facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"عمون" بالتزامن مع"الوطن" القطرية في حوار مع مشعل : لا طريق لتحرير الارض واستعادة القدس وتثبيت السيادة وانجاز حق العودة الا بالمقاومة


16-08-2009 05:04 AM

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في «حوار مشتعل» :
خالد مشعل : لا أدري وليس عندي معلومات حول تثبيت موعد «حوار القاهرة» أو تأجيله..
حماس تطور قدراتها وإمكاناتها رغم ظروفها الصعبة ..هناك استعدادا سورياً لاستيعاب عدد جيد من اللاجئين ولكن تبقى الاشكالية هي التمويل وحتى اللحظة لم نستطع حل مشكلة التمويل..

- لست معنياً في تقييم أو تفسير أبعاد وخلفيات الكشف عن قضية خلية حزب الله في مصر

- ما جدوى المصالحة إذا لم يكن من مقدماتها الإفراج عن جميع المعتقلين في السجون الفلسطينية؟

- نتمنى أن تكرر المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين مبادرتهم الكريمة بعقد «مكة 2» لإنهاء الانقسام الفلسطيني


- مسيرة المفاوضات الفاشلة مع إسرائيل أخذت فرصتها ولم تنجح في تحقيق شيء حتى اللحظة


- لماذا تفرض على حكومة الوحدة الوطنية شروط «الرباعية الدولية» من أجل أن تتشكل؟



حاوره : احمد علي ..

كثيرون، بل أكثر من كثيرين على امتداد الساحة العربية، سواء كانوا من المراقبين، أو المتابعين، المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، المؤيدين لإيجاد حل عادل وشامل لها، تابعوا باهتمام فعاليات وقرارات المؤتمر الأخير العام والهام لحركة فتح، وانشغلوا بالاتهامات المتصاعدة التي سبقته، والتهديدات المتبادلة التي رافقته، بين قيادات الفصيلين الفلسطينيين المتصارعين «فتح» و«حماس».

فلا يختلف اثنان في فلسطين وخارجها، على أن الصراع العبثي المحموم، الدائر بين الحركتين المؤثرتين على الساحة الفلسطينية، المستأثرتين بالسلطة فيها، المتصارعتين على كيفية توجيه القرار الفلسطيني، إما على طريقة المساومة أو المقاومة، جعل هذا القرار ينقسم الى شطرين، أحدهما في يد الرئيس «عباس» والآخر في قبضة «حماس»!

كما جعل الموقف الفلسطيني يتشتت بين حكومتين، إحداهما تحكم في «رام الله» والأخرى تتحكم في «غزة»!

في أتون هذا الصراع المحموم القائم والمتفاقم بين الطرفين، بدأت تتشكل ملامح «دويلة» حماسية في قطاع غزة، والأخرى «فتحاوية» في الضفة الغربية، في حين لم تظهر إلى الوجود الدولة الفلسطينية المنشودة حتى الآن!

وما من شك في أن هذا الانقسام الفلسطيني، جعل المتابعين والمؤيدين لقضية العرب المركزية في حيرة من أمرهم، وهم يشاهدون «أصحاب القضية» يتحولون إلى فرقاء بل أعـداء، يتصارعـون على سلطة وهمية، على حساب حقوقهم الوطنية.

والمشكلة الكبرى أن كل واحد من الطرفين المتصارعين، فتح وحماس، بات يأخذ أسرى ورهائن من الطرف الآخر، وكل طرف بات لديه سجناء ومعتقلون على الجانب الآخر!

وكلا الطرفين بات يشترط على خصمه مجموعة من الشروط التي يعتبرها الطرف المقابل بمثابة إملاءات، لا يمكن القبول بها، أو الرضوخ لها، حتى باتت «المفاوضــات» الفاشلة بين الجانبين في جولات حوارات القاهرة الست، أصعب من التفاوض مع الجانب الإسرائيلي!

فإلى متى تستمر هذه اللعبة العبثية الخطيرة الدائرة على الساحة الفلسطينية، والتي تشبه في ظروفها صراعاً خاسراً بين سجينين اثنين يقبعان داخل زنزانة واحدة في أحد سجون الاحتلال الصهيوني؟

هذا السؤال وعشرات الأسئلة الحائرة غيره حملتها في حقيبتي، مع تصاعد حدة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، عشية انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح، لأطرحها على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

لم يكن الوصول إلى السيد خالد مشعل المقيم في دمشق سهلاً وسط هذه الظروف الفلسطينية «المشتعلة»، فقد استدعى إجراء هذا الحوار أن أبقى في العاصمة السورية في حالة انتظار واستنفار لأكثر من عشرة أيام، كنت خلالها متصلاً ومتواصلاً مع مكتبه لتحديد الموعد المناسب.

وبعد ساعات من اختتام مؤتمر فتح، الذي شغل الساحة الفلسطينية قبل وبعد انعقاده، تم تحديد موعدي مع مشعل.

ولهذا يكتسب الحوار أهميته أولاً من ناحية توقيته، لأنه يمثل أول تعليق من حماس على قرارات مؤتمر فتح، ومن الناحية الثانية يكتسـب الحـوار أهمية من شخصيته التي تتمثل في السيد خالد مشعل، الذي آثر الابتعاد قليلاً عن وسائل الإعلام، منذ العدوان الاسرائيلي على غزة لأسباب أمنية.

لم يكن حواري مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» ترويجياً له، أو دعائياً لحركته، بل كان، في مجمله، حواراً صحفياً «استفزازياً» حاولت خلاله بأسئلتي الصريحة أن أدفعه ليبوح لي بأكبر قدر من المعلومات الممكنة، للخروج منه بأكبر قدر من المواقف «الحماسية» غير المعلنة. كان حواري مع مشعل «مشتعلاً» دون استخدام عود ثقاب، أو مادة حارقة، فالأزمة الملتهبة بين فتح وحماس كانت حاضرة في محاور الحوار، ورغم ذلك كان واضحاً حرص مشعل على إطفاء الحرائق في الملفات المشتعلة في أكثر من جبهة، وعلى أكثر من جهة من خلال لجوئه إلى استخدام لغة دبلوماسية هادئة خلال الحوار، بعيداً عن ترديد المفردات الانفعالية.

وقد حاولت بحسّي الصحفي الباحث عن الحقيقة، توليد الخبر من رحم الخطر، فسعيت لاستدراج مشعل، لكنه كان هادئاً في جميع محاور الحوار، فلم يكن «مشتعلاً» بل كان «مشعلاً»، يشعر بخطورة المرحلة وحساسيتها، ولهذا كان حريصاً على عدم صب الزيت على النار.

في الموعد المحدد وبعد استكمال إجراءات الأمن الروتينية، دخلت الى مكتبه، وكان اللون الأخضر يكسو جميع أرجاء المكان من الكراسي الى السجاد وحتى الجدران، وعلى أحدها تتصدر لوحة جدارية عليها صور شهداء حماس، وفي مقدمتهم الشهيد المؤسس الشيخ أحمد ياسين رحمه الله. وعلى الجدار الآخر صورة كبيرة تجسد المسجد الأقصى الأسير.

وسط هذه الأجواء المليئة بالإخضرار، دار حواري مع «مشعل» بكل «حماس»، بعيداً عن احمرار المشهد الفلسطيني العام وإليكم التفاصيل:

{اسمح لنا أن نبدأ بالحدث البارز، وهو التئام واختتام المؤتمر العام لحركة فتح، رغم محاولاتكم إجهاضه بشتى الوسائل، عبر منع أعضاء الحركة الغزيين من السفر إلى بيت لحم للمشاركة فيه، كيف تابعتم المؤتمر والنتائج التي تمخضت عنه؟

- أولا أريد تصحيح حيثيات السؤال.. نحن لم نسع إلى اجهاض المؤتمر السادس لحركة فتح، وأعلنا مرارا أن هذا المؤتمر هو شأن فتحاوي داخلي لا نتدخل فيه ولسنا طرفا في اشكالاته أو في خلافاته، ومن حق حركة فتح أن تقيم مؤتمرها ونحن نتمنى لها التوفيق بما يخدم مصالح الشعب والقضية، ولكن الأمر المؤسف الذي حصل هو ان نضطر إلى عدم السماح بسفر 074 عضوا من المؤتمر السادس لحركة فتح من غزة لأن الطرف الآخر منذ شهور طويلة لم يستجب إلى مطلب منطقي لنا، وهو الافراج عن المعتقلين.

فبعد الحرب الصهيونية الإجرامية على قطاع غزة وبعد أن استأنف الإخوة في مصر رعايتهم للحوار والمصالحة الفلسطينيين وضعنا مسألة المعتقلين على الطاولة، ولكن بلا جدوى.


بدأنا حوارات المصالحة وكان عدد المعتقلين 054 ليصل عددهم إلى حوالي 009 بعد 3 أو 4 شهور بمعنى ان كل اجواء الحوار والمصالحة في القاهرة عبر ست جولات خلال اربعة شهور لم تفض إلى حل هذه المسألة بدليل أن عدد المعتقلين زاد ولم ينقص، كما أن أجواء الشد زادت ولم تنقص.

وكما قال الشاعر

اذا لم يكن غير الاسنة مركبا

فما حيلة المضطر الا ركوبها

لذلك اضطررنا أن نقول للعالم إن لدينا قضية.. نعم من حق فتح ان تعقد مؤتمرها، ومن حق أبناء فتح في غزة أن يشاركوا في المؤتمر لكن ماذا عن المعتقلين واين حقوقهم؟

لقد اعطينا جميع الوسطاء الذين تدخلوا قائمة بـ 078 معتقلا بالاسم والمدينة والبلدة، بل وحتى بالسجن، لكن هناك اصرارا غريبا ومستنكرا لعدم الافراج عنهم، وكأن مطلب فتح منطقي ومطلبنا ليس منطقيا.

إذا كان منع السفر هو نوع من الحجر على الحرية فما بالك بالاعتقال والتعذيب و«البهدلة»؟!!

هناك حوالي «5» معتقلين خلال الشهور الأخيرة قتلوا تحت التعذيب آخرهم الشهيد فادي حمادنة وقبله الشيخ مجدي البرغوثي ومحمد الحج..

هناك تعذيب بشع ولو اطلع العالم على ما يصلنا من تقارير وحقائق ورسائل من الضفة الغربية عما يجري لاخواننا وأخواتنا من تعذيب بشع وإهانة واساءة وكسر للنفسية والارادة لساءه مع يحدث..

هذا الملف مؤلم جدا بالنسبة لنا، ولذلك كنا نتمنى على اخواننا في حركة فتح أن يبادروا للافراج عن المعتقلين، خاصة اننا في آخر جولة في القاهرة اتفقنا على آلية معينة تثبت المرونة التي تظهرها حماس، بحيث يفرج عن جميع المعتقلين من الطرفين واذا كان هناك عدد محدود لا تستطيع السلطة في رام الله أن تفرج عنه في الوقت الحاضر فتقدم السلطة للمصريين قائمة باسمائهم ونتفق عليهم ونضع آلية ضمن جدول زمني معين لانهاء ملفهم خلال فترة محدودة.

ولكن الأصل أن يفرج عن الجميع، لأن هذا مطلب منطقي ومن ثم ما جدوى الذهاب إلى المصالحة اذا لم يكن من مقدماتها الطبيعية أن يفرج عن جميع المعتقلين في السجون الفلسطينية.

{ نحن نتفق مع مطلبكم بضرورة الإفراج عن المعتقلين في سجونكم وسجونهم، ولكن الإخوة الفتحاويين يرون أن منع كوادرهم من السفرللمشاركة في المؤتمر نوع من الابتزاز السياسي لأنكم تعاملتم مع كوادرهم وكأنهم رهائن..

- هذا توصيف ليس صحيحا وعلى العكس تماما فان الضفة الغربية هي التي اخذت رهينة.. وأنا لا أتحدث فقط عن 878 معتقلا من حماس في الضفة وحوالي أكثر من مائة من معتقلي الجهاد وفصائل أخرى، بل عن الضفة الغربية كلها التي باتت رهينة بين محبسين.. محبس الاحتلال الصهيوني البشع الذي يحتل الارض ويقطع أوصالها ويصادرها ويبني الجدار ويسمن المستوطنات ويهود القدس ويهدم أحياءها العربية ويهجر أهلها أما المحبس الآخر فهو الظلم الذي يقع على أيد فلسطينية، تحت إشراف الجنرال الأميركي دايتون ودول غربية أخرى، كما تحدثت تقارير كثيرة تقوم بتدريب اجهزة امنية لا همّ لها سوى حماية أمن إسرائيل واعتقال الأحرار من أبناء شعبنا.

فهذا هو الظلم بعينه، لأن الضفة الغربية هي الرهينة بينما في غزة رغم الحصار والعدوان وإغلاق المعابر، هناك حرية متاحة للجميع ومن يعتقلون في غزة هم من عليهم شبهة أمنية بأنهم يقدمون معلومات للإسرائيليين ومع ذلك قلنا إننا على استعداد لتسوية ملف المعتقلين في الضفة والقطاع، وهذه من الإجراءات التي قلنا مرارا إنها ضرورية بين يدي المصالحة، ولكن للاسف فان المصالحة الفلسطينية وطوال الشهور الماضية يتم تعطيلها بعدة أسباب، على رأسها ملف المعتقلين.. فتخيّل شخصا يعطل المصالحة ويؤجلها ويعرقلها ويحرم الشعب الفلسطيني من اتمامها، رغم الجهود المصرية والعربية بسبب الاصرار على عدم الافراج عن المعتقلين، مرة تحت ذريعة أن هناك التزامات مع الإسرائيليين، ومرة تحت تهم باطلة، بينما موقفنا هو أننا مع تسوية جميع الملفات.. فمن الذي يبتز الآخر؟

بل أكثر من ذلك.. فلتضعوا حماس تحت الاختبار وليفرج عن المعتقلين في الضفة الغربية.. ماذا ستفعل حماس؟ إنها لن تتردد لحظة في تسوية كل القضايا العالقة بينها وبين حركة فتح.

نعم.. مرة أخرى من حق حركة فتح أن تعقد مؤتمرها، وهذا حقها الطبيعي وليوفقها الله إلى الخير.. ولكن من حق حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية أن يفرج عن معتقليها في سجون دايتون وسجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة، ومن حق هذه الفصائل أن تمارس حرية العمل السياسي والاجتماعي والطبيعي في الضفة الغربية، خاصة أن لا أحد يستهدف السلطة الفلسطينية بل الاحتلال الصهيوني.

{ بعيدا عن قضية المعتقلين من عناصركم وعناصرهم، هل تعتبرون أن مؤتمر فتح نجح أم فشل في تحقيق أهدافه.. وهل لمستم من المؤتمر الذي عزز سلطات الرئيس عباس موقفا سياسيا ايجابيا باتجاهكم؟

- إن الاصرار كما تابعنا ونتابع في التصريحات المتلاحقة من بعض قيادات فتح حول الالتزام بخارطة الطريق لا يبشر بخير، ويتناقض تماما مع حديثهم في المؤتمر عن المقاومة وشرعيتها.

وعلى أية حال أنا سأتجاوز كل التصريحات والعبارات السيئة التي استعملت في خطابات عدد من المسؤولين داخل هذا المؤتمر، ولكنني أقول التالي: يصعب من طرفي وطرف حماس أن ندخل في تقييم تفصيلي لمؤتمر فتح، لأن البعض سيفسر ذلك في سياق طبيعة الشد الموجود بين حماس وفتح في الوقت الحالي، والذي نتمنى أن نخرج منه إلى علاقة طبيعية بين حماس وفتح وجميع القوى في إطار المصالحة.. فمعايير فتح هي التي تستطيع ان تحكم عليه بالنجاح أو الفشل، ونحن كما قلت لك لا نتمنى لإخواننا في فتح إلا الخير وان يوفقوا إلى ما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته وثوابته الوطنية.

وعموما نحن لا نحكم على الظاهر، بل على السياسات والمواقف ودعني اسرد لك بعض الامور:

هم تكلموا عن المقاومة وهذا ليس مفاجئا لنا، فقد كنا نتوقع أن يكون هناك حرص على تقديم خطاب في ظاهره يتكلم عن الثوابت الوطنية والمقاومة، ولكن ليس المهم أن تتكلم عن المقاومة، المهم ان يكون سلوكك مع المقاومة، إذ كيف يتسق هذا الخطاب مع السلوك الأمني في الضفة الغربية المتمثل في ملاحقة فصائل المقاومة واعتقال نشطائها ونزع سلاحها، سواء من حماس أو الجهاد أو شهداء الأقصى، واعتقال المجاهدين بل ملاحقتهم وقتلهم.. فما قيمة الحديث عن المقاومة؟!

فكيف تلزم نفسك بالتزامات أمنية تجاه أمن إسرائيل وعلى حساب المقاومة وعلى حساب حرية الشعب الفلسطيني وحقه في المقاومة وحقه في الحياة الكريمة في الضفة، والمصيبة الاضافية أن إسرائيل لا تلتزم وعلى العكس تمعن في الاحتلال والاستيطان، واليوم يوجد اكثر من 007 حاجز في الضفة الغربية.. ولذلك اتساءل ما قيمة الحديث عن المقاومة؟

فالعبرة في أي موقف سياسي اتخذ في مؤتمر فتح ان يجد له تطبيقا ومصداقية على الأرض.

هذا جانب.. أما الجانب الآخر فهو الحديث عن الثوابت الوطنية.. خاصة استئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية فأي استئناف لهذه المفاوضات بسبب الضغوط الأميركية يجعل كل هذه المواقف بلا معنى ما لم يتوقف الاستيطان.

نحن كفلسطينيين توافقنا عام 6002 على وثيقة الوفاق الوطني التي تنص على اننا نقبل كقوى فلسطينية بدولة فلسطينية ضمن حدود عام 7691 تكون عاصمتها القدس وتطبيق حق العودة للفلسطينيين، وتطبيق حق العودة للاراضي التي هجر منها شعبنا، وتفكيك المستوطنات والسيادة على الارض.. واي سلوك عملي يتجاوز هذه الثوابت يجعل اي حديث عنها بلا مصداقية.

إذن ليست العبرة بالشعارات، بل بالتطبيق والمواقف والسياسات على الارض.

هناك أيضا الحديث عن المصالحة، ونحن نتمنى أن يقف الإخوة في فتح امام استحقاقات المصالحة بجدية، ولكن هذا يتطلب أن نتجاوز كل العقبات، خاصة عقبة الاشتراطات الخارجية، فاذا كان الإخوة في فتح اليوم يقولون انهم يريدون إنجاز ملف المصالحة الفلسطينية فأول استحقاق لهذا الموقف أن يتخلوا عن شروط الرباعية كشرط لتشكيل وحدة وطنية.

