facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سقوط الأيديولوجيا العربية المعاصرة .. د عاطف الرفوع


mohammad
30-03-2011 04:26 AM

لعل القارئ يعذرني في تحديد عنوان مقالتي هذه سابق الذكر , ولي في ذلك حجج شتى , لعل أهمها ليس تهاوي بنيان هذه الأيديولوجيا الخارجي بعد أن نخرها التسويس من الداخل وإنما لأنها ولدت في الأصل ميتة, وطيلة فترة حكم تابوتها لم تكن أكثر من منسأة سليمان التي حملته بعد وفاته وأبقته في الحالة التي حسبها الجانّ بأنها حالة حياة لنبي الله سليمان , فأبقتهم على ماهم عليه من طاعة وانصياع له حتى أكلت منسأته دودة الأرض فانكشف غطاؤها وعلم الجانّ ماعلم.

إن دودة الأرض في مثلنا هذا هي العولمة ووسائل الإعلام المعاصرة وانتصار الغرب لقيمه الديمقراطية وانكشاف منسأة الأيديولوجيا العربية الرسمية الحاكمة في كثير من أقطار امتنا العربية وتسرب وسائل الإعلام إلى داخلها لتسقطها ولتعلم جماهير امتنا العربية أنهم لو كانوا يعلموا ما لبثوا في العذاب المهين .

إذن سقطت الأيديولوجيا العربية التي حكمت باسم الحرية والديمقراطية والاشتراكية وساقت كل ما لديها من جنود لتدجين الإنسان العربية ووضعه في قارورة " اليوتيوبيا "حيث يحسبها الضمان ماء, وحاولت تزويقه وتلوينه بشتى الألوان والأطياف بعددها , فصنعت منه الاشتراكي وليس بالاشتراكي والمثالي وليس بالمثالي والعروبي وليس بالعروبي , وأسكنته في خيم ظاهرها نعيم وباطنها جحيم .

سقطت تماثيل هذه الأيديولوجيا وتهاوت أصنامها وبدا العرب يأكلون سعدا بعد أن أهلكوا سعيد , وتبين لهم بعد كل ما مضى وانتهى أنهم كالعير يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول , وأخذت مسابحهم تتساقط من أيدهم فهناك خرزة الوحدة وهناك خرزة الحرية والأخرى خرزة الاشتراكية وهناك خرزة مقيدة مكتوب عليها " الحرية " وغيرها مكتوب عليها الحاكم بأمر الله المطلق , ولم يعد في أيديهم سوى خيط المسبحة الشاهد على صنمية ايديلوجيتهم .

لم يعد هناك يوتيوبيا ولا بقايا إيديولوجيا في الفضاء السياسي العربي بعد أن فاقو على الحقيقة واستيقضو من سباتهم العميق لينظروا في أرقام المديونية والبطالة والفقر المدقع وآلام الحسرة على ما فرطوا في موارد الأمة وخيراتها التي تبخر بعضها في حومة الاقتصاد الأمريكي والغربي ولتذهب تلك الأموال مع أهلها فدخلت الأمة عصرها الثاني من اللّطم وهذه المرة ليست على دماء الحسين الزكية الطاهرة بل على دماء كل قريش ودماء كل العرب من مائها إلى مائها .

لست متشائما من هذه الصحوة فقد سميت منذ زمن بالصحوة الإسلامية وسالت الأقلام وامتلأت الدفاتر تخمينا وتمحيصا وقراءة اشترك فيها حتى قارئات الفناجين و الأكف ليتبينّ لونها وطعمها ورائحتها فتبين لهنّ بعد كل الجهد أنهنّ كمن فسر الماء بعد جهد جهيد بالماء , وارتد العقل العربي على أدباره واخذ قيلولة واستفاق بعد ذلك على حريق أشعله في نفسه احد الخارجين من القمقم المسدود منذ عصور ليجد نفسه في يوم تشيب فيه الولدان , فلا شيء سوى العويل والصراخ يملاء سماء العروبة , فاخذ يفتش عن بصيص من الأمل يعيده إلى رشده وفجأة بزغ ضوء خافت من نور محمد بو عزيزية الملتهب اخذ يغطي بعض الطرقات لتتسع بقعة الضوء شيئا فشيئا حتى تضاء لها إيوان كسرى وقصور الشام ويبدأ الفتح المبين ...

لم تكن ولادة هذا الفتح الإيديولوجي الجديد سهلة بل رافقها من العسر ما تشيب له الولدان, لكن المخاض العسير يولد الابن النجيب فكانت تونس حيث أفل نجمها الإيديولوجي وبعدها ارض الكنانة خير أجناد الأرض التي كشفت عن عور أبي الهول وما زال هذا الضوء الذي أشعله المرحوم محمد بوعزيزية ينير ظلمة الدجى في قفاف برقة وطرابلس غربا وحضرموت شرقا والبقية تأتي ...





  • 1 بشار الزريقات 26-11-2011 | 07:12 AM

    كالعادة تملؤني شوقاً لأبحر في موسعتك الفكريه لأسأل نفسي يا تُرى اين هي المحطةُ القادمه؟ لأقف وأتأمل فيما ابدعت يا دكتور عاطف الرفوع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :