث الأخير للفلاحين أصحاب تلك المناطق الخصبة. وقد سجل هذا فيما بينهما، واستمر الوضع على هذا النحو إلى أن غيرة صلاح الدين بعد إنتصاره على الفرج في حطين سنة 583هـ/1187م.
إذن فمدينة اربد وما حولها كانت همزة الوصل بين العراق وحلب ودمشق والقدس والقاهرة، وبين بلاد الشام ومكة والمدينة والحجاز فتقام لحجاج الشام سوق موسميه في موقع جامعة العلوم والتكنولوجيا الحالية وكان هذا السوق فرصة لتجار اربد وما حولها للتجارة والكسب. فالقوافل التجارية العملاقة القادمة من دمشق إلى القاهرة وبالعكس.كانت تمر عبرها ولم يقف الأمر عند هذا، بل كانت اربد وما حولها الطريق الأهم الذي سارت جيوش صلاح الدين عليها في رحلة نضاله وجهاده ضد الفرنج وتحرير القدس والساحل الفلسطيني.فصلاح الدين حاول تحرير القدس من مصر ولكنه لم يوفق بسبب بعد المسافة عبر سيناء لذا نقل جيوشه إلى دمشق وجعلها نقطة انطلاقه إلى حرب التحرير.لذا أصبحت لمنطقة اربد وشمال الأردن أهمية عسكرية وإستراتيجية خاصة، فسارت جيوش صلاح الدين عبرها وعليها ومنها دخلت إلى فلسطين للنصر المبين، فهو يقول( وانّا لم نتمكن بمصر منه(بيت المقدس) مع المسافة، وانقطاع العمارة، وكلال الدواب، وإذا جاورناه كانت المصلحة بادية والمنفعة جامعة، واليد قادرة، والبلاد قريبة، والغزوة ممكنة،والميرة متسعة، والخيل مستريحة، والعساكر كثيرة، والجموع ميسرة والأوقات مساعدة). هذه الأهمية الإستراتيجية لمدينة اربد وشمال الأردن كانت في الماضي وما زالت حتى الوقت الحاضر....
إن ذاكرة المكان وعبقريته ظلت متجددة عبر العصور القديمة والإسلامية والحديثة، فاربد ذات موقع جغرافي استراتيجي فهي تطل على جبال لبنان وفلسطين وسهول حوران والجولان، وسهول مرج ابن عامر والناصرة، ولا تبعد كثيراً عن نهرين لهما أهميتهما في تاريخ امتنا العربية والإسلامية، هما نهر اليرموك الذي شهد معركة اليرموك الخالدة، وتمكن العرب المسلمون من إنهاء الوجود البيزنطي من بلاد الشام. ونهر الأردن الذي شهد (عماد السيد المسيح)، وعند أقدامه حدثت معركتان هامتان في تاريخنا الإسلامي، الأولى معركة حطين التي انتصر فيها جيش صلاح الدين الأيوبي على اكبر جيش حشده الفرنج في فلسطين، والمعركة الثانية معركة عين جالوت التي انتصر فيها المماليك على جيوش التتار المدمرة، فلم تقم لهم قائمة بعد هذه المعركة الفاصلة...
أولى المماليك مدينة اربد عناية واهتماماً، فجعلوا منها مركزاً لحركة المواصلات والاتصالات بين عاصمتيهم(دمشق والقاهرة) فازدهرت مدينة اربد تجارياً وعمرانياً وثقافياً في عصر دولة المماليك. ومن خلالها سارت جيوش المماليك متجهة إلى شمال سورية لصد غارات التتار التي ظلت تهدد حدود دولة المماليك عشرات السنين. ومنها وعْبرها كان سلاطين المماليك وجيوشهم يمرون في طريقهم من القاهرة إلى دمشق،أو من دمشق إلى القاهرة فمعظم سلاطين المماليك دخلوا اربد مع جيوشهم أو أثناء زياراتهم لدمشق وعودتهم للقاهرة. وكذا المسافرون والقوافل التجارية المتجهة من دمشق إلى القاهرة أو تلك القادمة من القاهرة إلى دمشق. فهي والحالة هذه تقع في قلب خط المواصلات والاتصالات بين كل من دمشق والقاهرة وبغداد، ومن مميزاتها أنها تقع وسط مثلث يضم: دمشق وعمان وبيت المقدس، بالإضافة إلى(غور الأردن). وكانت أغوار الأردن محط اهتمام السلاطين المماليك، لأنها تقع على خط مواصلاتهم التي تربط دمشق بالقاهرة والقدس، بالإضافة إلى أراضيها الخصبة وغلالها الوفيرة .لذا أصبحت الأغوار(املاكاً سلطانيه)، وهي للآن كذلك لأن الذين يملكون أراضيها الأغنياء من سياسيين وتجار ومتنفذين. فالسلطان الظاهر بيبرس اتخذ من قرية القُصَيْر(الشونة الشمالية) وما حولها من مزارع قصب السكر اقطاعاً خاصاً به، كما بنى العديد من القناطر والجسور على نهر الأردن تسهيلاً لحركة القوافل التجارية والحملات العسكرية، وكذا فعل بقية السلاطين المماليك.وقد أطلق المماليك على المنطقة الواقعة جنوب دمشق حوران وشمال الأردن ومنها مدينة اربد وما حولها:( الصفقة القبلية)، ووصف القلقشندي هذه الصفقة بقوله: ( وهي جلّ البلاد الشامية، وبها أرزاق العساكر الإسلامية،وطريق الحاج إلى بيت الله الحرام، والى الأبواب الشريفة السلطانية وممر التجار قاصدين الديار المصرية، ومنازل العربان ومواطن العشران).
وخدمة لحركة الاتصالات والمواصلات المارة عبر مدينة اربد، فقد أنشأ المماليك فيها (البركة) الواقعة مكان موقف الأغوار القديم على شارع فلسطين، وكانت هذه البركة تزود القوافل والمسافرين بما يحتاجونه من مياه. كما أقيمت الأسواق التجارية بالقرب منها خدمة لهم، وكانت هذه الأسواق تقع بالقرب من مسجد اربد الغربي، وهو مسجد مملوكي ما زال موجوداً للان. وكان الأهالي يسكنون في الأحياء المحيطة به، والتي تمتد من منطقة بلدية اربد الحالية باتجاه الجنوب، إلى منطقة المسجد الشرقي الكبير، وجنوباً حتى شارع فلسطين... فمدينة اربد في العصر الإسلامي، كانت تمتد من حارة(سمخ) غرباً إلى المسجد الشرقي شرقاً، ومن منطقة التل حيث(السرايا) شمالاً إلى شارع فلسطين والأغوار. وكانت الأسواق التجارية والخانات تتركز حول المسجدين الغربي والشرقي. وقد بنى المماليك شبكة مواصلات متشعبة حفاظاً على الأمن والاستقرار، وتتمثل هذه الشبكة بالبريد السطحي والبريد الطائر، وبريد الإشارات(بواسطة الأبراج) التي تبنى على رؤوس الجبال والأماكن المرتفعة، حتى إن السلاطين المماليك كانوا يعرفون كل صغيرة وكبيرة تحدث في دولتهم المترامية الأطراف. كما حرصت السلطات المملوكية على تعبيد الطرق وتمهيدها للسير، وضماناً لسلامة الخيول الموصلة للبريديين، كي تصل إلى مقاصدها في الأوقات المناسبة.
وكان الاهتمام الأكبر بالطرق الموصلة بين عاصمتي الدولة دمشق والقاهرة، لذا بنى المماليك فيها مراكز خاصة للبريديين، جعلوا فيها عدداً من الخيول سميت(خيول البريد)، ويعهد إلى سّواس برعايتها، وكانت تختم بختم السلطان لتمييزها عن غيرها من الخيول. وبنوا الخانات خدمة للمسافرين، كما عهدوا إلى القبائل العربية حراسة تلك الطرق، ويذكر المقريزي: أن المرأة كانت تسافر من دمشق إلى القاهرة، دون حاجة أن تحمل طعاماً وشراباً، لان تلك الخانات كانت تقدم الطعام مجاناً أضافه إلى حذاء الخيل كما أن الطرق كانت آمنة. وينطبق ذلك على أبراج الحمام الزاجل وأبراج الإشارات وكان في اربد مركز للبريد السطحي، وبرج للحمام الزاجل، وبرج للإشارات الضوئية، بالإضافة إلى مركز مخصص لنقل الثلج من جبال لبنان إلى القاهرة صيفاً... وكانت الاتصالات المتمثلة بالبريد الطائر(الحمام الزاجل) والإشارات الضوئية عبر الأبراج العالية، دقيقة وسريعة: فإذا خرج الخبر من قاطع الفرات صباحاً يصل إلى القاهرة مساءً، وان خرج مساء يصل إلى القاهرة صباحاً، وكان هناك رجال يقومون بخدمتها...
