عام تلو العام ويأتي الحادي والثلاثين من آب حاملا معه ذكرى ميلاد جلالة الملكة رانيا العبد الله،فيكون هذا اليوم مميزا بمقدار التفاني والعطاء الرائد الذي قدمته جلالتها للأردن في مختلف الميادين والمجالات التربوية والتعليمية والإنسانية في الأردن الذي يد شّن كل يوم لبنة جديدة في مسيرة البناء والنماء انطلاقا من رؤى سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني.

إن الجهود التي بذلتها وقادتها جلالة الملكة والتي استهدفت فيها تلبية الاحتياجات الإنسانية المختلفة قد شكلت أنموذجا يقتدى به في مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة بشقيها الحكومي والخاص ، مما أضاف إشارات ايجابية واضاءات لافتة فوق ارض المملكة وخارجها ، وأحدثت " الديناميكية " التي أظهرتها جلالتها في الجانب الإنساني من عملها الكبير فروقا نوعية في حياة وآفاق العديد من الأسر والهيئات التي تتبنى أعمالا وأنشطة ذات تأثير ايجابي على صعيد العمل الإنساني المستدام والتنمية الشاملة.

عربيا وإقليميا ودوليا،كان لجلالة الملكة رانيا أسبقية حققتها كأول سيدة أردنية عكست واقع الصورة الحقيقية للمرأة العربية عامة والمسلمة خاصة في العالم،كما أنها تمكنت من إدخال وتوضيح مفهوم حماية الأطفال من الإساءة وتصدت لهذه الظاهرة ووصلت إلى الأسر في مناطق الأردن كافة لتوعيتهم بمخاطر وسلبيات هذه الصورة السيئة التي تقتل الإبداع وتعيق النمو ، بالإضافة إلى إنشاء جلالتها لأول متحف تفاعلي للأطفال في الأردن لإيجاد بيئة تعليمية لخبرات تفاعلية قادرة على تشجيع التعلم مدى الحياة وتعزيزه لدى الأطفال وأسرهم ، أضف إلى ذلك عناية جلالتها بقطاع الشباب وإطلاق المبادرات والمشاريع الوطنية لتعزيز دور الشباب في قيادة عجلة التنمية الوطنية من خلال إدخال أدوات ومفاهيم التكنولوجيا واستخدامها استخداما عمليا في العملية التعليمية.

جلالة الملكة رانيا العبد الله لا تدخر جهدا ولا تفوت فرصة للتواصل مع إنسان هذا الوطن في القرى والبوادي والأرياف،وفي المدارس والكليات والجامعات، وهذه الجولات الملكية تتميز دائما بطابع خاص يتصف بالشفافية والحس الإنساني الكبير فجلالتها تؤمن بضرورة الاقتراب من الناس وملامسة همومهم ومتابعهم والاطلاع على إبداعاتهم وطبيعة حياتهم بهدف مساعدة من يحتاج ودعم كل ما هو جديد ويفيد المجتمع المحلي سواء كان مشاريع إنتاجية أو سياحية.

في المحافظات والألوية وفي الهيئات والجمعيات والمدارس وغيرها من الأماكن التي تحظى بمتابعة واهتمام جلالة الملكة،كان لهذه الجولات انطباعات لا يمكن وصفها فهي زيارات مباركة تترك الخير والنتائج الطيبة أينما حلت، وهي نابعة من منطلق حرص جلالتها على إبقاء التواصل الدائم مع المواطنين في كافة مواقعهم وأماكنهم.

من يتحدث عن مسيرة جلالة الملكة رانيا لا بد وان يعرج على اهتماماتها بتطوير التعليم في الأردن إذ أنها أولت التعليم بمختلف مراحله متابعة شخصية حثيثة وأطلقت مبادرات عديدة وقامت بزيارات ميدانية للوقوف عن كثب على وضعية الطلبة و المدارس في مناطق مختلفة من المملكة وما تحتاجه من تطوير في البنى التحتية لتتماشى مع التطوير المطلوب ، ولعل دعوات جلالتها ورعايتها للأنشطة والفعاليات التي تنظمها مؤسسات التعليم في الأردن يعكس عزم جلالتها المتواصل والمتمثل بالرغبة في تحسين نوعية التعليم في الأردن وتنويع برامجه وتخصصاته وتجويد مخرجاته ليكون قادرا على التعامل مع لغة العصر ويساعد في تنمية الولاء الوطني ويحمي الثوابت ويصون المنجزات.

عيد ميلاد جلالة الملكة رانيا العبد الله مناسبة لتقديم الثناء والتقدير لجلالتها المرموقة التي نالت احترام وتقدير الهيئات والمجتمعات الإنسانية محليا وعربيا وعالميا ما جعل من أيام جلالتها على الدوام مسيرة امتازت بالخير والبذل والعطاء للفرد وللمجتمع على حد سواء.

Ahmad.h@yu.edu.jo