أما الامر الثاني فهو أن يفرجوا عن المعتقلين لأن هذه من اهم العقبات التي تعطل المصالحة.. إذن إذا أردنا أن نقيّم ما جرى أقول إنه من حق فتح ان تعقد مؤتمرها ومن حقها أن تنجح، ولكن عليهم أن يكونوا امام استحقاقات هذه المواقف على الأرض..

{ (مقاطعا) لقد تحدثت عن العقبات التي تعطل المصالحة، ولكن عفوا ماذا عن عقبة الآثار السلبية لانقلابكم في غزة.. فوجهة النظر الاخرى ترى أن أكبر عقبة للمصالحة هي انكم قمتم بانقلاب ضد السلطة؟

- هنا تأتي مشكلة قلب الحقائق بكل أسف، وهذا سلوك من يريد ان يتهرب من الحقيقة، خاصة اذا كان يستقوي بعوامل خارجية، فالذي جرى في غزة عام 7002 هو أن انقلاب فريق دايتون وفريقه في الساحة الفلسطينية فشل.. فلما فشل اتهمنا نحن بالانقلاب.. ثم من ينقلب على نفسه؟! فحماس عام 7002 كانت تقود حكومة وحدة وطنية على اساس اتفاق مكة.. فاسماعيل هنية كان يقود حكومة وحدة وطنية فيها حماس وفتح وفصائل عديدة وشخصيات مستقلة.. ولكن لأن اتفاق مكة لم يرق لأطراف دولية وعلى رأسها أميركا وأطراف إقليمية وفلسطينية فبدأوا يخططون للانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية، ورغم أن من حاولوا الانقلاب عليها كانوا شركاء فيها، الا إنهم استعانوا بدايتون والمال الأميركي والإسرائيلي، فلما دافعت حكومة الوحدة الوطنية عن نفسها وفشل انقلاب الآخرين عند ذلك اتهمنا نحن بالانقلاب..

{ (مقاطعا مرة أخرى) لكن اللجوء إلى الخيار العسكري والعنف الدموي لحل هذه المشكلة يجعل حماس موضعا للاتهام؟

- حسنا.. دعني أضع الامور في سياقها الطبيعي.

كلامك صحيح لو كانت هناك معارضة استعملت العنف ضد السلطة، لأن ذلك يعتبر استعمالا للعنف في شأن داخلي، ولكن اريد أن أسأل هنا.. أي حكومة في الدنيا تدافع عن نفسها ضد من يريد الانقلاب عليها يكون دفاعها هذا مشروعا أم لا؟

في أي دولة عربية عندما يأتي فريق وينقلب على الشرعية أو على السلطة الرسمية، وهذه السلطة تدافع عن نفسها، من يتهم بأنه استعمل العنف؟ من حاول أن ينقلب وفشل؟ أم من دافع عن نفسه ونجح؟!

«حماس» ليست معارضة، بل كانت على رأس الحكومة وهي كانت تملك الأغلبية في «التشريعي» وجاءت عبر صناديق الاقتراع من خلال انتخابات حقيقية وكانت عام 7002 على رأس حكومة وحدة وطنية، فمن حاول أن ينقلب عليها هو من يتهم بأنه استعمل العنف ضد السلطة وضد الشرعية.

نحن دافعنا عن شرعية السلطة، وبالتالي لسنا المتهمين ولكن للأسف لأن هذا الفريق يستقوي بالأميركان وإسرائيل وأطراف إقليمية لذلك يحاول قلب الحقائق، كما يفعل اي طرف لا يحترم الشرعية أو الديمقراطية وحقوق شعبه.

ومع ذلك من يقولون إن ما جرى في غزة هو العقبة، نقول لهم تعالوا نتجاوز هذا الواقع.. هناك اليوم انقسام بين الضفة وغزة، فكيف نعالج هذا الانقسام؟

{ كيف تريد تجاوز هذا الواقع المؤسف؟

- تجاوزه بأن نذهب في طريق المصالحة ونذلل العقبات.

لو كان هناك أي طرفين في قطر أو أي دولة اخرى في العالم يريدان أن يتصالحا.. لماذا نضطر إلى أن نقحم الاشتراطات الخارجية في صلحنا الداخلي؟ لو كان هناك عشيرتان أو حزبان أو جماعتان في بلد يريدان أن يتصالحا فلماذا تقحم الشروط الخارجية؟ لماذا انا الفلسطيني لا أتصالح مع أخي الفلسطيني ضمن شروطنا الوطنية.

{ ولكن عفوا.. القضية الفلسطينية لها خصوصية لما لها من أبعاد إقليمية ودولية؟

- لقد قلتها لبعض الشخصيات الخارجية التي زارتنا في الفترة الماضية وأرادت أن تقنعنا بشروط الرباعية.. قلت لهم لماذا فقط الشعب الفلسطيني تفرض عليه الشروط الخارجية؟ وقلت لشخصية أميركية غير رسمية، ولكنها شخصية معتبرة، لماذا الولايات المتحدة تعرض الحوار بلا شروط على إيران وتقوم باتصالات مع سوريا بلا شروط، وفقط الشعب الفلسطيني أو حماس تفرض عليهما الشروط لمجرد بدء حوار والآن تفرض علينا الشروط لأي حكومة وحدة وطنية تتشكل على أساس المصالحة الفلسطينية.. هذا موقف غير مقبول.

{ أنتم حركة.. فكيف تريدون أن يتم التعامل معكم بوصفكم دولة؟

- أنا أتيت بهذا الشاهد في قصة المصالحة فقط، فنحن وإخواننا في حركة فتح مع بقية الفصائل الفلسطينية اجتمعنا في القاهرة عدة مرات لنتصالح ونشكل حكومة وحدة وطنية.. فلماذا تفرض على هذه الحكومة شروط «الرباعية الدولية» من أجل أن تتشكل؟!

ولماذا اشترطت هيلاري كلينتون عندما جاءت إلى المنطقة بأن تلتزم حكومة الوحدة الوطنية التي قد تنشأ عن المصالحة بشروط الرباعية الدولية، ولم تفرض شروطا على حكومة نتانياهو، رغم أنها تضم ليبرمان وغلاة المتطرفين الصهاينة؟ ولماذا دائما نحن العرب والفلسطينيين نتعامل وكأن لدينا عقدة نقص، فنكون ضعفاء أمام الشروط الخارجية؟

ولماذا يريد أخي الفتحاوي أن يدخل شروطا خارجية في صُلحه معي ولماذا لا يتصالح الحمساوي والفتحاوي والجبهاوي والمستقل وكل أبناء الشعب الفلسطيني وفق الرؤية والثوابت الوطنية الفلسطينية ووفق مصالح شعبنا؟

لماذا نريد أن يستقوي بعضنا على بعض بالشروط الخارجية؟

{ كيف استقبلتم في حماس نبأ فوز محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في قطاع غزة بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح؟

- نحن لن نتوقف طويلا عند موضوع الأشخاص، فنحن نتعامل هنا مع الحركة والقيادات التي يرتضيها أبناؤها، ورغم اهمية التاريخ الشخصي لكل مسؤول في القيادة، إلا أن الأهم هو كيف سيكون سلوك هذه القيادة وموقفها من الحقوق والثوابت الوطنية ودعمها للمقاومة والمصالحة الفلسطينية.

{ هل لمستم ظهور مؤشرات على بروز انشقاق داخلي في حركة فتح بعد الانتخابات المركزية التي ابعدت الحرس القديم ودفعت كوادر من الصف الثاني إلى المقدمة؟

- نحن نعتبر هذا شأنا داخليا في حركة فتح، ونتمنى للحركة الخير عبر طريق التمسك بخيار المقاومة والمصالحة الوطنية والتخلي عن التمسك بأوهام المفاوضات العبثية مع الإسرائيليين.

{ ما دمت تتحدث عن العبثية دعني اسألك بصراحة ابا الوليد.. ألا تشعرون بالملل من هذا العبث السياسي بين فتح وحماس الذي يلقي بظلاله السلبية على القضية الفلسطينية ويشوه صورتها في الأوساط الدولية؟

- الانقسام الفلسطيني فرض علينا عبر التدخل الأميركي ــ الإسرائيلي السافر من خلال رفض البعض في الساحة الفلسطينية لنتائج الانتخابات الماضية مطلع عام 6002 ومع ذلك فان الانقسام، بصرف النظر عن أسبابه، وظروفه هو حالة مرفوضة وينبغي أن نخرج منها سريعا، وهذا هو الموقف الذي تتبناه حماس وتعمل من أجله بجدية للتصدي للاحتلال الصهيوني ومواجهته في كل الملفات.

{ ولكن عفوا أراك تتمسك بالماضي من خلال الاشارة إلى انتخابات 6002 في حين أن الآخرين يعملون بجدية من أجل المستقبل؟

- نحن نعمل من اجل مصلحة شعبنا وقضيتنا العادلة وتبقى المصالحة خيارنا الوحيد في ترتيب الشأن الفلسطيني الداخلي

{ هل هناك أية ليونة في موقفكم تجاه شروط الرباعية الدولية؟

- لا.. نحن أبلغناهم أننا لا نقبل بشروط الرباعية أو غيرها من حيث المبدأ.. فليس من مروءة الإنسان ولا عزته وكرامته واحترامه لنفسه يقبل في شأنه الوطني بشروط خارجية.

{ (مقاطعا) ولكن الواقعية السياسية تقتضي بعض المرونة والليونة أحيانا.

- هذه ليست واقعية سياسية، بل هزيمة سياسية.. نعم نفهم أن الواقعية السياسية تعني أن نعمل وفق موازين القوى ونراعي العوامل الإقليمية والدولية.. نعم كل هذا صحيح في الواقعية السياسية.. أن تتدرج في أهدافك وسياساتك فهذا مفهوم والسياسة كما يقولون فن الممكن، أما أن تقيد نفسك بقيود خارجية، فهذه ليست سياسة بل هزيمة وخضوعا وضعفا وعقدة نقصا وأنا لا أقبلها كفلسطيني وكعربي وكمسلم.

{ في إطار الهزيمة غير المقبولة.. ما هي دلالات عقد مؤتمر فتح تحت حراب الاحتلال؟ هل يمكن القبول بنتائج مؤتمر لحركة ثورية يقام برعاية ومباركة إسرائيلية؟

- هناك فتحاويون كثيرون لم يكونوا راضين عن عقده في الداخل، ولكن اذا كان من حضر المؤتمر يقبل أن يعقد مؤتمرا تحت حراب العدو فهو من يتحمل المسؤولية.. فالشيء المنطقي أن مثل هذه المؤتمرات ينبغي ألا تتم تحت الاحتلال وباذن الاحتلال، لأن هذا يلقي علامات استفهام حول أسباب قبول الاحتلال بهذا الأمر. ومع ذلك نتمنى للإخوة في فتح أن ينحازوا إلى الموقف الوطني والمواقف الوطنية والى خيار المقاومة، وان يتغير سلوك السلطة بعد مؤتمر فتح السادس.. بحيث يلزمون سلطة سلام فياض ومحمود عباس بعدم التعرض للمقاومة في الضفة، وعدم نزع سلاحها، وأن يفرجوا عن جميع المعتقلين سواء على خلفية مقاومة الاحتلال أو الانتماء إلى التنظيمات السياسية.

{ كيف استقبلتم الرسالة التي وجهها خادم الحرمين إلى الرئيس الفلسطيني خلال انعقاد المؤتمر.. هل لمستم فيها إشارات غير مباشرة موجهة لكم؟

- الرسالة روحها طيبة، ونحن عرضنا للإخوة في المملكة العربية السعودية مرارا استعدادنا للتجاوب مع أي مبادرة سعودية أو مصرية لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وكما هناك جهد مصري في القاهرة لانهاء الانقسام نتمنى أن تكرر المملكة وخادم الحرمين الشريفين المبادره بعقد «مكة 2»، لعل ذلك يسهم في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.

وعلى من تلقى هذه الرسالة في رئاسة فتح ومنظمة التحرير أن يتلقاها بهذه الروح الإيجابية، ويسعى إلى المصالحة وأنا أدعو الإخوة في السعودية إلى أن تكون لهم مبادرة إلى جانب الجهد المصري على منوال اتفاق «مكة الأول».

وحماس حريصة على إنهاء الانقسام كما كانت في الماضي، واذكر الإخوة في قيادة المملكة العربية السعودية وفي مصر وكل القادة العرب أن الذي أفشل اتفاق مكة هو دايتون ومن غضب على الاتفاق وهي الإدارة الأميركية والإسرائيليون ومن سار مع هذين الموقفين .

ولكنّ هناك عتبا سعوديا بأنكم الطرف الذي أفشل المبادرة..

ما نشرته مجلة «فانتي فير» الأميركية وضع النقاط على الحروف وليس بعد ذلك مبرر لاتهام حماس وغيرها.

{ حسنا.. نحن لمسنا في تصريحاتك الأخيرة لصحيفة وول ستريت جورنال نوعا من الغزل تجاه واشنطن.. فقد عبرت عن استعدادك للعمل مع الادارة الأميركية، وكما هو معروف فان للادارة الأميركية شروطها، وهي لن تتنازل عن هذه الشروط.. فعلى أي أساس سيكون تعاونكم مع أميركا؟

- أولا نحن لا نغازل احدا، بل نتعامل بواقعية وانفتاح، وليس عندنا مشكلة في التعامل مع أي طرف في العالم باستثناء المحتل الصهيوني.. أما بالنسبة للولايات المتحدة أو أية دولة في الشرق أو الغرب، فنحن مستعدون للحوار معها والانفتاح عليها، لأننا أصحاب قضية عادلة.

وعندما رأينا اللغة التي تكلم بها أوباما، قلنا إن هذه لغة جديدة تختلف عن ارث المحافظين الجدد، بقيادة بوش والمصائب التي جلبها على العالم وعلى المنطقة والولايات المتحدة نفسها عبر توريطها في مستنقعات في العراق وأفغانستان وغيرهما، وطالما ان هناك لغة جديدة فقد رحبنا بها، ولكننا قلنا إن العبرة ليست فقط بتغيير اللغة بل بتغيير السياسات على الأرض وقلنا نحن مستعدون كي نتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية ومع أي جهد دولي أو إقليمي يمكن الشعب الفلسطيني من تقرير المصير ويخلصه من الاحتلال ويسعى لايجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.

الآن.. هذا المنطق الذي تتحدث به حماس لا يعني أن نخضع لشروط الرباعية وقد قلت للسيد كارتر خلال زيارته لي: لماذا مجرد الحوار بين طرفين يحتاج إلى شروط.. أنا أفهم انه عندما يريد طرفان الاتفاق حول مسألة سياسية أو اقتصادية فان كل طرف يطرح شروطه.

{ (مقاطعا) هذا اذا كان الطرف الآخر يملك ادوات فرض شروطه وانتم لا تملكونها.

- ولكن ليس من المنطق السياسي أن مجرد فتح الحوار بين الطرفين يحتاج إلى شروط.. فإذا كانت الولايات المتحدة ليست مضطرة كي تحاور حماس أو غيرها بسبب اختلاف موازين القوى.. فأنا لست مضطرا كذلك.

فاذا كان غيري في الساحة الفلسطينية والعربية مضطرا للاذعان إلى اشتراطات ما كي يتحاور مع الولايات المتحدة الأميركية فأنا لست مضطرا.

{ ولكن عفوا هذا الكلام ضد المصلحة الفلسطينية التي كنت تتحدث عنها وتدعو إلى المحافظة عليها قبل قليل؟

- الذين فتحوا الحوار مع الأميركيين وكان حوارا غير متكافئ ومهزوما سلفا ماذا عنهم؟ والذين اتكؤوا إلى عقد نقص في حوارهم مع الأميركي هل نجحوا؟ على العكس قضوا سنوات طويلة وهم يتحاورون بلا نتيجة، فطالما انك تتعامل بدونية مع الطرف الآخر فإنه لن يحترمك، وسيكون الحوار عن جلسات جلد وفرض املاءات، وليس حوارا موضوعيا يقود إلى تفاهم.

فمن يحترم نفسه لا يقبل بأن يتحاور من موقع الدونية ولا يقبل بأن يخضع لشروط.

هذا لا يعني أننا بقوة أميركا، فنحن نعرف أنفسنا وندرك أن هناك موازين قوى ليست لصالحنا، بل هي لصالح الولايات المتحدة على المستوى العالمي ولصالح أميركا على مستوى المنطقة، ولكن هذا لا يعني أن ننهزم أو نذل أنفسنا ونخضع لشروط الآخر.

نحن أصحاب قضية عادلة وإلا لو كان اختلال موازين القوى سيفرض على الطرف الأضعف أن يخضع لشروط الآخر لما تحرر شعب في الدنيا ولا استطاعت أي دولة أن تأخذ حقها مادامت هناك حيتان أو أسماك قرش تجوب بحور العالم وتفرض شروطها على الاخرين.

{ بعيدا عن الولايات المتحدة.. فلنبق في حوار يفترض انه متكافئ بين فتح وحماس.. فقد تابعنا على هامش المؤتمر الأخير تصريحا لعزام الأحمد أكد فيه أنه لا حوارمع حماس لأنها تتصرف بعقلية العصابة.. كيف تردون عليه وما هو مصير الحوار الفلسطيني المرتقب؟

- أنا لا أرد على عزام أو على غيره.. وهذا جزء من التناقض في تصريحات الإخوة في حركة فتح، فبعضهم يقول لا حوار، وبعضهم الآخر يقول بضرورة الحوار. ولكننا في حماس لدينا رؤية واضحة وليست ملتبسة، فنحن نرى ان الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية الخلافات الداخلية الفلسطينية.

{ ولكن هل ترون أن الاجواء مناسبة لاستئناف الحوار في موعده المحدد يوم 52 من أغسطس الجاري؟

- لا خيار أمامنا سوى الحوار والمصالحة، وبالنسبة لموعد52 من هذا الشهر.. حتى الآن لم نبلغ من الإخوة في مصر بترتيبات محددة ولكن موقفنا واضح فنحن مع الحوار والمصالحة ولكننا نريد لأي جلسة قادمة أن تعالج الخلافات القائمة.

{ هل تتوقع تأجيل الحوار ام انه سيعقد في موعده؟

- حقيقة لا ادري وليس عندي معلومات جازمة بالتأجيل أو بتثبيت الموعد، فكل الاحتمالات قائمة ولكن حتى لا نستهلك اللقاءات بلا جدوى فهناك ملفات عالقة وخاصة ملف المعتقلين ولا بد من تسوية هذه الملفات بشكل جاد كي نذهب إلى جلسة حوار ومصالحة.

{ هذا الكلام أشبه بالجدل.. ايهما أسبق البيضة ام الدجاجة !

- انا قلت لك.. قناعتنا ان لا حل الا بالحوار وحتى تنجح لقاءات المصالحة وتصل إلى حل لا بد من تسوية المشكلات وهناك الآن طريقان، الأول أن نجتمع مرة اخرى ونبحث موضوعات الخلاف بشكل جماعي وهذا خيار ولكنه سيجعلنا امام مواعيد لاحقة وجولات لا تنتهي.

اما الخيار الآخر فيقوم على اساس ان هناك خلافات وملفات عالقة لا بد ان نسويها حتى نذهب إلى جلسة مصالحة نبرم فيها اتفاقا والاهم من الشكل هو المضمون ولذلك حتى تنجح المصالحة لا بد من تذليل العقبات وتسوية الخلافات في كل الملفات وعلى رأسها ملف المعتقلين.

{ المشكلة في تفسير العقبات.. فأنتم تفسرون العقبات من وجهة نظركم والطرف الآخر يفسر العقبات من وجهة نظره ولذلك من الصعب اللقاء بينكم على ما يبدو؟!

- (يعتدل ابو الوليد في جلسته ويقول).. لا لا.. لنضع كل شيء على الطاولة ثم اننا قطعنا شوطا طويلا في الشهور الماضية..

{ (مقاطعا) ولكن بلا نتائج؟

- بلا نتائج نعم.. ولكن الإخوة في مصر يعرفون ان الإخوة في «فتح» تراجعوا حتى عن بعض المقترحات التي قدمتها مصر.

{ هناك من يرى ان الوسيط المصري استنفد ادوات الضغط التي يستخدمها لإنجاح الحوار وثمة مؤشرات الآن على حالة من التململ المصري لأن الحوار خلال ست جولات لم يحقق نتائج ايجابية.. فما مدى صحة ذلك؟

- لا علم لي بذلك فالإخوة في مصر هم رعاة هذا الحوار الوطني ونحن نتجاوب مع رعايتهم ومع اي جهد العربي يسعى لتقريب المواقف، ولكنّ الإخوة في مصر وأطرافا أخرى في المنطقة يعرفون ان من يعطل المصالحة أو يؤخرها هو عدم تجاوب الإخوة في «فتح» والسلطة مع متطلبات هذه المصالحة.

{ لكن ألا ترون انه حان الوقت لدخول أطراف إقليمية أخرى إلى جانب مصر في رعاية الحوار مثل سوريا التي تستضيف 31 فصيلا فلسطينيا على أراضيها؟

- نحن نرحب بالجهد العربي والإسلامي كما رحبنا بالجهود المصرية ولا نعترض على أي طرف سواء كانت سوريا أم المملكة العربية السعودية أم أطرافا في الخليج أم شمال إفريقيا أم غيرها.

{ ولكن سوريا بالتحديد طرف مؤثر لأنها تستضيف 31 فصيلا فلسطينيا وهي بالتالي يجب أن تكون حاضرة بشكل مباشر على طاولة الحوار؟

- هذا شيء منطقي ونحن نرحب به وقد طالبنا منذ فترة طويلة العرب جميعا بأن يكون لهم وجود فاعل في عملية المصالحة..

{ ولكن ذلك قد يزعج الإخوة المصريين؟

- لا، هذا الأمر يتعلق بالعرب أنفسهم، فنحن كطرف فلسطيني نريد رعاية ومن يتقدم بهذه الرعاية نرحب به، إذا تقدمت مصر نرحب بها وإذا تقدمت مظلة عربية فيها مصر وسوريا والسعودية وقطر واليمن والجزائر أو أي طرف آخر سنرحب بها..

{ (مقاطعا).. ولكن ذلك سيثير حساسية الراعي الرسمي؟

- اسأل الراعي ولا تسألني، فنحن نرحب بالجميع ونعتبر الجهد المصري والجهد العربي والإسلامي مرحبا به مادام سيساهم في تذليل عقبات المصالحة الفلسطينية.

{ تبدو مواقف الوسيط المصري، الذي يرعى الحوار، متقاربة سياسيا مع مواقف فتح ومتباعدة عن مواقفكم.. ألا يؤثر ذلك على سير الحوار ويشكل ضغطا عليكم؟

- الجميع يعلم أن لكل دولة عربية، بما فيها مصر، قناعاتها ومواقفها السياسية، وقد تكون مصر أقرب إلى طرف من طرف آخر ولكن في النهاية فإن للراعي واجبات وعليه مسؤوليات، وبصرف النظر عن الطرف الأكثر قربا إليه فإنه كراع يقوم بمسؤولياته ويحاول تذليل العقبات.

وبصرف النظر عن القناعات فإن من يرد أن يعالج مشكلة يجب أن يوفر لها كل عوامل المعالجة السليمة وبالتالي فليست لدينا مشكلة في أن يأتي طرف أقرب إلى فتح أو أقرب إلينا، فنحن لا نتعامل بهذا المعيار وإلا فعندها سيقال إن سوريا أقرب إلى هذا الطرف من ذاك الطرف.

نحن لا نضع «فيتو» لا على الدور المصري ولا على الدور السوري ولا على أي دور عربي.

{ بعيدا عن الحوار الفسطيني المنقطع اسمح لنا أن ننتقل إلى قضية هامة هي اتهامات السيد فاروق القدومي للرئيس عباس ودحلان بالتآمر مع إسرائيل لاغتيال عرفات.. هل تتفقون مع هذا الطرح؟

- نحن نعتبر هذا الأمر شأنا فتحاويا داخليا..

{ (مقاطعا).. ولكن عفوا.. هذا شأن فلسطيني أيضا..

- سآتي إلى هذه النقطة.. ولذلك فلم نشأ أن نصب الزيت على النار ولا أن نتعامل بنوع من الاستغلال أو الانتهازية مع هذه القضية.. هذا من جهة.

من جهة أخرى لاشك أن ما جرى للراحل ياسر عرفات رحمه الله شأن وطني بامتياز، فياسر عرفات ليس رجلا عاديا فهو رمز وطني كبير ورئيس السلطة ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس حركة فتح، وقد قتل مسموما من الصهاينة في وضح النهار.

وأنا شخصيا أول من اتهم إسرائيل باغتيال عرفات مسموما وكان المنطق والحق الوطني ان يتم التحقيق في ظروف اغتيال ياسر عرفات مسموما وإلا يطوى هذا الملف كما طوي خلال السنوات الخمس الماضية ولا يدفن الأخ أبو عمار بهذه السرعة دون عمل الإجراءات الطبية اللازمة التي تساعد في ملف التحقيق.

وبالتالي فمن حق أي طرف أن يضع علامات استفهام كبيرة على طريقة إدارة ملف التحقيق في اغتيال ياسر عرفات على أيدي الإسرائيليين.

{ ولكن هل لديكم معطيات معينة.. بأن ثمة اطرافا فلسطينية تقف وراء اغتيال عرفات؟

- ليست لدينا أدلة نتحدث عنها الآن ولكنني أعتقد أنه أصبح معروفا في الساحة الفلسطينية كم خذل ياسر عرفات من أقرب الناس إليه وبالتالي من الذين حاولوا أن ينقلبوا على ياسر عرفات من داخل مربعه ومن داخل إطاره.

{ لماذا لا تسمي الأشياء بأسمائها؟

- هذا حديث سابق لأوانه، فضلا عن أنني أتكئ على معرفة ووعي أبناء شعبنا الفلسطيني لأننا لسنا أمام تاريخ بعيد بل تاريخ لا يتجاوز 5 أو 6 سنوات، والعالم كله رأى ومن يعود إلى الأراشيف الصحفية والتليفزيونية يعرف ما الذي جرى قبل عام أو عامين من اغتيال ياسر عرفات ومن حاول أن ينقلب عليه ومن كان أداة استعملت ضد ياسر عرفات من أطراف إقليمية ودولية.

{ باعتباركم معنيين بقضية اغتيال عرفات هل تعتقدون أن قدومي اختار توقيتا خاطئا لكشف ما لديه من أدلة؟

- لا جدوى الآن من تقييم هذه الخطوة فالأخ أبو اللطف «فاروق القدومي» ليس شخصا عاديا بل هو مؤسس ورجل تاريخي في حركة فتح ومن حقه أن يجتهد بما يراه مناسبا وإن كان أخطأ أو أصاب فإن هذا يترك لتباين اجتهادات الناس في التقييم، ولكن لأن هذا شأن داخلي فتحاوي فلا أريد الدخول فيه وما يعنينا في قضية تسميم ياسر عرفات هو الكشف عن ظروف هذه الجريمة وكيف تمكنت إسرائيل من تسميم عرفات والوصول إليه.. وهل هناك أيد محلية كان لها دور في ذلك؟

نحن في حماس لا نتهم أحدا ولكنّ هناك موضوعا شائكا والتباسات عديدة تحيط بالموضوع وعلامات استفهام عديدة ومن حق الشعب الفلسطيني أن يعرف كيف جرى تسميم ياسر عرفات.

