اليوم .. الذكرى الرابعة للتفجيرات "المشؤومة" لفنادق في عمان ..
08-11-2009 10:52 PM
عمون - "الأربعاء الأسود" .. هو الأربعاء الموافق 9 نوفمبر 2005 حيث وقعت ثلاث عمليات تفجير إرهابية باستخدام أحزمة ناسفة،[1] استهدفت ثلاث فنادق تقع في وسط العاصمة الأردنية عمان.
حيث وقع أولها في تمام الساعة التاسعة و النصف في التوقيت المحلي لمدينة عمان في مدخل فندق الراديسون ساس، ثم ضرب الثاني فندق حياة عمان ثم بعدها بدقائق تم إستهداف فندق دايز إن. وصل التقدير المبدئي للقتلى إلى ما يوازي 57 قتيل و ما ينوف على 115 جريح. كان السبب الرئيسي لارتفاع عدد القتلى هو حدوث تفجير فندق الراديسون أثناء حفلة زفاف. تبنى تنظيم القاعدة مسؤولية التفجيرات.
المنفذون..
في إعلان على شبكة الإنترنت نشر في اليوم التالي للتفجيرات منسوب لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين(العراق)، تحمل مسؤولية الهجمات. كما نشر الإعلان أسماء المنفذين:أبو خبيب وأبو معاذ وأبو عميرة وأم عميرة، وكلهم عراقيون.
وكان أفراد من الحكومة الأردنية بدأوا في توجيه أصابع الإتهام للجماعات الإسلامية المسلحة والذي يعد أبو مصعب الزرقاوي الأردني الجنسية أحد أبرز مسؤوليها، وذلك قبل نشر القاعدة لإعلانها. وقال ديفيد كلاريدج من مجموعة جانوسيان لادارة المخاطر الامنية ومقرها لندن ولها مكتب في الأردن "يثور شك قوي في علاقة ذلك بالعراق ، من المحتمل جدا أن يكون الزرقاوي."
واضاف كلاريدج ان الأردن اعلن عزمه إرسال سفير إلى العراق. وتستهدف القاعدة الدبلوماسيين الاجانب في العراق وتسعى لمنع الدول العربية من إرسال مبعوثين.
الضحايا..
تم الإعلان في البدء عن وفاة 67 شخصا وإصابة ما يزيد عن 300 شخص، وتم تعديل الأرقام لاحقا لتصبح 57 قتيلا و115 جريح، ولم يتم توضيح سبب التعديلات. وضرب أكبر هذه التفجيرات حفل زفاف في فندق الراديسون ساس فيه حوالي 300 مدعو. وبالرغم من نجاة كل من العروسين، إلا أن كلا الأبوين بالإضافة إلى والدة العروس لاحقا و 11 قريبا قتلوا. كما توفي المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد الذي كان في مدخل فندق حياة عمان بعد إصابته في التفجيرات بيومين، كما قتلت إبنته ريما أثناء التفجيرات أيضا.
كما قتل 19 امريكي و 8 عراقين و 6 اجانب و جرح و قتل كويتي و جرح 14 كويتي و 5 قتلى سعوديون و 30 جريح.
الزرقاوي يعلن مسؤوليته ..
وقال ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في شريط صوتي على موقع على الانترنت يوم الجمعة ان جماعته لم تكن تستهدف حفلات زفاف المسلمين في هجمات تفجير قاتلة شنتها في الاردن في الآونة الاخيرة.
وفي التسجيل الصوتي الموضوع على موقع اسلامي على الانترنت تستخدمه جماعات المسلحين في العراق المنسوب الى الزرقاوي حذر المتحدث الاردنيين من مزيد من الهجمات وهدد باحتمال محاولة اغتيال شخصيات اردنية بارزة .
وكانت التفجيرات الانتحارية الثلاث قد اوقعت 54 قتيلا معظمهم كانوا يحضرون حفلات عرس في فنادق عمان. وفجر الهجوم موجة غضب في الاردن حيث كانت انشطة الزرقاوي الاردني .