وشهد هذا المكان حركة سكانية نشطة طيلة العصور الإسلامية وقد انعكس ذلك على أهالي مدينة اربد، فكان ارتباطهم بكل من دمشق والقدس والقاهرة ارتباطاً وثيقاً، فانتقلوا إلى تلك المدن طلباً للتجارة أو العمل أو الدراسة حتى أن هناك عائلات علمية من الأردن وجدت في دمشق والقاهرة كعائلة الحسباني،والعجلوني،والباعوني والكركي... والملاحظ أن ارتباط أهالي اربد بدمشق كان وثيقاً، فرحل أبناء اربد إلى دمشق طلباً للعلم والعمل، وظل هذا الارتباط قوياً في العصر العثماني، واستمر حتى الوقت الحالي. كما أن هذا الارتباط كان استراتيجياً، فأي خطر يهدد دمشق يهدد مدينة اربد والمناطق المجاورة. ففي سنة 803هـ/1400م،غزا تمرلنك بقواته التتاريه بلاد الشام، ودخل مدينة دمشق، واعمل فيها الخراب، فعمّ الهلع والخوف سكان شمال بلاد الشام ووسطها، فهربوا باتجاه دمشق وتذكر المصادر( وصار الناس يجيئون في أسوأ حال، قد تعبت أقدامهم من المشي، وأخذت ثيابهم، ومنهم من تستّر بعباءة، وشدّ على رجليه ما يمكنه المشي عليها، ودخلوا البلد على هذه الحال).
ونتيجة لذلك ضعفت الروح المعنوية لأهالي دمشق، فهرب قسم باتجاه اربد وعجلون، نذكر منهم المؤرخ ابن حجي الحسباني، الذي توجه إلى عجلون في الثاني من شهر جمادى الأولى سنة803هـ/1400م، فوصل إلى قرية(حوراة) بالقرب من اربد فأقام فيها اياماً، ثم تابع سيره مع رفاقه إلى عجلون. وقد وصل عدد من عساكر تمرلنك إلى اربد والمناطق المجاورة، فاخذوا من تلك القرى كميات كبيرة من القمح عثروا عليها مخزونة في الآبار. ودخلوا قرية(حبراص) من منطقة الكفارات فقتلوا من أهلها(450) شخصاً كانوا مختبئين في الكهوف، كما قتلوا من كل قرية من تلك القرى خمسين شخصاً، كما استولوا على الأبقار والأغنام في مناطق حوران واربد وعجلون.
وتذكر المصادر عن وجود(مركز حكم) في مدينة اربد في عصر دولة المماليك، تمثل بقاضٍ يحكم بين الناس ويحل منازعاتهم، يتم تعيينه من دمشق.
وذكرإبن حجي في أحداث سنة808هـ/1405م أن تقي الدين أبو بكر عبد الرحمن بن فيروز الحواري نسبة إلى قرية حواره توفي في هذه السنة، وبعد فتنة تمرلتك تولى ابنه( قضاء اربد وحبراص)، وبقي في وظيفته حتى هذه السنة. وكان طلاب العلم من اربد وعجلون وما حولها يقصدون دمشق للأخذ عن أشياخها وعلمائها، وقد وصل الينا أسماء بعض العلماء الذين ينسبون إلى اربد، وأطلقت المصادر التاريخية عليهم(الاربدي) نسبة إلى مدينتهم نذكر منهم:
- حسين بن احمد بن أبي بكر حرز الله الاربدي،سمع من فقهاء دمشق وعلمائها، وكان عارفاً بالشروط، تولى قضاء الحاج الشامي سنة760هـ وتوفي سنة762هـ/1360م.
- قاسم بن محمد الاربدي الشافعي، سمع في دمشق، وحفظ المنهاج، ثم حدّث واشتغل بالتدريس بالمدرسة الاتابكية بدمشق، تولى قضاء اذرعات وكرك نوح في البقاع(لبنان الحالي) وتوفي سنة 764هـ1362.
- احمد بن سليمان بن محمد الاربدي، قدم دمشق وتفقه على ابن خطيب يبرود وغيره. مهرفي الفقه والأصول والأدب، كما سمع من احمد بن غانم(أصله من القدس من عائلة الغوانمة)،كان محبباً إلى الناس، لطيف الأخلاق، له أسئلة حسنة في فنون من العلم، توفي سنة776هـ/1374م.
وهناك علماء وفقهاء وادباء نسبوا إلى المناطق المجاورة لاربد منهم: الايدوني، والحبراصي، الرمثاوي، والملكاوي، وهذا يدلل على أن الحركة العلمية والثقافية كانت جيدة في اربد وجوارها في عصر دولة المماليك.
انتصر العثمانيون على المماليك في معركة مرج دابق سنة922هـ/1516م وبذلك أصبحت مصر والشام والحجاز تحت حكم العثمانيين.
ولكي يضبطوا البلاد ادارياً وامنياً جعلوا البلاد من ثلاث ولايات هي : ولاية حلب، ولاية طرابلس، و ولاية دمشق. وضمت ولاية دمشق كلاً من: تدمر، صيدا، بيروت، عجلون،الكرك، الشوبك، صفد، اللجون، نابلس، القدس، وغزة. وكان لكل ولاية عدد من السناجق أو الألوية والنواحي، وكل ناحية كانت تضم عدداً من القرى. ثم أصدرت الدولة العثمانية في سنة 1864م قانوناً جديداً للتنظيم الإداري، فقسمت الدولة إلى ولايات، والولايات إلى ألوية أو(سناجق)، وقسمت الألوية إلى أقضية أو(قائمقاميات)، والاقضية إلى نواحٍ، والنواحي إلى قرى ومزارع.وابتداء من سنة 1852م تحولت اربد إلى مقر لقضاء أداري استطاعت الدولة من خلاله تثبيت هيبتها، وإقرار أنظمتها وأصبح في اربد قائمقام خاصاً بها. ثم أسِسَتْ بلدية في مدينة اربد سنة 1883م وهي أول بلدية تشكلت في الأردن. ثم أنشأت الدولة العثمانية عدداً من الدوائر الحكومية، ودعمت سلطاتها بقوة عسكرية، مقرها في (السرايا) التي مازالت حتى الوقت الحاضر قائمة على تل اربد وأمام مبني البلدية، وتم بناء السرايا على مراحل من سنة 1851 إلى 1886. وكانت هذه السرايا مقرا للحاكميه الإدارية العثمانية .
ثم أن القضاء آنذاك كان يسمى (قضاء عجلون ) ويمتد من نهر الزرقاء إلى نهر اليرموك وكل من يسكن في هذا القضاء يسمى (عجلوني). وقد تحولت هذه السرايا سنه 1994 م إلى متحف اثري شامل يؤرخ لحضارات تعاقبت على اربد ومناطقها المجاورة ... وأصبحت اربد في سنة1918 م تابعه للحكومة الفيصلية في دمشق.
تطورت الأحداث في بلاد الشام بعد الحرب العالمية الأولى , فقدم الأمير عبد الله بن الحسين إلى الأردن فوحد البلاد بعد أن عمت الفوضى في ربوعها اثر سقوط الحكومة الفيصلية في دمشق وذلك بعد معركة ميسلون سنه 1920 م. وأدت الأحداث إلى تشكيل حكومات محليه في الأردن نذكر منها : حكومة الكورة , وحكومة اربد بقيادة علي خلقي الشرايري .
وقد تمكن الأمير عبد الله من نشر الأمن والأمان في ربوع البلاد تحت أمرته , وأطلق على المنطقة الممتدة من العقبة جنوبا إلى الرمثا شمالاً ومن نهر الأردن غربا إلى بادية الشام شرقا اسم ( إمارة الشرق العربي ) ثم أطلق عليها فيما بعد ( أمارة شرق الأردن ) وبعد الاستقلال 1946 م أصبح اسمها ( المملكة الأردنية الهاشمية ) .ازدهرت اربد في عهد الإمارة والمملكة , وأصبحت مركز إشعاع علمي وحضاري وثقافي واقتصادي في جنوب بلاد الشام , فبنيت فيها المستشفيات والجامعات والمعاهد العلمية , وشيدت الطرق ووصلت الكهرباء إلى كل بيت , وتم تزويد كل قرية ومنزل بالماء . فالأردن اليوم يسابق الزمن في التقدم والتطور والتحديث والبناء والتنمية , حتى أصبح من دول العالم الثاني , كل ذلك بجهود قيادته وإخلاص أبنائه من كل المنابت والأصول ....
الحياة الثقافية في مدينة إربد//الدكتور محمد مقدادي
لابد من تناول الحياة الثقافية في مدينة إربد في البعد التاريخي بالوقوف على ماضيها وحاضرها وهما بعدان يتيحان فرصة الاطلاع على تطور الحياة الثقافية عبر العقود الماضية ودور المؤسسات الثقافية التي ولدت في وقت مبكر وانعكاس ذلك على ما آلت إليه الحالة الثقافية الراهنة.
المؤسسات الرائدة:
لعبت الأندية الرياضية منذ تأسيسها دورا رياديا في التأسيس لمراحل النهوض بالحالة الثقافية وتعميق حضورها حيث رافق الفعل الثقافي لتلك الأنديةة الفعل الرياضي والاجتماعي فيها، فعلى مستوى مدينة إربد نفسها تأسس نادي الحسين والنادي العربي باعتبارهما مؤسستين راعيتين للأنشطة الرياضية لكنهما اجترحا لنفسيهما – بفعل الحاجةووالوعي والضرورة –دورا ثقافيا وتنويريا بارزا أسهم في تشكيل الأطر العامة للحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية وذلك بفضل قيادتهما والاشراف على إدارتهما وتسيير برامجهما من قبل العديد من اعلام الأدب والفكر والسياسة من أمثال الأديب المعروف أديب عباسي والكاتب نبيه رشيدات والأديب السياسي محمود المطلق والإعلامي صلاح أبو زيد ويذكر أن الأستاذ واصف الصليبي عمل سكرتيرا للجنة الثقافية في النادي العربي عام 1949 ومحاضرا يبث أفكاره وآراءه على الناس ويسلط الضوء على الشعراء والأدباء والشخصيات التاريخية .
ويذكر أن النادي العربي كان يقيم مواسمه الثقافية الكبرى في قاعة مدرسة إربد الثانوية وأهم الموسم الذي أقيم عام 1968 والذي استضاف به المرحوم وصفي التل، أكرم زعيتر، حمد الفرحان، إضافة إلى صادق جلال العظم مما يؤكد أهمية الدور الذي لعبته الأندية الرياضية في ترسيخ الفعل الثقافي وتنشيط حراكه في المدينة.
أما على صعيد إصدار المجلات الثاقية فيمكننا رصد هذا الحراك من خلال إطلالة على أول دورية شهرية أصدرتها مدرسة إربد الثانوية تحت عنوان" صوت الجيل" والتي كانت تطبع في دمشق وقد تواصل صدورها منذ عام 1949 حتى عام 1952.
أسهمت نخبة من الأدباء والأساتذة في إعداد المجلة والكتابة على صفحاتها من أمثال الشاعر مصطفى وهبي التل" عرار" والفيلسوف أديب عباسي والشعراء نايف أبو عبيد وأسد محمد قاسم و فدوى طوقان، مثلما حضرت كتابات لأساتذة وسياسيين من أمثال سعد جمعة، منيف الرزاز، ماجد غنما، عمر فائق الشلبي، عبد العزيز الخياط والقاضي المعروف رشدي مريش الذي كتب برنامجاً إذاعيا بعنوان" حديث الصباح" للإذاعة الأردنية وكان يقدمه آنذاك الشاعر الراحل " عبد الرحيم عمر"
وقد حذت " مدرسة العروبة" حذو " ثانوية إربد" في حقن الحياة الثقافية الإربدية بمجلة أخرى أسمتها" وحي العروبة" التي تواصل صدور أعدادها المتميزة من عام 1945حتى عام 1970 حيث كان يشرف على تحريرها الأستاذ المربي " محمود أبو غنيمة" وأسهم في إثراء محتواها الإبداعي الشاعران وحيد سليمان وأحمد الشرع،والأديب وليد عكاشة وغيرهما كثيرون لم يكن آخرهم الأستاذ " حسان أبو غنيمة "الناقد السينمائي المعروف الذي أسس النادي السينمائي الأردني في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ومن الجدير بالذكر أن مجلة " وحي العروبة" كان يقوم بإعدادها وتحرير مقالاتها مجموعة من تلاميذ المدرسة نفسها بإشراف مدرّسيهم وكانت توزّع على مدارس المحافظة لتشجيع الطلاب والمثقفين على الكتابة والنشر
المؤسسات الثقافية المتخصصة
منتدى إربد الثقافي
تم افتتاح منتدى إربد الثقافي في شهر تشرين الثاني عام 1982 وانتسب إليه عدد من الأكاديميين العاملين في جامعة اليرموك والأساتذة من أدباء محافظة إربد في إطارها الجغرافي حيث كان يشتمل على كل من المفرق وجرش وعجلون، وتبنّى المنتدى العديد من المواهب الواعدة من المقيمين في المدينة وعمل على رصد الواقع الأردني والعربي في سياق الأهداف الاستراتيجية التي وضعها المنتدى، وأسهم في رعاية الحركة الإبداعية ودعم الدراسات والأنشطة على اختلاف مشارب أصحابهاوتوجّهاتهم الفكرية والإيديولوجيّة ومن بين أهم الأنشطة الثقافية التي قدّمها المنتدى مهرجان الحصاد، وندوة القدس، وروّادٌ من الأردن، إربد ماضياً وحاضراً، والذي انعقد على دورتين الأولى عام 2007 والثانية عام 2008 وذلك ضمن فعاليات إربد مدينة الثقافة الأردنية وشارك بهاتين الدورتين عدد كبير من الدارسين والباحثين الذين تناولوا في دراساتهم التاريخ والإدارة والواقع الاجتماعي والتعليمي والسياسي والصحي والسياحي وكذلك الأنشطة الاقتصادية في مستوى القطاع الزراعي والصناعي مثلما تطرقت دراسات أخرى لأَعلامٍ أربديين أسهموا في بناء الحياة الإربدية بخاصة، والوطنية بعامّة، في مراحل مختلفة من التاريخ.
كما أصدرالمنتدى جملة من الإصدارات أهمها:
- مجلة الإبداع وصدر منها تسعة وعشرون عدداً
- كتاب" رواد من الأردن"
- كتاب " القدس"
- كتاب " مدينة إربد ماضياً وحاضراً" في جزئين
رابطة الكتاب الأردنيين:
تأسس فرع رابطة الكتاب الأردنيين في مدينة اربد بناء على طلب تقدم به ثمانية عشر عضواً من أعضائها المقيمين في محافظة اربد في العام (1982) حيث ظل هذا الفرع منبراً عمل على تقديم الأنشطة الثقافية الليبرالية من خلال برامج الفرع الأسبوعية .
ولأن الحياة الحزبية في الأردن لم يكن مسموحاً لأحد أن يمارسهافي العلن، فقد شكّل فرع رابطة الكتاب حاضنة حقيقية لكافة الأفكار السياسية والرُّؤى الحزبية، القومية واليسارية ما جعل الحكومة الأردنية تضيق ذرعاً بهذه الرابطة فأقدمت على إغلاقها عام (1986) بقرار من الحاكم العسكري وبقيت الرابطة مغلقة إلى ما بعد الإنفراج الديمقراطي الذي شهدته البلاد عام (1989) حيث عادت إلى سابق عهدها في التصدّي للحياة الثقافية وتقديم الأنشطة المختلفة على شكل ندوات ومهرجانات للشعر والقصة والنقد والدراسات التي اعتنت بالإبداع المحلي والعربي والعالمي ولا يغيب عن البال أن نذكر أهمية الإسهامات التي قدمها أعضاء الرابطة في إنجاح فعاليات إربد – مدينة الثقافة لعام (2007) التي تجاوز عددها الثلاثمائة فعالية .
هذا وقد حدث أن امتدت أنشطة فرع رابطة الكتاب الأردنيين إلى خارج حدود الجغرافيا الأردنية عندما أجرى توأمة مع اتحاد الكتاب العرب في سوريا وأقام أنشطة مشتركة مع فرع الإتحاد في مدينة درعا.
وظلت الرابطة على عهدها مع المجتمع الإربدي منبرا ثقافيا وسياسيا احتضن كافة التيارات وشكلت مقفزا ديمقراطيا حراً تبنّى كافة التوجهات الفكرية التي تقف إلىجانب القضايا العربية والإنسانية النبيلة.
ملتقى إربد الثقافي
أسّسه فريق من الشباب الذين انضووا تحت لواء منتدى اربد الثقافي عند بداية تأسيسه، ولم يحظوا بالرعاية المُتمنّاة من لدن تلك المؤسسة التي كان يقودها مجموعة من الكتاب والأكاديميين الكبار.
عمل الملتقى منذ بداية تأسيسه على تخصيب الحياة الثقافية في المدينة سيّما وأن العديد من أعضائه هم أعضاء فاعلون في الهيئة العامة لرابطة الكتاب الأردنيين وهيئاتها الإدارية المتعاقبة وتجري العديد من الفعاليات الثقافية بالتعاون بين فرع الرابطة والملتقى الثقافي في سياق التعاون والتنسيق الدائمين بينهما.
