ليس من باب الإستهتار بدائرة وطنية مرموقة ولا من باب العبث بسمعتهم,لكن الهجوم المتكرر وبدون مبرر خلال الموسمين الحالي والماضي على قدرات شبابية وطنية متمثلة بالمتنبئ الجوي الشاب محمد الشاكر يدعو الكثير من الأردنيين للتوقف مليا والتفكير بخطورة قمع هذه القدرات والإبداعات لدى شباب وطننا الغالي, وتبلغ هذه الخطورة ذروتها عندما تترافق بدعم من مؤسسات إعلامية كبرى.

نجحت يا محمد انت وطاقمك في موقع طقس الأردن نجاحا باهرا لم يستطع من يمتلكون الخبرة والأجهزة الإلكترونية المعقدة و الإتصال بالإقمار الصناعية,ان يتفوقوا عليك.

ان الشاب محمد الشاكر وطاقمة ليسوا منجمين او هواة متخبطين,بل خبراء يقدمون توقعات بناءا على معطيات علمية وأرقام دقيقة وخرائط جوية معتمدة لتحليل حالات الطقس في جميع دول العالم, فكنتيجة للتحليل الدقيق لهذه المعطيات يستطيع المتنبئ الجوي وضع استراتيجية منطقية وقريبة للواقع المحتمل وللحالة الجوية القادمة.

وبالرغم من ذلك فإن هذه المعطيات قابلة للتطور في أي لحظة اعتمادا على متغيرات كثيرة كدرجات الحرارة والضغط والرطوبة والتيارات في طبقات الغلاف الجوي, لذلك من المستحيل ان توجد توقعات جوية دقيقة بنسبة 100% في عالم الارصاد الجوية.

نحن في الأردن تعودنا منذ زمن بعيد ان نحصل على حالة الطقس من دائرة حكومية رسمية لها باع طويل في هذا المجال, فعندما ظهر الشاكر عبر موقعه الإلكتروني "طقس الأردن" أصبحت هناك حالة من الهلع والتخبط لدى المواطن الاردني لعدم تعودة على وجود أكثر من مصدر لتنبؤات الطقس ولإعتماده الوحيد على مصدر دائرة الأرصاد الجوية,بالرغم من ضرورة تعدد مصادر المعرفة والحصول على المعلومة ولكن لا بد من الإشارة الى النجاح الكبير الذي حققة محمد الشاكر خلال الموسم الماضي بتوقعاتة الموسمية واليومية لحالة الطقس في الأردن كما نجح في هذا الموسم أيضا, مما يدل على كفائتة هو وطاقمة من متنبيئين جويين ومراسلين في مختلف ارجاء الوطن.

في الكثير من دول العالم المتقدمة يعتمدون على مؤسسات وشركات خاصة في الحصول على التوقعات الجوية, بل وأن الحكومة الامريكية تستعين بالكثير من هذه الشركات لتقديم نشرة جوية دقيقة للمواطن الامريكي, والفرق بيننا وبينهم هو الإهتمام والدعم الموجة لهذه الجهات الخاصة والسعي الدائم لتطوير قدرات المبدعين ولو كانوا هواه او مبتدئين, والوعي الكافي لدى مواطنيهم بعدم اغفال الطاقات والإمكانيات لدى هذه المؤسسات الخاصة بغض النظر عن مجال عملها.

فما العيب في ان يملك الاردن ويتبنى مثل هذه القدرات والإبداعات وأن نسعى جميعا للوصول بها الى المستوى العالمي بدلا من الإستهتار والإسائة غير المبررة الناتجة عن "قلة الوعي" لدى شريحة كبيرة من مجتمعنا.

تحية تقدير واحترام للسيد محمد الشاكر وطاقم عملة في موقع طقس الأردن الإلكتروني.

maenalmahasneh@yahoo.com