شعبنا يوقن أن إسرائيل قتلت عرفات مسموما ولكن شعبنا لا يعرف حتى اللحظة كيف تمكنت من ذلك، لذلك فإنه من واجب القيادة الفلسطينية ومن واجب زملاء عرفات في حركة فتح ومنظمة التحرير والسلطة ومن واجب جميع الفصائل ان يعملوا للوصول إلى هذه الحقيقة.

{ في إطار نفس القضية تم تعليق عمل قناة الجزيرة في الضفة على خلفية تغطيتها لتصريحات القدومي.. هل ترون أن هذا القرار صائب؟

- نحن ضد تكميم الأفواه وضد أي سياسات خاطئة ضد الإعلام سواء تعلق الأمر بالجزيرة أم بغيرها.. فمن يثق بنفسه ومن لا يخاف الحقيقة عليه ألا يعطل وسائل الإعلام.

والإعلام الحر، كما نعلم، يسعى إلى البحث عن الحقيقة وهذا يشكل خدمة للشعب الفلسطيني وما قامت به الجزيرة والفضائيات العربية وغيرها وخاصة في الحرب الإجرامية الصهيونية على غزة شكل خدمة للشعب الفلسطيني.. فلا يجوز التعامل بازدواجية معايير بحيث نرضى مرة ونسخط أخرى.. وعلى الإنسان أن يكون شجاعا أمام الحقائق ولا يخشى أن تنكشف.

{ ولكن كيف تردون على من يرى بأن الجزيرة غير محايدة فلسطينيا وأنها تتبنى مواقف حماس ضد فتح؟

- هذا اتهام مجاف للحقيقة ولا دليل عليه وأنا أقول لك إنه لو كانت الجزيرة كذلك لما سمح لها بأن تفتح مكتبها في الضفة الغربية طوال الفترة الماضية.

{ لماذا يرضون عنها أحيانا ويسخطون عليها أحيانا أخرى؟

لو كانت لديهم قناعة بأن الجزيرة منحازة لغيروا سياستهم ولأخذوا خطوة إغلاق الجزيرة منذ سنوات وليس منذ الآن، وأنا لا أريد الحكم على الجزيرة لأن استطلاعات الرأي تقول إن المشاهد العربي وغالبية الشعب الفلسطيني في الداخل يستقي معلوماته من الجزيرة وهو ما يدل على أن هذا الاتهام ليس صحيحا.

{ من الجزيرة الفضائية اسمح لنا أن ننتقل إلى الأزمة الأيرانية.. كيف تتابعون تطورات أزمة الرئاسة في إيران وما هي انعكاسات الصراع الدائر حاليا بين الإصلاحيين والمحافظين على الدعم الإيراني لحركة حماس؟

- ما يجري في إيران هو أيضا شأن إيراني داخلي لا نتدخل فيه ولكن إيران دولة مهمة على المستوى الإقليمي والإسلامي ولدينا علاقة وثيقة بإيران فهي صديقة وحليفة ولا شك في أن ما يجري في إيران يشغلنا ويقلقنا أيضا ولكن نعتبر ما يجري شأنا داخليا لا نتدخل فيه ولسنا طرفا فيه ونتمنى الخير لإيران كما نتمنى الخير لكل الدول العربية والإسلامية ونحذر من استغلال اطراف غربية ودولية لما يجري في إيران.

ولا شك أن ما يجري في إيران يعكس معطيات إيرانية محلية وأي دولة قد يكون فيها اجتهادات وخلافات وتباينات ولكن للاسف عادة ما تحاول الأصابع الأجنبية صب الزيت على النار..

{ ولكن ألا تخشون من أن تؤدي التطورات الحالية في إيران إلى اضعافكم إقليميا وعسكريا خاصة وأن الجمهورية الإيرانية قد تبقى منشغلة بشؤونها الداخلية لفترة طويلة من الوقت؟

- أولا أعتقد أن إيران بما نعرفه عنها، ليس لدينا خوف بأن هذه الاحداث ستعصف بإيران.. فمن يضخم الصورة ويعتقد أن هذا الأمر سيضعف إيران يكون متسرعا في حكمه بلا شك.. صحيح أن ما يجري في إيران أمر ملفت للنظر ولكن إيران كدولة كبيرة ونظام راسخ قادرة على معالجة ما يجري هناك بطريقة فاعلة بما يساعد على تجاوز هذه المرحلة.

ولكننا حتما لسنا قلقين على العلاقة مع إيران أو ما تقدمه إيران من دعم لنا.

{ (مقاطعا) أي أن الدعم الإيراني لكم هو بمثابة شيك على بياض لحركة حماس.. ؟

- لا لا.. لم أقصد أيا من هذا وما أقوله إن حماس لا تستند إلى طرف واحد في العالم لدعمها.. فحماس كحركة تعتمد اساسا في دعمها على الشعوب وهي لا تخشى من اي تغيرات في العالم.. فنحن تمويلنا ودعمنا يأتي من الشعوب من ابناء فلسطين والامة العربية والإسلامية وكل الخيرين في العالم.. ولذلك مهما فعلت الولايات المتحدة أو غيرها من التضييق علينا فلن تتمكن من ذلك.

ولكن لا شك أيضا انه بعد ان بدأنا ندير الحكومة الآن في غزة وقبلها حكومة الوحدة الوطنية.. تلقينا مساعدات من اكثر من طرف في العالم وعلى رأسها إيران وهذا ليس سرا ونحن نقدر الدعم الإيراني للحكومة الفلسطينية..

{ (مقاطعا).. تقصد حكومتكم المقالة؟!

- لا بل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية السابقة وحكومتنا الحالية في غزة بعد ان فرض علينا الانقسام.. ولكن هذا لا يقلقنا لأننا لا نعتمد فقط على الدعم الإيراني، فهناك مصادر اخرى تدعمنا وحماس قادرة على التكيف على اصعب الظروف.

{ من الجمهورية الإيرانية إلى استراتيجيتكم الإسلامية.. هناك من يرى انكم منذ انقلابكم على السلطة في غزة، كما يتردد في وسائل الاعلام الفتحاوية، تحاولون أسلمة القطاع..

- (يقاطع ابو الوليد مبتسما) ما دمت تعرف انها مصادر فتحاوية لماذا تتبناها وتطرحها؟

{ أنا أطرحها كإعلامي يبحث عن الحقيقة.. يقال انكم تسعون إلى تحويل القطاع إلى امارة إسلامية عبر محاولة فرض الشريعة الإسلامية على المؤسسات في غزة.. فكيف تردون على هذا الطرح؟

- مرة اخرى.. الانقسام الفلسطيني الحالي المؤسف هو نتيجة للانقلاب على صناديق الاقتراع وعلى الشرعية الفلسطينية وعلى حماس في موقعها في رئاسة الحكومة وفي شرعيتها الواضحة.

حماس حركة تحرر وطني اولويتها تحرير الوطن واستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية وانجاز حق تقرير المصير.وكما احتكمنا إلى الشعب الفلسطيني في اختيار ممثليه في «التشريعي» وبالتالي اختيار قيادته.. فإن الشعب الفلسطيني هو الحكم في اختيار طريقة الحكم ومنهج الحكم.

وبالتالي.. خذوا عني التالي : ليس من سياسة حماس على الاطلاق فرض التدين على أحد لأن التدين يأتي بالقناعة وليس بالاكراه..

{ (مقاطعا) ولكن عفوا هناك محاولات لفرض زي إسلامي موحد على المحاميات في غزة؟

- هذه خطوة قام بها رئيس مجلس العدل ورئيس المحكمة العليا في قطاع غزة باجتهاد منه وليس بموقف مقرر لا من حماس ولا من حكومة الأخ إسماعيل هنية ونحن مازلنا نعالج هذا الأمر.. وهو اراد تطبيق القانون وكان له تفسير في تطبيق القانون رآه على النحو الذي ذهب اليه ولكن موقفنا في حماس وحكومة الأخ إسماعيل هنية اننا لن نفرض التدين على احد..

{ ولكن.. هل تتفقون مع رئيس العدل في الخطوة التي ذهب اليها؟

- قلت لك اننا لم نقر هذه الخطوة ونحن لسنا مع فرض الحجاب أو التدين بالاكراه على ابناء الشعب الفلسطيني.. وهذا التدين الذي ترونه في الضفة وغزة هو تدين طبيعي باختيار الناس وإلا من يفرض التدين الذي ترونه في الضفة؟

حماس قبل ان تكون في السلطة وبعد ان اصبحت في السلطة لم تصدر قانونا واحدا تفرض به التدين على الناس.. نحن نثق في شعبنا ونعتبر ان من حق شعبنا ان يختار ما يريد في مسألة التدين فهذا شأنه.. وشعبنا في النهاية جزء من الامة الإسلامية ويعرف طريقه الصحيح وهناك آلاف يحفظون القرآن الكريم في مراكز التحفيظ في غزة والضفة الغربية.. فهل حصل هذا بالاكراه؟ على العكس، فالعائلات الفلسطينية تتسابق لترسل أبناءها إلى مراكز تحفيظ القرآن لأن هذه حرية متاحة للجميع.

التدين موجود في كافة الدول العربية وهو ليس ناشئا عن فرض وانما عن اختيار لأن هذه هي بيئة المنطقة.

{ من غزة اسمح لنا بأن نتجه إلى شمال العراق.. كيف ترون العلاقات المتنامية والناشئة بين السلطة الفلسطينية وحكومة إقليم كردستان العراق وما هي من وجهة نظركم أبعاد هذه العلاقة والمعطيات التي تساهم في تشكيل خصوصيتها؟

- هذا الموقف من اطراف السلطة الفلسطينية لا يعكس الموقف الفلسطيني، لأننا لا نتعامل مع العراق وفق تقسيمات عرقية أو طائفية، نحن مع العراق الموحد الحر الخالي من الاحتلال بوجهه العربي الإسلامي لا نفرق بين عرب وأكراد أو تركمان ولا بين شيعة وسُنَّة، كلهم اخواننا واهلنا.

والاصل أن يتعامل السلوك الفلسطيني الرسمي مع العراق من بوابته الرسمية وليس عبر هذه التقسيمات.

{ وماذا عن أبعاد العلاقة من وجهة نظركم؟

- اسألوا من قام بها..

{ نبقى في العراق ونتوقف عند القضية الضاغطة على الحدود العراقية ــ السورية وهي قضية اللاجئين الفلسطينيين.. ما الجديد فيها وما السبيل لحلها؟

- لا جديد للأسف وهناك تقصير عربي في التعاون مع اخواننا اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون لجوءا مركبا ولا ينالون أبسط حقوقهم.

نعم.. تم استيعاب عدد محدود منهم في بعض البلدان العربية ومنها سوريا ولكن هذا لا يكفي ولا اذيع سرا اذا قلت ان هناك استعدادا للإخوة في سوريا لاستيعاب عدد جيد منهم ولكن تبقى الاشكالية هي التمويل وحتى اللحظة لم نستطع حل مشكلة التمويل، وهذا شيء مؤسف.

{ ألا يمكن ان يكون التمويل إيرانيا مثلا؟

- هذه مسؤولية العرب جميعا وليست مسؤولية طرف بعينه؟لماذا يلقى كل شيء على إيران. وانا ابذل جهودا مع بعض الدول العربية لتوفير هذا التمويل ومن خلال صحيفتكم الكريمة ادعو إلى سرعة حل مشكلة هؤلاء.

فمادامت هناك دول عربية لديها استعداد لاستضافتهم، فعلى بقية الدول العربية ان توفر التمويل اللازم لإسكانهم.

ليس توطينا ولكن إسكانهم كلاجئين إلى ان يتمكنوا من العودة إلى ارض فلسطين.

{ لو توافر تمويل من الاتحاد الاوروبي أو أي طرف غربي.. هل تقبلون به؟

- من اي كان بالطبع.. نحن نفضل ان يكون التمويل عربيا ولكن لو توافر تمويل غربي فأهلا وسهلا.. المهم ان نحل مشكلة إخواننا الاعزاء.

{ من هذه القضية ننتقل إلى قضية مهمة جدا.. يمكن ان يشكل حلها حلا للعديد من القضايا العالقة الاخرى. وهي قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت.. هل ثمة اي اتفاقات أو انفراجات تلوح في الافق لإطلاق سراحه؟

- لا جديد على مستوى خطوات نوعية ولكن مازال جس النبض ومحاولات بعض الوساطات قائمين حتى الآن. ولكن حتى اللحظة لا انفراج حقيقيا والسبب هو الطريقة التي يحاول نتانياهو ان يتعامل بها مع هذا الملف لتوهمه أن هذه الطريقة من التجاهل ستؤدي إلى خفض سقف المطلب الفلسطيني الذي تقدمت به حماس للافراج عن المعتقلين الفلسطينيين.

{ لكن قبل فترة تردد انه تم الاتفاق على صفقة معينة وان الافراج عن شاليت سيتم قريبا؟

- هذا كلام لا علاقة له بالواقع وكنت اسمعه كما تسمعونه واعرف ان الحقيقة ليست كذلك..

{ هل صحيح ان ثمة اطرافا عربية عرضت عليكم مبالغ كبيرة للافراج عن شاليت وإنهاء هذا الملف؟

- هذا ليس صحيحا أيضا ومن المعيب اطلاق هذه الإشاعات بحق العرب وبحق الشعب الفلسطيني وكأننا نريد ثمنا ماليا لجلعاد شاليت.. لا ..ثمن شاليت هو المعتقلون في سجون العدو الذين من حقهم ان يروا الحرية.

{ ننتقل إلى قضية شغلت الرأي العام العربي لفترة ومازالت تشغله وهي قضية ما يسمى في وسائل الإعلام المصرية «خلية حزب الله».. بصراحة بل بمنتهى الصراحة هل اخطأ حزب الله أم اصاب عندما حاول تهريب السلاح للمقاومة بعيدا عن عيون السلطات المصرية؟ الا تعتبر ذلك انتهاكا لسيادة الدولة المصرية وماهي الحدود والضوابط التي ينبغي ان تتوقف عندها المقاومة؟

- انا لست معنيا بالتقييم، فالإخوة في حزب الله هم من تناولوا هذا الملف في حينه وهم قادرون على تفسير خطوتهم ووضعها في السياق الذي تحركوا به ورأينا الإشكال بينهم وبين الدولة المصرية وعلقنا في حينه كلاما واضحا.. . من حق شعبنا الفلسطيني ان يجد دعما من العرب والمسلمين جميعا.

أنا هنا لا أريد التعليق على هذا الطرف أو ذاك بل أتحدث بشكل عام.. نحن الفلسطينيين ما دمنا تحت الاحتلال وامام عدوان إسرائيلي بشع، من حق هذا الشعب ان يتلقى دعما ليس من الحركات فقط بل من الدول أي من مصر والدول العربية والإسلامية وفي ذات الوقت نحن نحترم خصوصية الدول العربية ولا احد يستهدف الامن العربي بأي شكل.

ولكن بلا شك نحن امام وضع شائك ضمن الواقع العربي الضعيف وانقساماته والسياسات العربية القائمة وفي ظل العجز العربي عن فعل شيء امام العدوان الإسرائيلي.

وقد كنت اقول للعرب دائما فلنسر في احد المسارات.. اما ان يقول العرب نحن قادرون على انهاء الاحتلال الإسرائيلي على الاقل لحدود عام 7691 كما هو التوافق الفلسطيني العربي وانهم قادرون على فعل ذلك دون اللجوء إلى المقاومة فعندما سنعطيهم فرصة وانتم تعلمون ان مسيرة المفاوضات اخذت وقتا ولم تنجح في شيء حتى اللحظة.. أو ان يقول العرب انه مادام طريق السلام مسدودا فمن حق الشعب الفلسطيني ان يقاوم فعندئذ على العرب ان يقفوا ويدعموا المقاومة كما دعموها في الماضي.

ولكن علينا ان نختار.. لقد عرض العرب مبادرة السلام منذ فترة طويلة دون استجابة إسرائيلية أو أميركية، فالإسرائيليون والأميركيون يريدون مزيدا من التنازل العربي.

ولاحظوا الآن أن الأميركيين اليوم يضعون معادلة في منتهى السخف ومنتهى الظلم للعرب فمقابل تجميد الاستيطان يمضي العرب نحو التطبيع.

وانظروا كيف يتم تخفيض السقف العربي بشكل مستمر.

فأمام هذا الفشل في طريق السلام والتسوية بعد أن عرضه العرب سنوات طويلة، اعتقد انه من الطبيعي ان نبحث عن الخيار البديل الذي يتجلى في المقاومة..

{ (مقاطعا) ولكن نريد مقاومة دون انتهاك سيادة الدول..

- دعني أقل لك شيئا.. علينا ان نتفق كعرب، كيف نحترم خصوصيات دولنا العربية وكيف نعزز الامن العربي في كل دولنا وفي ذات الوقت كيف نضمن الدعم الحقيقي للمقاومة الفلسطينية وكيف ندعم صمود الشعب الفلسطيني وكيف ننهي الحصار على غزة وكيف ننهي القمع الامني من خلال وجود دايتون كجنرال أميركي يسيطر على ملف الامن في الضفة الغربية.

اليس ذلك انتهاكا للسيادة العربية؟ الأمن العربي كل لا يتجزأ ونحن حريصون على الامن في مصر والاردن وسوريا ولبنان ودول الطوق ولكن غيرتنا على الامن العربي يجب ان تكون كاملة ومن يحرص على استقلال الامن العربي فعليه ان يضع «فيتو» على التدخل الأميركي السافر عبر دايتون في ان يشرف على الامن الفلسطيني في الضفة الغربية.

{ فلننتقل من هذا الموضوع إلى موضوع الأنفاق بين غزة ورفح.. ما هو موقفكم من قضية قيام مصر بهدم الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة والتي تمثل رئة الحياة بالنسبة لحركة حماس وسكان القطاع؟

- اعرف ان هناك ضغوطا على مصر في موضوع الأنفاق ومع ذلك من حق الشعب الفلسطيني مادامت حدوده مغلقة ويعاني من الحصار الظالم واللاإنساني منذ سنوات ان يبحث عن كل الوسائل لكسر الحصار بما فيها الأنفاق.

وهذه الأنفاق تأتي بماذا؟ تأتي بالاغذية والدواء والاحتياجات الاساسية في ظل الحصار.

{ هل تتفهمون الخطوة المصرية بهدم الأنفاق؟

- لا انا لا أتفهم هذه الخطوة.. نحن نقول ان من حق الشعب الفلسطيني ان يحصل على احتياجاته بكل الوسائل بما فيها الأنفاق. وهدم الأنفاق ليس قرارا صحيحا.