الحياة المسرحية في إربد
يمكن الحديث عن إرهاصات منذ عام 1918 بكتابات مسرحية قليلة ثم بعرض مسرحية سورية بعنوان" يا عرب " قام بتمثيلها مجموعة من الشباب الأردني من بينهم مصطفى وهبي التل.
وكانت بعض المظاهر المسرحية التي يجري تمثيلها في مناسبات الأعراس حيث غالبا ما تترافق مع هذه المناسبات الاجتماعية مشاهد مسرحية تلعب دورا توعويا وإرشاديّاً للعروسين وتدور أحداثها حول الطريقة المثلى في التعامل بين العروسين وكيف يؤسسان معا بيتاً للزوجية يسوده الحب والتفاهم والوئام للتغلب على ممشاكل الحياة ومصاعبها.
أما ليالي رمضان فقد كانت تشتمل على مظاهر مسرحية بتقديم تمثيليات دينية غالبا ما كان يتم تقديمها في ساحات عامة مكشوفة أهمها ساحة النابلسي وساحة الأفراح التي تم بناء حسبة إربد على كامل مساحتها.
قدمت مسرحية على مسرح النادي العربي من إعداد الأستاذ صلاح أبو زيد وهي مسرحية مقدسية بالأصل مثِّلت على مسارح القدس أول مرة عام 1935 وهي تحض على مقاومة سلطات الإنتداب البريطاني، شارك في تمثيلها بإربد كل من جميل سماوي، جوزيف نصراوي، جوزيف عكاوي وغيرهم .
أما نادي الجليل فقد أسهم هو الآخر في رفد الحياة المسرحية حيث قدم مسرحيات عديدة قبل وبعد عام 1967 بمشاركة زيناتي قدسية، شعبان ابراهيم، حسن ناجي، خليل مصطفى وآخرون، كما تبنى كلاّ من الممثلين المعروفين محمود صايمة وحسين طبيشات في بداياتهما المبكرة.
فرقة مسرح الفن:
تأسست بقرار من وزارة الثقافة بتاريخ 6\8\1986 حيث أقامت تسعة ممهرجانات مسرحية في إربد استضفت بها أكثر من خمسين مسرحية عربية وأجنبية، وأقامت مهرجانين مسرحيين للمحترفين استضافت بهما خمس مسرحيات عربية .
شاركت بمهرجانات مسرحية عربية منها:
1- مهرجان مسرح الطفل العربي بالسويس\مصر العربية عام1988 بمسرحية الكنز وفازت بثلاث جوائز .
2- مهرجان مسرح الطفل العربي بعمان\ الأردن أعوام2002، 2003، 2006 بالمسرحيات التالية:
- مسرحية ثعلوب - مسرحية داليا - مسرحية المُنجّم
3- مهرجان مسرح الطفل العربي بسوسة\تونس بمسرحية " داليا" وفازت بثلاث جوائز.
وفي مجال تعاونها مع الجامعات الأردنية تعاونت مع كل من جامعة اليرموك والعلوم والتكنولوجيا وإربد الأهلية في استضافة مهرجانات مسرحية وندوات متخصصة .
وتعاونت مع فرقة الفوا نيس الأردنية في تقديم عروض مسرحية واستضافة عروض أخرى.
كما قدمت من انتاجها أكثر من ثلاثين نصّاً مسرحيا من تأليف أعضائها نصف هذه النصوص للأطفال.
فرقة إربد للموسيقا العربية:
في مبادرة مبكرة من (د.محمد غوانمة) أستاذ الموسيقا في جامعة اليرموك تأسست فرقة إربد للموسيقا العربية عام 1996 بمشاركة أكاديميين وهواة وطلبة من أمثال د.أيمن تيسير، د.صبحي الشرقاوي،أحمد عبندة،متعب الصقّار وغيرهم
عملت الفرقة على إعادة إحياء التراث الذي بدأه رواد الأغنية الأردنية من أمثال توفيق النمري وعبده موسى وجميل العاص والمغنية سلوى
كما أكدت حضورها على الصعيد الوطني بمشاركاتها المتصلة في مهرجان جرش ومهرجان الأزرق ومهرجان الحصاد الذي كان يقام بالتعاون بين مديرية ثقافة اربد وبلديتها .
أما على الصعيد العربي والعالمي فقد شاركت الفرقة في عديد المهرجانات التي انعقدت في تونس وفلسطين والمغرب ومصر وإيطاليا وتركيا.
وما زال د. محمد غوانمة يقود هذه الفرقة ويعمل على تطوير أدائها حيث تقدّم في كل عام برنامجا غنائيا وموسيقيا خاصا بواحدة من الدول العربية بغية التعريف بالتراث الفني والموسيقي لتلك الدولة العربية الشقيقة .
ختاماً
هذا ما وُفّقت إليه في قراءة وصفية وتاريخية مختصرة للمشهد الثقافي ومؤسساته الرائدة وبعض من رجالاته الذين أسسوا لحركة ثقافية فاعلة في مدينة أسهمت إلى حدٍّ بعيد، في رفد مسيرة الأردن الثقافية في مختلف مكوناتها الفكرية والفنية، وأمدّتها بالعديد من الرموز التي تحقق على يديها منجزاً إبداعيا شكّل رافداً من روافد نهر الثقافة العربية، وركناً أساسياً من أركان صرحها العظيم.
تاريخ شمال الأردن/// المهندس غازي الكوفحي/// رئيس بلدية اربد
العصر الحجري القديم هو أقدم المراحل الحضارية في الأردن( وفي العالم اجمع)، وامتد منذ مليون سنة حتى 1600 ق.م ففي بداية هذه الفترة شكل وادي الأردن في الشمال ( جسر بنات يعقوب، العبيدية) ممرا لعبور الإنسان من إفريقيا إلى أوروبا وآسيا. وقبل حوالي 700إلى 400 سنة عاش الإنسان في المشارع بالقرب من طبقة فحل مخلفا ادوات حجرية تعد الأقدم في الأردن. حيث عثر على قطع نادرة في المكان الذي صنعت فيه والتي تعود إلى 200-300ألف سنه مضت وتعرض الآن في متحف اربد ( السرايا) .وتعد الفترة( 3200-2000 ق. م ) إحدى الفترات الحاسمة في تاريخ الأردن الحضاري فهي فترة بناء المدن.
فقدت استدعت زيادة عدد السكان والحاجة لحماية السكان بناء المساكن وحمايتها بأسوار وأبراج، وقد بلغت مساحة المدينة التي تمثلها خربة الزيرقون إلى الشمال الشرقي من إربد حوالي ثمانين دونما وكان في أسوارها ثلاثة بوابات على الأقل. أما تل الساخنه إلى الجنوب الغربي من إربد فهو إحدى المدن التي كانت تقع بالقرب من نقاط العبور في وادي الأردن وبهذا أدت دورا حيويا في التجارة مع فلسطين إلى الغرب.
عرفت الفترة الواقعة بين 2000 إلى 1550ق.م بناء مدن تحت تأثير حضارتي مصر وبلاد ما بين النهرين. وتجسد التطور الجديد في محافظة اربد في مواقع عدة، من بيتها تل إربد، تل الفخار، طبقة فحل، تل السعيدية، تل ابو الخرز. فقد بنيت مدن هذا العصر على الهضبات وقويت أسوارها كما انتشرت بكثافة المنتجات البرونزية بالإضافة لتطوير الذي طرأ عل صناعة الفخار.
ينفرد متحف اربد ( السرايا) الذي يقع على الجزء الجنوبي من قمة تل اربد باقتنائه اهم ما عثر عليه من عمليات التنقيب التي اجريت في ساحته الداخلية ومن المعروف أن مبنى دار السرايا الذي يخفي تحت سطحه بقايا اربد القديمة من فترات مختلفة حيث تم اكتشاف جدار بني من حجارة بازلتية ويتخلله مدخل بعتبه مبلطه بحجارة بازلتية وهي احدي الأرضيات النادرة في الأردن وفلسطين من تلك الفترة .
ان محافظة اربد هي احدى اغني المحافظات بالمواقع الأثرية التي تعود إلى جميع المراحل الحضارية ويمكن للزائر لدار السرايا ان يرى مجمعا من الآثار عبر العصور التي مرت بالأردن وليستزيد يمكنه زيارة جدارا فالحديث عنها يطول.
تاريخ اربد عروس الشمال
تعد بلدية قصبة اربد ( مركز قضاء عجلون العثماني) أول بلدية أردنية تأسست في العهد العثماني وقد تأسست بموجب قرار والي سوريا احمد حمدي باشا وجرى انتخاب الشيخ محمد الحمود الخصاونه أول رئيس لبلدية قصبة اربد في 13 ذي الحجة 1300هـ ( 16 تشرين اول 1883م).
تقع مدينة اربد في الجزء الشمالي الغربي من المملكة الأردنية الهاشمية حيث تعتبر ثاني اكبر مدينة حيث عدد السكان حيث بلغ عدد السكان اربد الكبرى عام 2004م حوالي(650.000)نسمه بمعدل نمو حوالي 2.52% موزعين على أسرتشكل ما نسبته 20%من مجموع الأسر في المملكة .
وتعد مدينة إربد ثالث مدن الأردن بعد عمان والزرقاء وقد دلت الاكتشافات الأثرية في ظهر التل على أن الإنسان تواجد في مدينة إربد منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد في العصرين البرونزي والحجري حيث أطلق عليها أسم ارابيلا.
إربد المحافظة
تنفرد محافظة اربد في بالآثار التي تدل على جميع مراحل التطور الحضاري الأردني وهي ممثلة في مواقعها الأثرية ابتداء من العصر الحجري القديم والحديدي والهلنستي والروماني والبيزنطي والإسلامي ( بفتراته: العباسية و الأموية و المملوكية وانتهاء بالفترة العثمانية).وكلها عليها شواهد عمرانية وبقايا أثرية متنوعة الاستعمالات تم استخدمها حسب الفترة الزمنية التي صنعت بها.
اما اربد المدينة فقد كانت محاطة بسور ضخم بني من حجارة سوداء كبيرة وما يزال جانب منه قائما حتى الآن على الطرف الغربي للتل، وغير بعيد من ناحية الشرق كان هذا السور يبدو واضحا إلى جانب الشارع الرئيسي المار من هناك ولكن بلدية إربد هدمت تلك البقايا عام 1937 عندما قامت بتوسيع الشارع.
وبقي نقص المياه عائقا دون ازدهار المدينة حتى تغلبت عبقرية المهندسين الرومان عليه لقد جلبوا المياه في قنوات باطنية من مكان قريب من الرمثا ـ ليس إلى إربد فحسب بل إلى جدارا أيضا (أم قيس).
تقع إربد على الطرف الغربي لسهل واسع عظيم يمتاز بخصوبته في أنتاج القمح وينتشر هذا السهل بعيدا إلى الشرق حتى يتصل بالصحراء .وتتفرع عن هذه المدينة خمس طرق رئيسية إلى جميع الجهات بالإضافة إلى عدد من الدروب التي تختلف درجات وعورتها وتصل بينها وبين القرى التي تكثر في هذه المنطقة مما كان السبب باستخدام اربد طريق بين مدن بلاد الشام وما حولها في تلك الحقبات الزمنية فقد نشطة مدينة اربد في الفترة المملوكية كمحطة لقوافل التجار القادمة من سوريا والعراق وهذا كان سبب وجود فن العمران المتشابه لحد كبير مع فن العماره في سوريا وفلسطين .
اربد المدينة:
إربد والتي يسمونها الآن عروس الشمال إنها ليس عروسا إنها التاريخ الناصع للفتوحات الإسلامية.إربد الشماء التي كان لها الشرف الكبير حينما تمكن القائد العربي المسلم شرحبيل بن حسنة من فتحها.
وتعتبر إربد من أحسن وأجمل مدن شرق الأردن من حيث جودة الهواء وعذوبة الماء وخصب التربة والمناظر الخلابة وعلى تلها تقوم مباني الحكومة وعدد من المدارس وكان
يعقد فيها سوق عامرة يومي الاثنين والخميس يتوافد إليه القرويون لبيع محاصيلهم وشراء ما يحتاجونه.
اربد من الناحية الاجتماعية
كان النشاط الاجتماعي مقتصرا في الدرجة الأولى على المضافات التي كانت موجودة عند شيخ العشيرة .
والمضافة هي المكان الواسع التي يجتمع فيها الأقارب يوميا يتسامرون ويتحدثون عن شؤونهم الخاصة وما يصادفهم من مشاكل ويطرحونها أمام بعضهم البعض وكذلك يتحدثون عن المواسم الزراعية والمحاصيل. (1)
أن وجود المضافات في مدينة إربد كانت بمثابة مكانا للزائرين وفندقا ومطعما للمسافرين وعابري السبيل وكانت في ذلك الوقت حسنة من حسنات المجتمع المحلي حيث كانت تقدم المساعدات العينية والمادية للمحتاجين وعابري السبيل.
وفي عصرنا الحاضر أخذت العائلات والعشائر تتسابق إلى بناء المضافات الحديثة التي أصبحت مظهرا حضاريا تستعمل للأفراح والأتراح لتؤكد للجميع أن المضافات هي أنسب الأماكن التي تعقد فيها الاجتماعات.
زي المرأة
يتكون زي المرأة من ثوب طويل اسود فضفاض يغطي كل قوامها يدعى الشرش أو
المد رقة ويصنع من القماش الأسود ويطرز بوحدات مزخرفة رائعة تعرف بالرقمة و الخرمة ويكون التطريز على الصدر والجوانب والأطراف
عشائر اربد وعائلاتها:
اشتهرت اربد بخرزاتها السبعة كما أطلق عليها وهي أشهر عشائر اربد وهم:
(عشيرة التلول, عشيرة الخريسات, عشيرة الحجازي , عشيرة الشرايري, عشيرة الدلقموني, عشيرة الرشيدات,عشيرة العبندات)
إربد الخرزات
اشتهرت باسم شعبي عرف إربد الخرزات ويقصد هنا بالخرزات ومفردها خرزة الحجر الأسود الذي يوضع على فوهة البئر لجمع المياه,والذي يتكون من حجر دائري الشكل من الحجر البازلتي تتوسطه فتحة يدخل من خلالها دلو الماء إلى أعماق البئر، كان لكل عشيرة من عشائر إربد القديمة بئر خاص فيها.
مخاتير مدينة اربد السابقين:
كانت المخترة في مدينة اربد مشيخة والمختار هو الحاكم الأهلي لحل القضايا التي تحدث بين المواطنين وهو الساعد الأيمن للدوائر الحكومية في تنفيذ ما يطلب منه هذا بالإضافة إلى
أن المختار هو المبلغ عن ولادة الأطفال وتسجيلهم بسجلات الصحة سابقا وكذلك يبلغ عن الوفيات أما اليوم فأنهم مسجلون في دائرة الأحوال المدنية ومن هؤلاء المخاتير:
(خليل بن إبراهيم الدلقموني , احمد اليوسف التل , عنيزان الشرايري , مفلح عبنده , هزاع الظاهر حتاملة وغيرهم ..
حفلات الأعراس في مدينة اربد قديما
حفلات الفرح ( الأعراس ) في مدينة اربد كان لها طابع خاص تقليدي مميز توارثه الأجيال جيل بعد جيل حتى أصبح هذه الأيام منسيا ولا يعمل فيه إلا نادرا وفي قرى محددة.
في مدينة اربد القديمة وفي ساحة واسعة تسمى (ساحة الأفراح) مكانها الآن سوق الخضار المفرق غرب الجامع الكبير كان يجتمع أهالي اربد جميعهم رجالا ونساء التي تقام فيها الدبكات وأهازيج الرجال يدبكون والنساء يدبكن ويزغردن ويغنين أغاني شعبية لمدة أسبوع أو أكثر وفي نهاية الفرح يذهب شيوخ العشائر وأهالي العريس لإحضار العروس فإذا كانت العروس من اربد تحضر بواسطة الفرس وإذا كانت من خارج اربد تذهب الفاردة على الجمال والخيل إلى بلد العروس وتستقبل الفاردة أهل العروس الذين يرحبون بهم ثم يتقدم كبير الجاهة إلى أهل العروس للسماح لهم باصطحاب عروسهم بعد أن يدفعوا بدل ذبيحة الشباب وعباءة الخال أو يسمحوا بهما ثم تركب العروس على جمل يسمى الهودج المزدان بالقماش الملون بالسجاد.
تقوم النساء بالطبخ ومرس الجميد ( المليحية) وقسم من الرجال يحضر الحطب تحت القدور وبعد ذلك يصب الأكل في القدور وتوزع على المدعوين في المضافات.
وبعد الانتهاء من الغداء يقوم أقارب وأصدقاء العريس بالنقوط حيث توضع محرمة في وسط الغرفة ثم يقوم أحد الأشخاص باستلام النقود ويسلمها للعريس. (2)
شواهد على تاريخ اربد
تل إربد
هو احد تلك التلال الذي بدأ تطوره الحضاري منذ عصر نشوء المدن 3200-2000ق م امتد بدون انقطاع حتى القرن السابع واستمر في الموقع الحديث لمدينة اربد، غطت طبقات التل الحديثة أسوار المدينة القديمة التي بنيت من كتل بازلتية ضخمه ما زالت اجزاء منها ظاهره حتى اليوم والتي يسمونها أهل اربد بالحجارة الاربدية. وعندما بنيت دار السرايا على قمة التل نقلت الحجارة من أمكنة قريبة، كالحجر الذي يحمل نقشا يونانيا، ويعلو التل مدرسة كامل الصباح الثانوية وفي أسفله سوق شعبي.
ينهض تل إربد في وسط مدينة اربد القديمة شاهدا على تاريخها العميق بارتفاع ستين مترا عن سطح المدينة و640 مترا عن سطح البحر ويعد من أكبر التلال الأثرية القديمة في المنطقة إذ تبلغ مساحته(200) دونم وقد قامت عليه مدينة إربد القديمة وتدل معالمه الأثرية
على انه كان مأهولا بالسكان في العصور القديمة كالعصر الحديدي والبرونزي والعصر اليوناني والروماني والإسلامي.
ولا يزال في جوفه بقايا مدينة إربد القديمة المدفونة التي لم تكتشف بعد بسبب قيام المنشات الحكومية فوقه والعمارات الحديثة على جانبيه , والتي حالت دون قيام أعمال الحفر والتنقيب الأثرية ومن المعالم العمرانية القائمة علية اليوم (سرايا إربد)العثمانية (المدرسة الرشيدية) التي تعرف اليوم باسم مدرسة (حسن كامل الصباح), ومدرسة (وصفي التل الصناعية) , ومدرسة (إربد الثانوية), ومديرية شرطة محافظة إربد.
سور إربد القديم
توجد اليوم بقايا من سور إربد القديم الذي كان يحيط بمدينة إربد القديمة التي كانت قائمة على ظهر التل الذي يرتفع نحو ستين مترا , وهو يتألف من حجارة بركانية وجيرية ضخمة غير مشذبة.
وقد تعرض هذا السور أكثر من مرة بفعل الكوارث الطبيعية مثل الزلازل واستخدام الناس لحجارته في بناء مساكنهم.
ويمكن مشاهدة الجزء المتبقي من هذا السور في الجهة الشمالية الغربية من التل , وعلى بضعة أمتار من مدرسة إربد الثانوية للبنين من الجهة الغربية منها.
مسجد اربد الكبير
عرف المسجد الكبير في الفترة ما بين ( 1900- 1926) باسم( جامع الست سكينة ) ,وكان هذا المسجد والمسجد الغربي المملوكي هما المسجدان الوحيدان في اربد اللذان عرفا آنذاك.
ولقد كان الغرض من بناء المسجد هو استيعاب عدد اكبر من المصلين نظرا لضيق المسجد الغربي الوحيد آنذاك , كما أن وجود المسجد في هذا الموقع , ساعد مع مرور الوقت على حدوث زيادة تدريجية في الوجود السكاني, والاستقرار في الأنشطة التجارية المحيطة به. وتشير المعلومات الشفوية إلى أن المسجد الكبير قد عرف نظام الحلق الثقافية في فترة لاحقة من التوسعات للمسجد, وتبين تلك المعلومات أن أقدم إمام للمسجد الكبير هو الشيخ سليمان الهياجنة الذي كان مهتما بعقد مثل تلك الحلق في مسجده, إضافة إلى اهتمامه بعملية التدريس, فيما يشبه المعهد الشرعي الأهلي, والذي قيل أن هذا الشيخ بنفسه قد اهتم بإيجاده وبناءه على مقربة من المسجد, وقد كانت تدرس فيه العلوم الشرعية والفقهية واللغوية التي تجاوزت مرحلة الكتاتيب. و استمر هذا الشيخ في العمل إماما من عام 1936 إلى العام 1964م.
وقد ذكر أن في المسجد مصطبة كانت تستعمل في الماضي من قبل الأمير عبدا لله ورجالات الدولة آنذاك وذلك في حالة رغبة الأمير بالحضور إلى اربد للمشاركة في بعض الاحتفالات الدينية, وهذا فيه إشارة إلى أن المسجد كان من الأمكنة القليلة الهامة التي يمكن أن ترتاد في حالة الزيارات الرسمية لاربد.
الجامع الغربي (المملوكي)
يعد من أقدم المساجد الإسلامية في مدينة إربد حيث يقع في وسط المدينة القديمة ولا يبعد عن مسجد إربد الكبير أكثر من ثلاثمائة متر باتجاه الجهة الشمالية الغربية ويرجع تاريخ بنائه إلى العصر المملوكي لان مخططه ومئذنته تشبهان نمط المساجد المملوكية في منطقة شمالي الأردن .
ويعرف اليوم باسم (المسجد الغربي)وتحيط به المساكن من جهاته الثلاث باستثناء الجهة الشرقية التي يحاذيها شارع معبد .
ويتكون المسجد من بيت للصلاة ,ومئذنة, وثلاث مجنبات غربية وجنوبية وشرقية لم يبق منها سوى جزء بسيط أدخلت عليه بعض التجديدات والزيادات في جسم بيت الساحة التي كانت تزود المسجد بالمياه المتجمعة في جهته الشمالية وقد أبطل هذا البئر حديثا كما اقتطعت أجزاء من ساحة المسجد في مراحل مختلفة فلم يبق منها إلا أمتار قليلة.
كنيسة الروم الارثودكس
يعود تاريخ كنيسة الروم الأرثوذكس إلى قرابة 1870م المنطقة بنفقة بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسة " القدس " بمعاونة أبناء الطائفة الذين لم يتجاوزا آن ذاك بضع مئات . كان تجمعهم في اربد نتيجة هجراتهم لانتشار الأمن في المنطقة . كانت الهجرات من بصرا وحوران في 1795م وهجرات من عكة وصيدا في 1804م، وكان سبب هجرات الحرفيين والتجار المسيحيين احتجاجا على الضرائب.
بنيت الكنيسة في تل اربد لتمركز الحياة فيها في تلك الفترة . مر بناء الكنيسة في ثلاث مراحل ؛ الأولى تتمثل في إنشاء الكنيسة في 1870م ببناء تقليدي وكان الكهنة اليونان مسؤولين في تلك الفترة عن الكنيسة، تتمثل المرحلة الثانية في هدم الكنيسة واعادة بنائها الذي اكتمل في 1954م بسبب زلزال ضرب المدينة، المرحلة النهاية كانت عام 1970 الى 1972م إذ تم إضافة صحن للكنيسة في الطابق الثاني بالإضافة الى درجتين يؤديان لها وترميم الدرج الموجود في شمال الكنيسة .
تمثل هذه الكنيسة نقطة عبادة مهمة للطائفة المسيحية في اربد، ويوجد بمحاذاة سورها مسجد دلالة على التسامح الديني في المنطقة .
سوق الصاغة القديم
يعود تاريخه إلى بداية القرن العشرين , وكانت ساحته مبلطة بالحجر الأسود البركاني وعرف سابقا باسم سوق الفحم , ثم تحول إلى سوق الصياغة , وقد هدمت المنازل القديمة المحيطة به وتحولت إلى أبنية حديثة , كما تم صب ساحته بالاسمنت وقضى على معالمه القديمة.
بيت الجودة
يقع بيت الجودة في الجهة الغربية الشمالية من مجمع فوعرا, والى الشمال من دار أبو حسن النابلسي. وقد اشتهر باسم ( حوش الجودة) ,ويعود ملكيته إلى المرحوم عبدا لله الجودة ,الذي كان يعمل في دائرة الأراضي في العهد العثماني, وقد بني هذا البيت في حدود عام 1913 م و جلب إليه الرمل عند البناء من الأودية المجاورة, والكلس من وادي الشلالة شرقي اربد. أما الحجر المشذب في واجهته فقد جلب من قرية ججين الواقعة غربي اربد.
أول الكتاتيب
مكتب الشيخ عيسى الأحمد الملكاوي 1872 عبارة عن غرفة واحدة ملاصقة للجامع الغربي وكانت أجرة المعلم عينية من الطعام أو الحطب وكان هناك إضافة إلى مكتب الشيخ محمد الخطيب ومكتب يعقوب العودة الله ومكتب عبد الرزاق القواسمة ومكتب الشيخ محمد عويدات.
بقيت المدارس غير معروفة حتى عام 1900 التي تم فيها أنشاء أول مدرسة وسميت بالمدرسة الرشيدية تضم 6 صفوف ثم تطورت هذه المدرسة وأصبحت تضم 11 صفا وبدأت تخرج الأفواج بشهادة تعادل شهادة الثانوية العامة حتى عام 1943 حيث قامت الدولة ببناء مدرسة اربد الثانوية للذكور وانتقل إليها الطلاب وأصبحت المدرسة الرشيدية تسمى بمدرسة بنات اربد الثانوية والتي تعرف اليوم باسم مدرسة حسـن كامل الصباح.
المكتبات
أول مكتبة عرفت في اربد هي مكتبة رضا الغنام وفالح السليم وتعتبر من أقدم مكتبات مدينة اربد وهي المكتبة الوحيدة التي كانت تزود الطلاب بالكتب المدرسية والدفاتر والأقلام والطباشير وكل ما تحتاجه المدارس.
المستشفيات
كان أهالي مدينة إربد يتعالجون بالأعشاب أو بالكي على بطن المريض أو على ظهره بواسطة الفتلة وهي طريقة تقليدية قديمة وكان في مدينة إربد طبيبان يعالجان المرضى سوريا الأصل هما محمد الحناوي وأحمد محايري.
كما كانت السيدة سعدة الجيزاوي (أم علي) إلى جانب سيدات جليلات أخريات ممن ساهمن في تقديم الخدمات لنساء مدينة إربد فقد كانت أم علي الداية الولادة الوحيدة التي تولد النساء حيث لم يكن في ذلك الوقت ممرضات قانونيات ولا مستشفيات للولادة وكذلك كان للسيدة عيشة قيزان دور في معالجة سكان إربد في موسم قطاف الصبر حينما تدخل شوكة صبر في عين أحد الأشخاص يستعين بها لتخرج الشوكة من العين بواسطة لسانها.
أقدم مستشفى في إربد
أنشى أول مستشفى في مدينة إربد في بيت سليم النصراوي الواقع على ظهر التل بجانب
كنيسة الروم الأرثدوكس وكان يتكون هذا المبنى من طابقين كل طابق يحتوي على أربع غرف وكان عدد الاسرة سبعة فقط وطبيبان وممرض وممرضة
أقدم صيدلية
في إربد افتتحها الدكتور عمر فائق الشلبي حيث كانت تصرف الوصفة بطريقة تقليدية تتم بحل المساحيق بالماء المقطر للشرب أو بوضعها في كبسولات معقمة
بلدية اربد
تعد بلدية اربد أول بلدية تشكلت في شرقي الأردن أيام العهد العثماني إذ يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1301هـ/1883م وكان موقعها في الحارة الفوقا- ملك الحاج المغربي على طريق القلعة وبئر قاسم حجازي- وقد تألف المجلس البلدي منذ بداية تأسيسه من رئيس وثلاثة أعضاء وكاتب .
وكانت طريقة انتخاب الرئيس وأعضاء المجلس البلدي تتم عبر طريقة انتخاب مجلس إدارة القضاء وكانت مدة العضوية سنتان ويجري تغيير نصفهم , ولا يصرف إلى رئيس البلدية والأعضاء أية رواتب وكان المجلس البلدي يعقد اجتماعين في الأسبوع , برئاسة رئيس المجلس أو نائبة .
ويلاحظ إن غالبية رؤساء بلدية اربد في العهد العثماني من أبناء المدينة باستثناء ثلاثة اثنان من الشام .
دار السرايا
يقع على قمة تل اربد الأثري من الناحية الجنوبية وهو أقدم واكبر مبنى تراثي وعلى ما يبدو أن المبنى أقيم على أنقاض قلعة كبيرة يصفها الرحالة شوما خر عام 1890 حيث ذكر وجود قلعة ودار السرايا.
والسرايا وهي حديثة البناء وان القلعة قد بنيت من قبل سنان باشا وهي آيلة للسقوط ويبدو أن السرايا قد بنيت بعد عام 1851 عندما قررت الحكومة العثمانية إحداث وحدة إدارية باسم سنجق ( قضاء) حيث جعلت مدينة اربد مركز هذا القضاء الممتد من نهر اليرموك شمالا والزرقاء جنوبا وقد اوجد الاختلاف ما بين ما ذكر بالمصادر حول مدينة اربد والمخلفات المعمارية الموجودة على تلها لبسا في تحديد تاريخ المبنى .
خاصة انه متعدد الأجزاء في طريقة بناءه إلا أن وجود نقش في أعلى المدخل الرئيسي الجنوبي للمبنى يحوي كتابة بالعربية وتاريخ أسفلها يدل على تاريخ هذه الواجهة بوضعها الحالي وهو عام 1304 ه ( 1886م) حيث يعود النقش لعهد عبد الحميد الثاني وفوقه شعار الدولة العثمانية استخدم المبنى في فترة إمارة شرق إداريا للحكم.
حيث كان يسمى بدار الحكومة وكان يضم مختلف الدوائر الرسمية المتعلقة بالحياة العامة ثم أصبح مركزا للشرطة والدرك وسجنا وقد بقي المبنى سجنا حتى عام 1994م حيث قامت دائرة الآثار العامة باستملاكه بغرض ترميمه وتحويله إلى متحف، ليس للمبنى طراز معماري محدد ولا يرجع إلى فترة بناء واحدة وهذا واضح من خلال الاختلافات المعمارية له.
متحف عرار ( بيت عرار الثقافي)
بني هذا البيت - المتحف الحالي- السيد صالح المصطفى التل والد ( عرار) في الجهة الجنوبية من تل اربد في حدود عام 1890 م وعلى مراحل , حيث أكمل البناء في حدود عام 1905 م, وأصبح يتألف من خمس غرف وديوانيتين وساحة سماوية تتسع لثلاثمائة شخص تقريبا وأرضيتها مرصوفة بالحجر الأبيض والأسود .
يعتبر بيت عرار من أهم البيوت التي بنيت في منطقة " ظهر التل"في اربد. كما يشكل هذا البيت مع مبنى السرايا الواقعان على امتداد الشارع خلف البلدية رمزا ثقافيا للمدينة ولتراثها. استخدم البيت لفترة طويلة كمسكن خاص لعائلة التل ثم تناوب على استخدامه مجموعة من الأشخاص و باستخدامات متنوعة كمركز صحي"عيادة" أو كمدرسة أو سكن لضابط إنجليزي"سمرست". حتى تم إعادة استخدامه كمسكن لنفس العائلة"آل التل" و ذلك منذ الأربعينات . لقد شهد البيت عدة أحداث مهمة أهمها الأحداث التي ارتبطت بالشاعر عرار كما قامت حديثا عائلة التل بوهب البيت لمدينة اربد ليستخدم كمعرض عن الشاعر وأعماله .
بيت النابلسي
يقع بيت النابلسي في منطقة وسط البلد في اربد، مقابل موقف باصات فوعرا. بني هذا البيت في بداية النصف الأول للقرن العشرين، و تعود ملكيته إلى عائلة النابلسي والتي تعد إحدى أهم عائلات اربد - من أصول شامية- والتي عمل أفرادها بالتجارة.
يتميز هذا البيت بشكله، ونمط بنائه، والعناية الملفتة بالنسب والتفاصيل المعمارية. بالإضافة إلى ارتباط هذا البيت بأحداث مهمة، وأشخاص كان لوجودهم تأثير على تاريخ المنطقة والحياة الاجتماعية فيها.
خان حدو
كان هذا الخان يقع في وسط المدينة بين سوق الصياغة القديم وشارع الفرولتية المقابل لبلدية اربد الحالي , وكان يتألف من عدة غرف مبنية من اللبن وعلى شكل عقود وله ساحة سماوية تحتوي على مشارب للمياه ومرابط للخيول.
وكان ملتقى للمواطنين القادمين من مناطق اربد المختلفة بقصد التجارة وقضاء حوائجهم حيث كانوا يودعون دوابهم وخيولهم في الخان مقابل مبلغ من المال , وكان صلة الوصل ما بين البلدة والمناطق المجاورة ومع تطور الحياة وحلول السيارات محل الدواب انتهى عمل الخان فتحول إلى متجر لبيع الفراء حتى هدم بشكل كامل عام 2003م .
سوق البخارية
وهو من أقدم أسواق اربد الذي كان في الماضي قلب اربد النابض , وقد تعرض للهدم حديثا عام 2003م , وأقيم على انقاضة بناء حديث تابع لوزارة الأوقاف .
البلدية القديمة
تقع البلدية القديمة إلي جوار البلدية الجديدة في منطقة التل او (الحارة الفوقه).
يتكون المبنى من جزئين جزء كان المحكمة وهو الجزء الأقدم من البناء ويعود للقرن التاسع عشر وجزء كان منزل المحتسب ويعود هدا الجزء للخمسينيات من القرن الماضي 1950..
المبنى حاليا يعد جزء من أملاك الأوقاف ويستخدم كمخزن للسموم و مشتقات البترول و هو بحاجة للكثير من الإصلاح..
محكمة اربد القديمة
مع توسع أهمية مدينة اربد في القرن العشرين, برزت اربد كمركز قضائي لولاية الشمال في شرقي الأردن. و تعتبر محكمة اربد واحدة من أبرز المؤسسات الإدارية في المدينة و أكثرها احتراما تقع المحكمة بين البيوت و هي قريبة من ظهر التل.
