عمون - فشل الفريق الحكومي الذي اصطف سبعة منه امام ممثلي وسائل الاعلام ظهيرة الاحد في المركز الثقافي الملكي من تحقيق اهدافهم التي جاءوا من اجلها لتسويق الخطة الحكومية والانجازات التي تحققت خلال 137 يوما منذ تكلفيها .

الوزراء نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية نايف القاضي ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وليد المعاني ووزير تطوير القطاع العام والمشاريع الكبرى عماد فاخوري ووزير المالية محمد ابو حمور ووزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف ووزير الدولة للاعلام والاتصال نبيل الشريف ووزير التنمية السياسية موسى المعايطة كانوا في مواجهة انفسهم قبل ان يواجهوا الصحفيين فقد بدت على محيا بعضهم حالة الارتباك وعدم التنسيق وقلة الخبرة .

فقد جاء ابوحمور وهو يمشي مثاقلا نتيجة اصابة قدم ولمااعتلى منصة الخطابة اكد ان لا علاقة للمونديال الجاري في جنوب افريقيا في "عرجته" الا ان الصحفيين ردوا عليه ان سببها ربما عجز الموازنة والحكومة معاً فاستحسنها الوزراء قبل الصحفيين ولاذ وزير التنمية السياسية بالصمت وهو يراقب حال زملائه الذين يبدو انه لم يقنعهم في ادائهم.

وزير الداحلية الذي اختتم اللقاء تخلى عن بزته التي اشتهر من خلالها بالامر فيطاع فاذا به يتودد للصحفيين ويدعوهم للتقترب اكثر من الحكومة لانها اي الحكومة "شفافة" ولا يوجد ما تخفيه وكان يتحدث بكل ثقة وتؤده ورباطة جأش حيث قال" اللقاء معكم مهم ويبعث على الارتياح وانتم شركاء في مسؤولية نقل الحقائق للناس "!!.

ويضيف القاضي " مطلوب منا ان نكون (شفافين) ومنفتحين على وسائل الاعلام لاننا لا نريد ان نكون السبب في عدم وصول المعلومة الصحيحة فنحن حريصون على ان تصل تفاصيل الخطة والانجاز للاعلام واشراك اكبر قدر من المواطنين للاطلاع عليها ومهمتكم مقدسة وبدونكم لن تصل للناس ولن توضح اهدافها المعلنة وغير المعلنة ومطلوب منا فتح كل الابواب وان لا نفتعل المشكلات ".

المؤتمر الذي استمر اكثر من سبعين دقيقة كان المايسترو فيه نبيل الشريف الذي اضطر في غير موقع ان يرفع البطاقة الحمراء في وجوه زملائه الذين كانوا يسترسلون في شرح خطط اللجان التي يراسونها فقد كان يقوم من مقعده عندما كان يشعر ان الوزير استرسل فيقف الى جانبه ليسرع الوزير المتحدث لانهاء كلمته على قصرها.

الضحكات المتبادلة بين الوزراء اثناء كلام اي من زملائهم كان باديا ، الامر الذي اعطى انطباعا بعدم جديتهم في تصديق ما كان يجري فكيف سيصدقها متلقون بعد ذلك وانتبه الوزراء اكثر للحديث فيما بينهم وتبادلوا الاحاديث الجانبية والغمزات والابتسامات مع من يعرفونهم من الصحفيين في خطوة قد تضفي جوا من خفة الدم مع حرارة الاسعار والطقس .

اما الوزير القاضي فقد مرر رسالة مشفرة باللون الاصفر الى وزيرة التنمية الاجتماعية التي ما ان قراتها حتى خرجت عن طورها قضحكت وضحك بقية الوزراء في حين اصر وزير التعليم العالي ان يعرف مضمون تلك الرسالة في حين اضطر ابوحمور الى الاختصار كثيرا من ورقته التي اعدها بينما احرز هدفا مباشرا بعد التسلل الذي قام من خلاله بشرح ما في جعبته لدى رده على احد الاسئلة على قلة نلك الاسئلة.

وزير التنمية السياسية بقي صامتا ولم ينبس ببنت شفه واكتفى بتوزيع الابتسامات على الحضور من الصحفيين وعرق كثيرا عندما توقفت مكيفات المركز الثقافي الملكي بينما كان وليد المعاتي يتمنى لو اعطيت له الكلمة ليتحدث عن خططه في وزارة التعليم العالي وهو الاقدر والابرز .

الوزراء لم يحاولوا الاستفادة من الوقت بالابتعاد عن تكرار ما قاله زملاؤهم فتم تكرار الكثير من الخطط والبرامج فيما تحدثوا عن "الشفافية" وضرورة تطوير وتنمية المشاركة الشعبية في الانتخابات وضمان بيئة كفيلة لاتاحة هذه المشاركة وزرع قيم التسامح وايجاد مساحة للعمل المهني الاعلامي المسؤول واعدين باقرار العديد من مشاريع القوانين الخاصة بالاعلام المرئي والمسموع بينما كانت نسبة الانجاز متواضعة في التنمية السياسة والشفافية والوسطية والاعتدال في حين ان نسبة الانجاز لا تقاس في العلاقات العربية والدولية والامن الوطني بينما واصلت الحكومة خارطة طريقها للسياسة الخارجية واجراء مشاورات سياسية مكثفة مع الدول العربية والصديقة.

واعلن وزير الداخليه ان عدد المسجلين حتى الساعة الواحده بعد ظهر الاحد وصل الى 113 الف ناخب وان عدد الذين تم نقلهم من دائرة الى اخرى وصل الى 23,222 الف ناخب .

وقال ان اللجنه العليا للانتخابات سوف تعلن الاثنين ما اذا كانت ستمدد مدة فترة التسجيل للناخبين ام لا .

ووعد الوزراء بانجاز العديد من الخطط والبرامج مع نهاية العام (...) فقد تحدث الوزراء عن مشروع قانون للمرئي والمسموع وتغيير نظام التوجيهي مع ابقاء على جوهره مع وجود الحزم وانشاء بنك للاقراض الطلابي مطلع العام المقبل واقامة الاكاديمية الاردنية للتعليم التقني والنظر في رواتب خريجي كليات المجتمع وتفعيل المساءلة وقياس الاداء الحكومي وادارة شكاوى المواطنين مع ان الوزير فاخوري اقر ان تقليص الغاز المصري سيؤدي الى تاخر بعض المشاريع بينما تم الحديث عن ان معدل البطالة وصل الى 12,4 .

كما ظهر تواجد كثيف لمرافقي الوزراء من مدراء مكاتب ومدراء الاعلام في وزاراتهم وبعض المدراء الآخرين الذين بلغ عددهم اكثر من الصحافيين. يذكر ان الوزراء تأخروا عن المؤتمر 10 دقائق.

نهاية المطاف وجد الصحافيون ان الحكومة تسير في اتجاهات متضاربة وتعصف بها رياح شتى ..