ودافع المتحدث في التسجيل الصوتي عن التفجيرات الانتحارية التي تعرضت لها ثلاثة فنادق في العاصمة الاردنية قائلا ان "معلومات زودتنا بها مصادرنا الموثوقة من داخل هذه الفنادق وخارجها" افادت بان هذه الفنادق باتت مقرات لاجهزة".
وقال "واما من قتل المسلمين في هذه العملية فنسأل الله ان يرحمهم ويغفر لهم فوالله لم يكن هم المستهدفون ... حتى وان كانوا اصحاب فسق وفجور." .. وبدا الصوت كصوت الزرقاوي .
وقال مسؤول امريكي في واشنطن ان "وكالة المخابرات المركزية على علم بالتسجيل الصوتي ونحن نفحصه." مضيفا ان الزرقاوي يخشى من رد الفعل العربي الغاضب على الهجمات الاخيرة.
واظهر استطلاع نشر في الاردن انذاك ان ثلثي الاردنيين غيروا رايهم في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين سلبا.
وقال مسؤول مكافحة ارهاب امريكي لرويترز "ما نراه هو انه (الزرقاوي) يسعى جاهدا لمحاولة تبرير اختيار الاهداف فيما يرجع جزئيا الى الانتقادات في العالم الاسلامي."
واعلن تنظم القاعدة في بلاد الرافدين بالفعل مسؤوليته عن الهجمات وذكر اسماء اربعة عراقيين منهم امرأة. ولم تفلح المرأة في تفجير حزامها الناسف واعترفت على شاشات التلفزيون الاردني بانها حاولت الانتحار .
وقال المتحدث "اننا ما اقدمنا لاختيار هذه الفنادق الا بعد ان ترجح لدينا من خلال التحري والاستطلاع المتأني بهذه الفنادق لمدة تزيد عن الشهرين ومن خلال المعلومات التي زودتنا بها مصادرنا الموثوقة من داخل هذه الفنادق ومن خارجها تفيد بان هذه الفنادق باتت مقرا لاجهزة المخابرات اليهودية والامريكية والعراقية."
وفي اشارة الى احتمال شن مزيد من الهجمات حذر المتحدث المواطنين الاردنيين كي يبتعدوا عن الفنادق والمنشات العسكرية وسفارات الدول التي شاركت في غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة في مارس 2003 .
وقال "وننبه اخواننا المسلمين في الاردن الى ان يبتعدوا وينأوا بانفسهم عن التواجد في اماكن حفاظا على ارواحهم وانفسهم ..
واكد الزرقاوي ان القتلى قضوا "بسبب سقوط قسم من السقف الثانوي" وطالب الحكومة بالكشف عن "حقيقة الخسائر في صفوف اليهود والصليبيين" وببث شريط تسجيل كاميرات المراقبة في الفنادق.
وعرضت السلطات الاردنية وقتذاك على شاشة التلفزيون الحكومي اعترافات امرأة عراقية اوضحت كيف فشلت في تفجير نفسها بعد ان نجح زوجها في تفجير الشحنة الناسفة التي يحملها.
والرزقاوي محكوم بالاعدام في الاردن غيابيا بعد ان ادين بتدبير مقتل دبلوماسي اميركي في عمان في 2002. ووجه الزرقاوي تهديدات مرات عدة الى الاردن وخصوصا بعد غزو العراق متهما المملكة بانها اصبحت "تابعا" للولايات المتحدة.
وهو من ابرز المطلوبين في العراق وقد رصدت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي الى اعتقاله. وكانت مجموعته تبنت غالبية العمليات المروعة في العراق بما فيها ذبح رهائن اجانب وعراقيين.. وقد تم قتله بعد ذلك في عملية نوعية نالت فخر المجتمع الاردني .
عمون تواسي اسر الضحايا في الذكرى المشؤومة وتدعو للاردن ملكا وشعبا بالسلامة من كل سوء .