أهمية هذا المبنى غير محصورة بالقيم الجمالية و المعمارية أو لارتباطها بالنظام القضائي في الأردن , فقد كان الملك عبد الله الأول يستخدم هذا البناء في عدة مناسبات ليحيي سكان المدينة من شرفات المحكمة
بيت جمعة
يقع في الجهة الجنوبية للتل في الجهة المقابلة للمحكمة القديمة (مدرسة النهضة الحالية). تم بنائه سنة 1930م ويعود لعائلة جمعة السورية الأصل. يحده من الشمال شارع الهاشمي ومن الغرب عمارة حديثة تقريبا ويفصله عنها شارع فرعي يتجه إلى سوق الذهب، أما من الجنوب عمارة قديمة أيضا، ومن الشرق مخازن ملك الأوقاف.
يتميز هذا البناء انه من أول المباني ذات الثلاث طوابق . الطابق الأرضي عبارة عن مخازن تجارية (عطارة وبائع مشروبات) أما الطوابق العلوية فقد تغيرت وظائفهما حسب طبيعة استخدام البناء.
في البداية استخدم كفندق (فندق غازي) كان يرتاده الفلاحين عند الانتهاء من عملهم في الخانة, ثم استخدم كغرفة للتجارة حتى عام 1955.ولاحقا سكن لعائلة جمعة . وكان هناك اتفاق بين الأوقاف و جمعة لبناء المخازن المجاورة مقابل الأرض القائمة عليها. أما الآن فقد استملكت البلدية المبنى وتم عمل دراسة لترميمه ليعاد استخدامه كفندق مره أخرى.
مدرسة حسن كامل الصباح
تم تأسيسها سنة 1958 كجزء من النظام التعليمي في اربد. تحتل المدرسة أهمية تاريخية و تعليمية في نفس الوقت و يعود ذلك الي عدة أسباب، أبرزها أنها من أوائل المدارس التي أنشئت في الأردن، و أيضا موقعها المهم ضمن منطقة التل التاريخية والتي تحتوي على عدة مباني مهمة مثل بيت السرايا, بيت المحا يري, مدرسة وصفي التل و مباني أخرى ذات قيمة تاريخية و اجتماعية أيضا.
خلال السنوات الماضية و حتى ألان ما زالت المدرسة تلد أفواجا فعالة و أجيالا بناءة التي كانت لها بصمتها الواضحة في تاريخ الأردن الحديث مثل الشاعر و المفكر وصفي التل. مما يعطيها أهمية عالية ليس فقط من ناحية تاريخية بل تعليمية مستمرة.
بيت الشرايري
يقع البيت على الجهة الشرقية من دخلة ترابية تصل إلى شارع البلدية من جهة الجنوب و تتصل بدرج لتصل إلى شارع عرار من الجهة الشمالية.
اللواء علي خلقي الشرايري (1867-1960م) ولد في اربد ودرس فيها وأكمل دراسته في دمشق وتخرج منها عام 1892م وسافر إلى الأستانة عام 1895م وانضم إلى الجيش العثماني وتدرج في سلك العسكرية حتى وصل إلى رتبة لواء في الجيش التركي وتزوج من ابنه الفريق شكري باشا القائد العام للجيش التركي وقد كان لمشاركته في الثورة العربية الكبرى أثر واضح كما كان الوزير الأردني الوحيد في الحكومة الأردنية الأولى. وقد استقبل علي خلقي الأمير عبد الله واللواء تشرتشل وبعض الزعامات الشمالية في منزله هذا وذلك في(10) نيسان(1921م) كما يذكر هو في مذكراته .
كما شهد هذا المنزل العديد من اللقاءات الوطنية والعربية على مستوى القيادات والزعامات وذلك بغرض التباحث في الأوضاع السياسية في ذلك الحين ومن أهم الشخصيات التي زارت المبنى : الأمير عبدالله بن الحسين وعز الدين القسام وياسر العظمة وغيرهم من أحرار العرب وقادتهم .أما الشخصيات الدولية التي زارت البيت فنذكر منها : تشرتشل ولورنس العرب . وقد بقي هذا المنزل مسكوناً من قبل عائلة علي خلقي الشرايري أبنائه حتى عام 1985م.
بيت الجودة:
يقع بيت الجودة في الجهة الغربية الشمالية من مجمع فوعرا, والى الشمال من دار أبو حسن النابلسي. وقد اشتهر باسم ( حوش الجودة) ,ويعود ملكيته إلى المرحوم عبدا لله الجودة ,الذي كان يعمل في دائرة الأراضي في العهد العثماني, وقد بني هذا البيت في حدود عام 1913 م و جلب إليه الرمل عند البناء من الأودية المجاورة, والكلس من وادي الشلالة شرقي اربد.. وقد كان هذا المبنى بمثابة دار للحكومة, وحيث سكنه غالبية الحكام الإداريين والعسكريين وضيوف المقاطعة من الرجالات الرسمية. ويذكر ان جلالة الملك عبد الله بن الحسين رحمه الله وراضي عناب وحابس ألمجالي وغيرهم قد أقاموا في هذا البيت لفترات محدودة
بيت أبو رجيع وسعيد جمعة:
بني هذان البيتان المتجاوران في حدود عام 1920م على نمط الطراز الشامي, ويقعان شرق مبنى بلدية اربد الحالي. حيث يشغلهما الآن العديد من المكاتب والمقاهي والمحلات التجارية, وعمارة سعيد جمعة تشغلها اليوم مدرسة النهضة الاهلية,وكانت هذه العمارة في السابق تشغلها محكمة في حدود عام 1965م, ومن شرفتها المطلة على شارع الهاشمي كثيرا ما وقف الأمير عبدا لله بن الحسين وحفيده الملك حسين بن طلال ( رحمهما الله ) يلقيان خطاباتهما على أهالي اربد المتجمهرين أسفل الشرفة .
مدرسة وصفي التل الثانوية الشاملة(الصناعية)
تقوم هذه المدرسة اليوم فوق ظهر تل إربد على مساحة تقدر بحوالي 25 دونما, وتتكون من مبنى ضخم يتألف من عدة طوابق ,وقد أفتتح جلالة الملك المغفور له الملك الحسين بن طلال هذه المدرسة سنة 1963 وقد بدأت باستقبال الطلبة منذ عام 1959, وتم استيراد الآلات والتجهيزات من ألمانيا بإشراف الخبراء والفنيين الألمان الذين قاموا بتركيب الآلات وتشغيلها ودربوا مهندسين وفنيين أردنيين في ألمانيا آنذاك .
بيت المحايري
من اجمل البيوت في فن العمارة والذي يتزامن بناؤه مع بيت النابلسي وجمعة وغيرها من البيوت ولا تتوفر لدينا معلومات عن هذا البيت الجميل لانه تم إزالته تماما من قبل صاحب الملك ولكن بقي منه صور قبل هدمه تروي قصته.
الكورة- تبنه
يعتبر المسجد الزيداني في بلدة تبنة في لواء الكورة من أهم المعالم الإسلامية التاريخية في شمال الأردن.المسجد المربع الشكل بناه أحمد ظاهر الزيداني عام 1770 عندما اتخذ من البلدة مركزا لحكمه الذي شمل جنوب سوريا وشمال فلسطين وشمال الأردن.وكان يهدف من ذلك إلى جعله مكانا للعبادة، بالإضافة إلى أن يكون مدرسة "كتاتيب" لتعليم الأطفال وتحفيظ القرآن الكريم أيضا.
هذا ليس كل ما لدينا عن مواقع التراث في منطقة اربد الكبرى بل هناك بيوت تحكي تاريخ القرى المحيطة بإربد المدينة وهي كثبره ولكنها مهدده بالزوال وسيزول معها تاريخ عريق وقصص تحكي عن تاريخ جزء مهم من شمال المملكة.
واهم ما نستنتجه من كل ما ذكر أن منطقة الشمال منطقة تاريخية وسياحية من الطراز الأول ويجب ان تكون محط اهتمام الجميع، لما يمكن تقدمه من دعم لاقتصاد المملكة اذما رويج لها سياحيا وعمل على تطوير طرقاتها وترميم مبانيها التراثية فالو زرتم قرى اربد لفوجئتم بما سترونه من مباني جميله وأثار تحكي تاريخ المنطقة.ناهيك عن المناظر الخلابة والربيع الأخضر الجميل الذي يتميز فيه شمال الأردن.
منطقة تل اربد منطقة غنية بالآثار( المطمورة بفعل العمران والإهمال) وما تحكيه هذه المنطقة عن جزء مهم من تاريخ الوطن.