{ هل عبّرتم للسلطات المصرية عن رفضكم لهذه الخطوة بشكل رسمي؟

- هم يعرفون موقفنا جيدا.. وان يكون عليهم ضغوط من الأميركيين لا يعني ذلك أن هذه الخطوة صحيحة.فالأنفاق وسيلة اضطرارية نريد تجاوزها اصلا.. الحفاظ على الأنفاق ليس هدفنا وهي مجرد وسيلة اضطرارية لجأنا اليها عندما اغلقت دوننا الابواب لكن الحل الحقيقي هو ان يفتح معبر رفح وجميع المعابر وينتهي الحصار على قطاع غزة.

{ بعد هدم الأنفاق إثر العدوان الإسرائيلي على غزة.. هل قمتم ببناء أنفاق جديدة؟

- (يبتسم قائلا) وهل ترى انني مسؤول الأنفاق في القطاع؟ الشعب الفلسطيني شعب مبدع ولو هدموا نفقا سيبني عشرات الأنفاق.

وهذا جزء من التعبير عن الارادة الفلسطينية العظيمة.. فعندما يغلق باب تُفتح ابواب وإذا أغلقت الحدود يفتح أنفاقا.

{ بعد العدوان الهمجي الإسرائيلي الاخير على غزة.. هل انتم مستعدون لإطلاق الصواريخ ثانية على إسرائيل؟

- الاصل هو تجاوز موضوع الوسائل، فالصواريخ وسيلة ونحن نتكلم عن المفاهيم والمواقف.. فمادام هناك احتلال هناك مقاومة ومادام هناك عدوان هناك مقاومة ودفاع عن النفس.فالمقاومة حق شرعي للشعب الفلسطيني تكفله الشرائع السماوية والقانون الدولي، أما كيف يمارس شعبنا وفصائله هذه المقاومة؟ فهذا متروك لقيادة المقاومة.

فمن الممكن ان يقوم مرة بعمليات نوعية ومرة بعمليات استشهادية ومرة بإطلاق صواريخ ومرة بمناوشات تكتيكية ومرة يركن إلى التهدئة أو هدنة.. فمادامت الأرض محتلة هناك صراع والمقاومة حق مشروع بل هي الخيار الاستراتيجي لنا كشعب، أما كيف نمارس المقاومة فهنا تأتي الاجتهادات.

{ كانت هنا تقارير عن قيامكم مؤخرا بتطوير قدراتكم الصاروخية واطلاق صواريخ بعيدة المدى.. فهل تسعون فعلا لتطوير هذه القدرات وهل انتم مستعدون لمواجهة اي عدوان جديد في حال وقوعه؟

- رغم ظروفنا القاسية وحصارنا القاسي وإغلاق المعابر وهذا التشديد الذي باتت تشارك فيه اطراف دولية من «الناتو» لإغلاق البر والبحر والجو الا اننا نستشهد بما قاله رب العالمين «ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا»، وكما قال تعالى «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين».

فحماس وقوى المقاومة كما طورت قدراتها القتالية قبل حرب غزة هي تطور قدراتها وإمكاناتها رغم ظروفها الصعبة لأن أرضنا مازالت محتلة ومن حقنا ان نحصل على السلاح مهما كانت الظروف حتى ندافع عن أرضنا ومقدساتنا.

وحماس لا تتفاخر ولا تدعي انها تملك شيئا عظيما بل تملك امكانات معقولة لا ترقى قطعا إلى تعديل ميزان القوى مع العدو الصهيوني ونحن نفعل هذا لأننا مضطرون.

لقد قال ربنا «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» اذن الله جل شأنه كلفنا بحدود الاستطاعة ونحن في حدود استطاعتنا نفعل المستحيل لأنه عدو غادر لا تؤمن مغامراته وهذا هو سلوك القيادة التي تحترم نفسها وتحترم شعبها، خاصة اننا لسنا امام عدوان يستهدف غزة فقط بل امام عدوان محتمل على غزة في اي وقت.. وغزة اصلا تعاني من الحصار الذي يعتبر شكلا من اقسى اشكال العدوان فضلا عن ان الضفة تعاني من الاستيطان والاحتلال المباشر ومن مئات الحواجز ومن الجدار كما ان القدس تعاني من التهويد.

إذن لا طريق لتحرير الارض واستعادة القدس وتثبيت السيادة على الارض وانجاز حق العودة الا بالمقاومة.. ومع هذه المقاومة نلجأ حتما إلى السياسة والدبلوماسية وكل اشكال العمل الاعلامي والشعبي ولكن العمود الفقري يبقى المقاومة لأنه ليس هناك احتلال في التاريخ خرج من الارض التي يحتلها الا تحت الضغط.

{ بعيدا عن الشعارات العاطفية والمواقف القومية يرى كثيرون وانا لست احدهم انكم تتحملون مسؤولية إشعال فتيل الحرب الإسرائيلية الاخيرة على غزة عبر اطلاق الصواريخ العشوائية على إسرائيل.. فكيف تردون على ذلك؟

- قلت للسيد كارتر ولشخصيات اوروبية وغربية عديدة حين تحدثوا معنا في اواخر التهدئة الماضية ان هذه التهدئة كانت التزاما فلسطينيا مقابل أن تتوقف إسرائيل عن عدوانها وترفع الحصار عن غزة.. وقد شهد العالم بأن إسرائيل لم توقف عدوانها بشكل كامل وفي الاسابيع الاخيرة من عمر التهدئة قتلوا نحو 53 من أبناء شعبنا في قطاع غزة ولكن الأقسى من ذلك استمرار الحوار حيث لم تلتزم إسرائيل بمقتضيات التهدئة في رفع الحصار وما دخل غزة في ستة شهور كان لا يزيد على 01% من احتياجات القطاع.

{ التهدئة انتهت في 91/ 21 دون ان تلتزم بها إسرائيل فمن الذي يتحمل المسؤولية؟

- لقد قلت لمن زارونا اننا مستعدون في حماس لاعادة الحديث عن تجديد التهدئة اذا كان هناك طرف ما في العالم يلزم إسرائيل بأن توقف عدوانها بشكل كامل وتنهي حصارها على غزة.

ولكن البعض يعتبر حصار غزة وكأنه أمر طبيعي.. ولكن حتى في القانون الدولي فإن الحصار هو شكل من اشكال العدوان.

بل اكثر من ذلك لم يبادر اي طرف عربي أو دولي ليعرض على حماس عرضا فيه التزام دولي بوقف العدوان وانهاء الحصار.. وهكذا اصبحنا في حل، فمدة التهدئة انتهت قانونيا وليس هناك التزام بوقف العدوان ورفع الحصار. وعندما اعتدت إسرائيل علينا قمنا بالرد عبر اطلاق الصواريخ.

والذي لا يستطيع ان يحمي شعبنا يجب عليه الا يحرمه من حق المقاومة.

{ دعني اتحدث معك بصراحة مرة اخيرة.. بدأنا نلمس مؤخرا أن بعض الدول العربية التي كانت تتفهم مواقفكم بدأت تغير مواقفها معكم وصارت تتحسس من مواقف حماس، بل وتتحفظ عليها وترفضها وتراهن على «فتح» تقديرا لمواقفها الواقعية.. وفي هذا الاطار الا تخشون أن تخسروا حلفاءكم العرب بسبب مواقفكم المتصلبة التي لا تجد قبولا على الساحة الدولية.

- العكس هو الصحيح، فالحركة تحظى باحترام الكثيرين في المنطقة الذين يتفهمون ويفهمون مواقفها خاصة انهم يدركون أين هو مصدر الاعاقة في الساحة الفلسطينية، وبالعكس أيضا هم يدركون كم هو ضروري ومهم الانفتاح الإقليمي والدولي على حماس لأنها لاعب أساسي على الساحة الفلسطينية لا يمكن تجاوزه.

أما فيما يتعلق بالواقعية فإن حماس تتصرف في اطارها ولكن ليس كالواقعية التي مارسها البعض وادت إلى خسارة الكثير من الحقوق والمواقف وكانت نهايتها الفشل والوصول إلى طريق مسدود.

{ لكن عفوا اذا كان المحيط العربي يتفهم مواقفكم.. لماذا لا نراك زائرا أو حاضرا في الامارات أو الكويت أو السعودية أو دول عربية اخرى؟

- الاتصالات قائمة بصورة متعددة، ونحن لا نفرض صورة محددة من التواصل مع أي دولة عربية أو إسلامية أو أي دولة على الساحة الدولية.

{ اخيرا من خلال وجودك واقامتك في دمشق.. كيف تتابع التطورات المتلاحقة في العلاقات السورية - الأميركية والترحيب الأميركي الرسمي بزيارة مسؤولين سوريين؟الا تعتقد ان هذا التطور الايجابي لا بد ان يلقي بظلاله عليكم على اعتبار ان سوريا هي مفتاح الحل في المنطقة وبالتالي التضحية بكم مقابل تحسين العلاقات بين واشنطن ودمشق؟

- كل انفتاح إقليمي ودولي على سوريا يسعدنا ويعبر عن فشل السياسات الأميركية السابقة التي عملت على حصار سوريا ومحاولة عزلها ونحن على ثقة بأن هذا الانفتاح على دمشق لن يكون على حساب القضية الفلسطينية.

المقابلة ل عمون والوطن القطرية بالاتفاق والتزامن .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :